يجهل الكثير أضرار الفودو ومخاطر استعماله، فمع انتشار المواد ذات التأثير النفساني الجديد (NPSs) من بينهم الفودو بشكل واسع و سريع في مصر خاصةً بين فئة الشباب من دون معرفة تأثيرها على صحتهم وفق ما ذكرت  الأمانة العامة للصحة العقلية وعلاج الإدمان بوزارة الصحة، وجب علينا التعريف بأخطار الفودو وتقديم معلومات دقيقة للتّحذير من أضرار الفودو وتفادي الوقوع في فخ الفودو.

الفودو خليط سام وأضراره لا تنتهي

ربما تعاطيت الفودو يوماً ولمست تأثيره المُخدر، نشوته جعلتك تُكرر التجربة، ورويداً بدأت تلحظ الاضطرابات الجسدية والنفسية تجتاحك، والآن تُريد أن تعرف ما هو الفودو وأضراره؟، حسناً تابع القراءة لتحصل على الإجابة الدقيقة، لماهية الفودو، أسباب زيادة الإقبال عليه، ومن أين تأتي أضراره.

أثبتت الدراسات أن الفودو عبارة عن خليط غير مُتجانس من مواد مُخدّرة معروفة مثل الأمفيتامين، الترامادول، الميثادون وMDA ، البنزوديازيبينات، مشتقات المورفين،  البنتريم (سم عصبي) ومواد نباتية أخرى، حيث يتم مزجها في مختبرات بشكل سري وغير قانوني مع وجود تباين كبير في أنواع وتركيزات المكونات الكيميائية والغش في جودة المواد، مما يُساهم بشكل أكبر في ظهور أضرار الفودو بشكل مُتباين بين المدمنين.

و لا يعي أغلب المدمنين أضرار شرب الفودو لِأنّه غالباً ما يتمّ الترويج له من قِبل بائعي المخدّرات تحت غطاء القنب أو الماريجوانا الصناعية أو كبديل لها، ممّا يجعل المدمن يستسهل الأمر لِظنّه أنّ ضررها ليس كبيراً، رغم عدم أمان الماريجوانا الطبيعية في الأساس، و لكن تأثير الفودو على الإنسان مُختلف، فهو مزيج كيميائي من المواد المرشوشة على نبات أو ورق ممزق لتشبه الماريجوانا و تُحاكي تأثيرها ولكن بمفعول أقوى ويدوم لفترة أطول و ضرره أشد، كما أن طرق التعاطي لها علاقة بشدة أضراره لذا نتعرف عليها في الفقرة التالية

طُرق التعاطي و علاقتها بشدّة أضرار الفودو

شخصان أمامهما أدوات تعاطي المخدرات ويعانون من اضرار الفودو الشديدة

في الأغلب تنتشر المواد ذات التأثير النفساني الجديد أو ما يُعرف بالفودو على شكل بخور عُشبي للتدخين، ولكن مع انتشار المخدر والإقبال عليه، أصبح شكل الفودو يأخذ هيئات مختلفة، وتبعاً لذلك تختلف طريقة تعاطيه، حيث تُؤثّر طريقة التعاطي وكميّة الجرعة على سرعة تأثير الفودو في الجسم وإليك التفاصيل.

  1.  يأتي الفودو على شكل نبات مُجفف مثل الماريجوانا و يتم استهلاكه أساساً عن طريق تدخينه مثل لفّة الحشيش أو باستعمال غليون، أو على شكل سائل باستعمال السجائر الإلكترونية، حيث أنّ التدخين أسهل و أسرع و أيضاً أرخص طريقة في تعاطي الفودو و يستعملها الأغلبية،و هنا يبدأ مفعوله مباشرة. 
  2. يتواجد أيضاً على شكل أقراص للبلع و هنا قد يبدأ تأثيره بشكل بطئ بسبب عملية الهضم، ممّا يدفع المدمن إلى تعاطي المزيد أحياناً و يؤدي إلى خطر الجرعة الزائدة، وقد يتّجه البعض إلى سحق هذه الأقراص و استنشاقها ليكون مفعولها أسرع مثل التدخين.
  3. تعتبر أخطر طريقة هي الحقن، حيث يدخل الفودو مجرى الدم مباشرة وتلك الطريقة قد تؤدي إلى التسمم و أعراض الجرعة الزائدة، كما أنّ استعمال أدوات غير مُعقمة يُزيد من خطورة العملية ويفاقم أضرار الفودو.
  4. يفضل آخرون نقعه في الماء و شربه كشاي، و في هذه الحالة يكون مفعوله أبطأ و أقلّ شدّة.

والآن بعد حصولنا على المعلومات الأساسية فلْننتقل إلى معرفة ما هي أضرار الفودو؟

أولاً:- أضرار الفودو الجسدية وأخطاره على المدى الطويل والقصير

كونه مخدّر نفسي مثل الماريجوانا فإنّ تأثير الفودو مُتعلّق بعمل الدماغ، حيث ترتبط المواد الكيميائية الموجودة فيه بِنفس المستقبلات الدماغية التي يرتبط بها القنب لكنها بدرجة أكبر من التقارب والفعالية، مما قد يؤدي إلى تغييرات خطيرة في الجسم، مثل ما يلي:-

أولاً:- أضرار الفودو الجسدية قصيرة المدى

يتم تعاطي الفودو من أجل الاسترخاء والشعور بالنشوة، و لكن تأتي هذه الرغبات مع عواقب وآثار جانبية خطيرة و مُختلفة حسب المواد الكيميائية الموجودة في جرعة الفودو المأخوذة، و تشمل هذه الأعراض:

  1. زيادة في معدل ضربات القلب.
  2. ارتفاع ضغط الدم.
  3. نقص تروية عضلة القلب.
  4. الشعور بالغثيان و التقيؤ.
  5. جفاف الفم.
  6. صداع.
  7. فقدان الوعي.

ثانياً:- أضرار الفودو الجسدية على المدى الطويل

تزداد أخطار الفودو و شدّتها مع زيادة مدة تعاطيه وسوء استخدامه، حيث يصل تأثيرها لكامل أعضاء الجسم، و تختلف حسب المواد المُستعملة و شدة الجرعات، حيث نلاحظ:

أخطار الفودو على الدماغ

مثل الماريجوانا، ترتبط المواد الكيميائية الاصطناعية للفودو بمستقبلات الدماغ المسؤولة عن إنتاج هرمونات الاسترخاء والسعادة مثل هرمون السيروتونين، ولكن بقوة أكثر بـ 100 مرة من الماريجوانا الطبيعية، كما أنّها تفتقر إلى الكانابيديول الموجود في نباتات القنب الطبيعية، والذي يقوم بدور عامل وقائي عن طريق تقليل الأعراض الشديدة أو الذهانية التي ينتجها القنب، بسبب هذه الخصائص يكون تأثير الفودو على الدماغ أشدّ خطورة، مثل: 

  1. حدوث تغيّر و تلف في أنسجة الدماغ.
  2. نوبات صرع.
  3. احتمال حدوث سكتة دماغية.
  4. ضعف في الذاكرة و التركيز.
  5. نقص الانتباه.
  6. صعوبة في الكلام.

كما يؤدي التحفيز المُستمر لِإنتاج السيروتونين إلى اعتماد الدماغ على الفودو وعدم القدرة على إفرازه بشكل طبيعي، ومنه إلى إدمان الفودو.

تأثير الفودو على القلب والأوعية الدموية

أثبتت العديد من الدراسات أنّ أضرار الفودو قصيرة المدى على القلب مثل نقص تروية عضلة القلب وانخفاض ضغط الدم الذي يحصل عند التعاطي يؤدي إلى مشاكل و أمراض خطيرة مع مرور الزمن، نذكر منها:

  1. تلف القلب والأوعية الدموية.
  2. النوبات القلبية.
  3. تشنّج شرايين القلب و انسدادها.
  4. حدوث جلطات.

 تأثير الفودو على الكليتين

تعمل الكلى على تنقية الجسم من السموم، وفي العديد من حالات إدمان الفودو يحدث تلف في أنسجة الكلى نتيجة السميّة العالية للمواد الكيميائية، ممّا يؤدي إلى حدوث فشل كلوي إلى درجة الحاجة إلى تصفية الدم في بعض الحالات.

ثانياً:- أضرار الفودو النفسية ومضاعفاتها 

يمنح الفودو شعوراً بالاسترخاء و تحسين الحالة المزاجية، وهذا ما يبحث عنه المدمن ولكن بعد استخدامه لفترة تظهر أعراض نفسية مُزعجة ناتجة عن تأثير الفودو على طريقة عمل الدماغ، و من أكثر أضرار الفودو النفسية انتشاراً نجد: 

  1. القلق والتوتر الشديدين.
  2.  بارانويا و مزاج متقلّب.
  3. هلوسة و أوهام.
  4. نوبات ذعر.
  5. جنون العظمة.
  6. تصرّفات عدوانية.
  7.  ميول لاستعمال العنف.
  8. ضعف المعالجة العاطفية.
  9. أفكار انتحارية، و محاولات انتحار.

الاضطرابات الناتجة عن أضرار الفودو النفسية

معلومات هامة مكتوبة عن الاضطرابات النفسية الناجمة عن أضرار الفودو

تعاطي الفودو لفترة طويلة يُساهم في ظهور مشكلات عديدة في الصحة العقلية للمدمن، كما أنّ تأثير الفودو يجعل الاضطرابات العقلية والنفسية الموجودة من قبل عند المدمن أسوأ في شدّتها، لذلك تزامناً مع علاج إدمان الفودو نجد أنّه يتم علاج واحد أو أكثر من الاضطرابات التالية:

  1. اضطرابات الاكتئاب.
  2. اضطرابات القلق الشديد.
  3. اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
  4. اضطراب التّحدي المعارض (ODD).
  5. اضطراب ثنائي القطب.
  6. اضطراب الذهان.
  7. اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD).
  8. انفصام الشخصية.

ثالثاً:- أضرار الفودو وانهيار الحياة الاجتماعية 

لا يقتصر تأثير الفودو على حياة الإنسان من الناحية الصحيّة فقط، بل يمتد تأثير الفودو إلى إعاقة حياته الطبيعية و علاقاته بمن حوله نتيجة الاضطرابات الشديدة التي يُعاني منها مدمن الفودو خاصة على المستوى النفسي والسلوكي، فيؤدي إلى:

  1. فشل أكاديمي.
  2. فقدان الوظيفة.
  3. الخلاف الأسري.
  4. زيادة التفاعل مع النظام القانوني.
  5. الصراع في العلاقات الشخصية.
  6. عدم القدرة على الوفاء بالالتزامات / المسؤوليات.

خطورة أضرار الفودو عند خلطه مع الكحول

ما تم ذكره هي  أضرار الفودو الجسدية والنفسية والاجتماعية المثبتة، و لكن تمّ التبليغ عن أضرار أخرى في عدد من الحالات، خاصةً عند إرفاقه مع الكحول، أهمها:

  1.  تطوير بعض أنواع السرطان.
  2. مشاكل في الجهاز التنفسي.
  3. تلف الأعضاء الحيوية.
  4. الارتعاش.
  5. شلل.
  6. التعرّق الشديد.

هل تنتهي أضرار الفودو هنا؟

لا، حيث يؤدي الإدمان على أي مخدّر إلى خطر حدوث الجرعة الزائدة، و هذا ينطبق على الفودو أيضاً، حيث تظهر أعراض مباشرة خطيرة تستلزم العناية الطبية في أغلب الحالات، نذكر منها:

  1. نوبات و تشنجات.
  2. السكتة الدماغية.
  3. نوبة قلبية.
  4. ينهار فجأة.
  5. الدخول في غيبوبة.
  6. تباطؤ التنفس أو توقفه فجأةً.
  7. موت مفاجئ.

لهذا يجب الحذر من تعاطي الفودو، و طلب الإسعاف مباشرةً عند الشك في حدوث جرعة زائدة، كما يُمكنك طلب المساعدة لعلاج الإدمان والتخلص من أضرار الفودو قبل تفاقمها، من خلال التواصل مع متخصصي مركز الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان، لذلك لا تتردد في الاتصال على الرقم 01154333341 ، وستجد الإجابة الوافية لكل استفساراتك حول كيفية علاج إدمان الفودو ومعالجة آثاره الجسدية والنفسية.. انقذ نفسك الآن.

تختلف أضرار الفودو من شخص إلى آخر باختلاف المواد المُستعملة فيه، وعدم القدرة على توقّع الضرر يُزيد من خطورته بأضعاف، لهذا فإنّ إدمان الفودو قنبلة موقوتة تهدّد حياة صاحبها، وأفضل طريقة حتى لا ينقلب السحر على الساحر هي علاج إدمان الفودو في مركز متخصص لعلاج الإدمان.

الكاتبة: أ. كوثر