علاج إدمان البيثيدين هو أمر معقد ويحتاج إلى تدخل طبي متخصص، وذلك نتيجة خطورة هذا العقار ومدى تأثيره السلبي على الجهاز العصبي المركزي، ويحدث إدمان البيثيدين بسبب سوء الاستخدام مما يؤدي إلى اعتماد نفسي وجسدي على الدواء، وهو ما ينتج عنه أعراض انسحابية شديدة ومؤلمة عند محاولة التوقف عن استخدامه، وإليكم أهم خطوات علاج الإدمان على العقار، وما هي مضاعفات الامتناع عن تلقي العلاج.
ما هو اضطراب تعاطي البيثيدين؟
اضطراب تعاطي البيثيدين يحدث عند إساءة استخدام العقار وعدم الالتزام بتعليمات الطبيب، فالبيثيدين Pethidine هو عقار أفيوني صناعي ذات قابلية عالية للإدمان ويتم استخدامه بشكل طبي قبل وبعد إجراء العمليات الجراحية، حيث يعمل كمثبط للجهاز العصبي لتخفيف الشعور بالألم، كما أنه يسبب بعض التأثيرات مثل النعاس والشعور بالنشوة والسعادة والاسترخاء، وعادة لا يتم استخدام البيثيدين لتسكين الألم حيث يتوافر مسكنات أفيونية أخرى أكثر أمانً منه، ومع ذلك فإنه لا يزال قيد الاستخدام خلال عمليات الولادة، إذا وصف لك طبيبك البيثيدين فعليك بالالتزام بالجرعة الموصوفة والمدة المحددة وطريقة الاستخدام بدقة وحذر شديد حيث تسبب الجرعات الزائدة إدمان البيثيدين وكذلك فإن الاستخدام المتكرر والمنتظم ينتج تطوير التسامح ويؤدي إلى اعتماد نفسي وجسدي شديد للعقار، وعند محاولة التوقف عنه بشكل مفاجيء يشعر الشخص بأعراض انسحابية شديدة تجعله يلجأ لتناول العقار مرة أخرى.
البيثيدين يندرج تحت قائمة الأدوية التي يحظر بيعها ولا يتم تداوله إلا بشكل طبي للمستشفيات أو بوصفة طبية، كما يتم تحديد سعر الدواء من قبل هيئة الدواء المصرية ولا يتم تداوله بأي شكل من الأشكال للعامة حيث يعتبر تداوله محظور قانونيًا وجريمة يعاقب عليها القانون.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية
خطوات علاج الإدمان على العقار
علاج إدمان البيثيدين يحتاج إلى خطة شاملة ومتكاملة لعلاج التأثيرات الجسدية والنفسية والسلوكية للدواء، ويتم ذلك من خلال طلب المساعدة الطبية والحصول على العلاج اللازم في مستشفى أو مركز متخصص لعلاج اضطرابات تعاطي المواد المخدرة والاضطرابات النفسية الناتجة عن التعاطي، ومن أفضل المراكز العلاجية في مصر والوطن العربي مركز الهضبة التخصصي، حيث يتم إتباع بروتوكول علاجي خاص بكل حالة على حدة، ويشتمل البرنامج العلاجي على عدة خطوات ومراحل ضرورية كالتالي:
التشخيص والتقييم الطبي للحالات
في هذه المرحلة يتم عمل عدة فحوصات للحالة لمعرفة نوعية وكمية المخدر بالجسم ومدى تأثيره على الوظائف الحيوية، كما يتم عمل تقييم نفسي لمعرفة الاضطرابات والآثار النفسية الناتجة عن التعاطي، وبناءً على ذلك يتم وضع خطة علاج فردية ملائمة لكل شخص على حدة.
مرحلة التخلص من السموم Detoxification
تعتبر أولى المراحل الحقيقية للعلاج، حيث تهدف إلى سحب العقار من الجسم والتخلص من سمومه، حيث تحتاج هذه المرحلة إلى معاملة خاصة تحت إشراف طبي مكثف لمتابعة أعراض انسحاب البيثيدين الناتجة عن التوقف المفاجئ عن تناوله وقد تكون مؤلمة وشديدة لذا يجب إدارتها بشكل طبي، ومن أبرز هذه الأعراض القيء، الغثيان، الأرق، الاكتئاب، القلق، فرط التعرق، الرعشة، التعب والإرهاق الشديد، ارتفاع معدل ضربات القلب، ارتفاع ضغط الدم، الإسهال، صداع شديد، الآلام، والتشنجات العضلية، كما يمكن استخدام بعض الأدوية تحت الإشراف الطبي للتحكم في هذه الأعراض، أهمها كالتالي:
- بعض الأدوية الأفيونية البديلة لتقليل الرغبة الشديدة في التعاطي وتخفيف الأعراض الانسحابية، مثل (الميثادون) كما يمكن استخدام (النالوكسون) بصورة مركبة لتقليل احتمالية إساءة الاستخدام.
- بعض الأدوية لتخفيف الآلام الجسدية الشديدة، مثل الكلونيدين وذلك لتخفيف أعراض فرط التعرق الشديد، ارتفاع ضغط الدم، والتهيج.
- الأدوية المسكنة غير الأفيونية لتخفيف آلام الجسم مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين.
- يتم استخدام بعض الأدوية المضادة للتشنجات العضلية مثل جابابنتين أو بريجابالين.
- لوبيراميد لتخفيف الإسهال الشديد.
- بعض مضادات القيء والغثيان مثل ميتوكلوبراميد.
- بعض المكملات الغذائية والفيتامينات والمعادن اللازمة لدعم وتعزيز التعافي بشكل أسرع.
تحذير: هذه الأدوية قابلة للإدمان حيث يتم استخدامها بجرعات علاجية محددة من جهة الطبيب ولمدة معينة، ولا يتم إستخدامها بدون إشراف طبي، كما أنها ليست بالضرورة أن تكون ضمن البروتوكول العلاجي التابع لمركز الهضبة، فالمركز لديه البرنامج الدوائي الخاص به والمصرح من وزارة الصحة المصرية.
العلاج النفسي والسلوكي
وفي هذه المرحلة يتم علاج الأسباب النفسية والشخصية المؤدية للتعاطي، وكذلك السلوكيات السلبية الناتجة عن التعاطي واستبدالها بسلوكيات إيجابية، ويتم ذلك من خلال عدة جلسات علاجية كالتالي:
- العلاج الفردي: وهي جلسات مخصصة لعلاج الدوافع النفسية والأسباب الفردية المؤدية لحدوث الإدمان، حيث يتم تعليم الشخص استراتيجيات بديلة للتعامل مع التحديات ومواجهة الضغوط اليومية والمشاكل المجتمعية المؤدية لحدوث التعاطي.
- العلاج الجماعي: حيث يتم عقد جلسات علاج جماعية لمجموعة من الأشخاص يمرون بنفس التجربة ويتم تبادل الأراء ومناقشتها مما يعزز من الشعور بالدعم الجماعي المتبادل وتعزيز الرغبة في التعافي.
- العلاج الأسري: وهي جلسات علاج أسرية لعلاج الأسباب الأسرية المؤدية للإدمان وتعزيز روابط الدعم والتفاهم بين أفراد الأسرة، والتأكيد على أهمية الدعم الأسري والتشجيع لتعزيز رغبة المدمن في التعافي.
- العلاج السلوكي المعرفي: ويهدف إلى معرفة السلوكيات السلبية المؤدية إلى التعاطي والناتجة عن الإدمان وكيفية استبدالها باستراتيجيات أكثر إيجابية للتعامل مع محفزات الإدمان.
العلاج التأهيلي
ويطلق عليها جلسات إعادة التأهيل المهني والاجتماعي حيث تساهم في بناء حياة جديدة للحالات وتؤهلهم للاندماج في المجتمع من جديد والعودة لحياة أفضل بدون إدمان، حيث يشارك المريض في أنشطة اجتماعية تعزز من صحته النفسية كما يتم دعمه على المستوى المهني لتطوير مهاراته المهنية أو تعلم مهارات حياتية ومهنية تمكنه من العودة للحياة بشكل إيجابي وفعال بعد التعافي.
المتابعة والدعم المستمر
حيث يتم متابعة الحالات بشكل دوري بعد التعافي وذلك من خلال حضور مجموعات الدعم وحضور جلسات منتظمة مع استشاريين نفسيين، لضمان سير التعافي بالشكل الصحيح والحفاظ عليه وعلاج أي آثار نفسية قد تؤدي لحدوث انتكاسة من جديد.
ويجب التنويه على ضرورة الالتزام بجميع مراحل العلاج واستكمال جميع الخطوات العلاجية، فالتعافي المستدام لا يمكن الوصول إليه إلا بعد علاج جميع الآثار السلبية الجسدية والنفسية والسلوكية الناتجة عن التعاطي.
ماذا يحدث إذا رفض المدمن للعلاج؟
إذا رفض المدمن تلقي العلاج فإن إمكانية الإصابة بمضاعفات جسدية خطيرة تكون كبيرة ومن أبرز أضرار ابرة البيثيدين للمدمن فشل الأعضاء الحيوية في الجسم مثل الكبد والكلى وضعف جهاز المناعة، والإصابة بالمشاكل القلبية، كما أن هناك احتمالية للإصابة ببعض الأمراض المنقولة عن طريق الحقن الوريدي مثل فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد الوبائي، كذلك فإن خطورة البيثيدين لا تقتصر على الصحة الجسدية فقط بل تؤثر على الصحة النفسية وتسبب الإصابة بالاكتئاب والأفكار الانتحارية وتراجع القدرات الإدراكية والعقلية، وتسبب كذلك مشاكل اجتماعية وقانونية للشخص، وباستمرار التعاطي يحتاج المدمن لجرعات أكبر وهو ما يؤدي لخطر الإصابة بجرعة زائدة من المخدر والتي قد تؤدي لفشل التنفس وحدوث غيبوبة ومن ثم الموت المحتم إذا لم يتم إسعاف الحالة على الفور.
وفي هذه الحالة يكون الشخص معرضًا للخطر ويحتاج لتدخل فوري، ويمكن لأسرته إجباره على تلقي العلاج لإنقاذ حياته من المخدر الذي يؤدي به إلى الموت.
للكاتبة/ د. مروة سلامة
علاج إدمان البيثيدين هو رحلة تتطلب المزيد من الصبر والالتزام والدعم والتشجيع لاستعادة الحياة الطبيعية والصحية والتغلب على مضاعفات وتبعات الإدمان على الصحة النفسية والجسدية، ويجب على كل شخص خاصة الشباب والمراهقين عدم الاستسلام والانسياق لمحفزات الإدمان التي تؤدي بهم إلى طريق مظلم ومصير تملأه المعاناة والألم، وإذا كنت ترغب في الإقلاع عن البيثيدين ولا تعلم من أين تبدأ، فعليك أن تتواصل معنا في مركز الهضبة على الفور بالاتصال على الرقم التالي 01154333341.
أكتب تعليقا