يعتمد علاج الاكتئاب بشكل أساسي على معرفة طبيعة هذا المرض من حيث الأسباب، الأنواع والاعراض ويمكن من خلالها عمل تشخيص دقيق يهدينا في النهاية إلى تحديد كل خطوات العلاج الثابتة، فنحن بحاجة ملحة للتعامل مع هذا المرض النفسي الذي أثار الكثير من الأوجاع والأحزان خاصة في الآونة الأخيرة فقد انتشر بشكل ملحوظ وخاصةً بين الشباب، أصبحنا باستمرار نسمع عن خبر انتحار شاب أو فتاة بسبب التعرض لنوبة اكتئاب ونحن لا ندري عنها شيئاً، فكان من الواجب على كل مسئول أن يكون له وقفة مع تلك الأزمة التي اجتاحت الكثير من البيوت بسبب عدم المعرفة الكافية بمرض الاكتئاب وكشف كل ما يحيط به من غموض، وحاولنا من خلال تلك السطور التي بين أيدينا أن نتناول كل ما يجب معرفته عن مراحل علاج الاكتئاب.
محتويات المقال
تعرف معنا أكثر على مرض الاكتئاب وأسبابه
مرض الاكتئاب والذي يعرف طبياً باسم الاضطراب الاكتئابي الرئيسي، و هو عبارة عن اضطرابات مزاجية تجعل المريض يشعر بالحزن المستمر وعدم الإهتمام بالحياة ويعقب ذلك شعور بالعجز، اليأس، وانعدام القيمةـ حتى يصبح ذلك الشعور مسيطراً على حياة الشخص بالكامل ويمنعه من عيش حياته بطريقة طبيعية، وكما هو معروف أن كل شيء يحدث في حياتنا يحدث لسبب، وتحديد أسباب الإصابة بالمرض تعين الطبيب المتخصص على تحديد نوع علاج الاكتئاب الذي يتماشى مع حالة المريض.
أسباب الإصابة بالاكتئاب
لم يتم بعد تحديد الأسباب الدقيقة للإصابة بالاكتئاب من قبل الأطباء، ولكن هم يعتقدون أنه مزيجاً من عدة عوامل وأهمها:
- عوامل وراثية:- قد لا يكون هناك جينات تم اكتشافها إلى الآن مسئولة عن الإصابة بالاكتئاب، ولكن اتضح من الأبحاث والدراسات التي تم إجراؤها أن العائلة التي بها أكثر من مريض مصاب بالاكتئاب فإن احتمالية توارث المرض واردة الحدوث.
- كيمياء وهيكل الدماغ:- مرضى الاكتئاب للأسف منهم من يعاني أحياناً من بعض الاختلافات الجسدية في الدماغ، إذا ما قارناها بالأصحاء.. أي أن الهيكل الداخلي للدماغ به بعض الاختلافات، ومنها أيضاً تغييرات في المواد الكيميائية والتي تسمى الناقلات العصبية، تلك المسؤولة بشكل أساسي عن الحالة المزاجية للشخص، وفي حالة مريض الاكتئاب تعمل بطريقة غير طبيعية مما يؤدي إلى ظهور أعراض الاكتئاب.
- خلل هرموني:- وهو تغيير يحدث في مستوى الهرمونات في الجسم بسبب مشاكل الغدة الدرقية، الحمل، ما بعد الولادة، وانقطاع الطمث مما يؤدي إلى ظهور الاكتئاب.
- ادمان المخدرات والكحول:- وهذا السبب من أقوى الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب، فالمُخدر أو الكحول يُحدث آثاراً خطيرة بالدماغ خاصة وبالجسم بشكل عام، وأشهرها الاكتئاب والأفكار الانتحارية، إذاً فهي تُعد من أهم العوامل التي توقع المريض في خطر الاكتئاب وهو لا يدري.
- صدمات نفسية وضغط عصبي:- قد تأتي حالة الاكتئاب فجأة للمريض بسبب التعرض لصدمة نفسية أو ضغط عصبي شديد لم يستطع تحمله، مما يجعله يدخل في حالة من الحزن العميق والتي تنتهي بالإصابة بمرض الاكتئاب.
وبالتأكيد معرفة كل سبب من تلك الأسباب سوف يساهم بشكل كبير في وضع الخطة العلاجية الملائمة للحالة والتي تتفهم طبيعة المرض وجذوره، ولكن يبقى أمر هام آخر يساعدنا أيضاً في تتبع آثار المرض واختيار علاج الاكتئاب الفعّال ألا وهو أنواع الاكتئاب، هل فعلاً هناك أنواع متعددة من الاكتئاب أم لا؟ هذا ما سوف نتناوله بالتفصيل فتابع معنا.
ما هي أشهر أنواع الاكتئاب؟
أنواع الاكتئاب عديدة ومتشعبة وغالباً ما يتم تقسيمها حسب السبب الذي أدّى إلى حدوثها، وكما ذكرنا سابقاً أن التحدث بالتفصيل عن تلك الأنواع يجعلنا نمسك طرف الخيط الذي يمكن أن يوصلنا إلى علاج الاكتئاب الناجح والفعال، وتعد أشهر أنواع الاكتئاب ما يلي:
أولاً:- الاكتئاب الشديد أو الاكتئاب الحاد
وهذا ينطبق على الحالات التي تستمر في حالة الحزن والاكتئاب لفترات طويلة، فيصبح المريض مكتئباً باستمرار ويعاني المريض من اعراض الاكتئاب الحاد في معظم أيام الأسبوع، وأشهر الأعراض التي تنتاب المريض في تلك الفترة هو القلق والضيق مع مشاكل في التركيز، وذلك بسبب انتظار المريض لحدوث كارثة أو شيء سيء، حتى أنه قد يفقد السيطرة على نفسه تماماً بسبب القلق ويلجأ للأسف إلى التفكير في الانتحار، وهذا هو أخطر عرض من اعراض الاكتئاب الحاد ويحتاج إلى العلاج الفوري.
ثانياً:- الاضطراب الاكتئابي المستمر
وهذا النوع قد تستمر الأعراض والحالة المرضية في الظهور على المريض لمدة عامين أو أكثر، ويتم علاج الاكتئاب من هذا النوع بالبرامج طويلة المدى للتخلص من الحالة المزاجية السيئة لدى المريض.
ثالثاً:- اضطراب اكتئابي ذو اتجاهين
ويطلق عليه اكتئاب الهوس ويعرف أيضاً باضطراب ثنائي القطب، وهو عبارة عن فترات من الحالات المزاجية المختلفة التي تختلف من حالة مزاجية مرتفعة إلى فترات منخفضة من الاكتئاب.
رابعاً:- الاكتئاب الموسمي
وغالباً ما يصيب المريض ذلك النوع من الاكتئاب في فصل الشتاء عندما تقصر الأيام ويقل ضوء الشمس وعادة ما يختفي مع بداية فصل الربيع.
خامساً:- الاكتئاب الذهاني
وما يميز اعراض الاكتئاب الذهني أو الذهاني أنها تجمع ما بين اعراض الاكتئاب النفسية والجسدية المعروفة بالإضافة إلى أعراض الذهان مثل الهلوسة والأوهام وهي بالتأكيد تحتاج إلى علاج مضاعف للتخلص من الاعراض وعلاجها بشكل سليم.
سادساً:- اكتئاب ما بعد الولادة
وهذا النوع من الاكتئاب يصيب النساء في الأسابيع والأشهر التي تلي الولادة مباشرة، ويمكن لبعض الأدوية العلاجية أن تُساعد على الشفاء من ذلك النوع من الاكتئاب.
سابعاً:- الاكتئاب غير النمطي
وهذا النوع يشمل بعض الأعراض الجسدية مثل زيادة الشهية، النوم أكثر من المعتاد، والشعور دائماً بثقل في الذراعين والرجلين ويصاحبها حساسية المريض المفرطة للنقد.
كل تلك الأنواع التي تم ذكرها يمكن أن تصيب المريض في أي مرحلة عمرية بدءاً من مرحلة المراهقة وصولاً إلى إصابة كبار السن بمرض الاكتئاب، وإن كان ظهور الأعراض لأول مرة شائع جداً في مرحلة المراهقة، ومن الواضح لنا أن النساء والفتيات هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب مما يجعل علاج الاكتئاب أمر متشعب ويحتاج الكثير من الخطط والحلول العلاجية المتطورة.
إليك أفضل خطة لـ علاج الاكتئاب
دعونا نتفق أن الشخص الوحيد المكلف بوضع خطة علاج الاكتئاب التي تناسب كل حالة مرضية على حدة هو الطبيب المُعالج وليس الاجتهاد الشخصي، والاتجاه إلى تناول أدوية دون الرجوع للكشف الطبي فهو من أكبر الكوارث التي يمكن أن تحدث في علاج الاكتئاب، والتي تضر بالمريض أكثر من أن ترفع عنه المعاناة، وما يزيدنا يقيناً بأهمية العلاج الطبي والرجوع للأطباء المختصين في علاج الاكتئاب هو التعرف على خطة علاج الاكتئاب السليمة والتي تشمل الخطوات التالية:
- فهم وتشخيص الاكتئاب:- يقوم الأطباء المعالجين بعمل التشخيص المناسب للاكتئاب كجزء أساسي من خطة العلاج ويتم التشخيص كالآتي:
- التاريخ العائلي:- هنا يقوم الطبيب بسؤال المريض عن التاريخ العائلي، وهل هناك حالات إصابة بمرض الاكتئاب بين أفراد العائلة أم لا؟، وذلك لمعرفة ما إذا كان السبب وراثياً.
- عمل استبيان:- هنا يخضع المريض لعمل استبيان يوضح أكثر أعراض الاكتئاب النفسية الجسدية التي يتعرض لها، وذلك لتحديد نوع الاكتئاب الذي يعاني منه.
- الفحص الطبي الشامل:- حيث يقوم الطبيب بعمل فحص طبي للمريض لاستبعاد أي حالات مرضية أخرى، مع طلب بعض التحاليل التي تبين ما إذا كان هناك نقص في بعض العناصر الغذائية، خمول الغدة الدرقية أو خمول في مستوى بعض الهرمونات، ثم ينهي الطبيب التشخيص بسؤال المريض عن أي ردود فعل تحسسية تجاه أي من الأدوية وذلك لجمع كل المعلومات التي تساعد في بدء العلاج السليم.
علاج الاكتئاب بالأدوية
يهدف العلاج الدوائي إلى علاج أعراض الاكتئاب التي يعتقد أنها ناتجة عن مشاكل في دوائر الدماغ والتي تنظم الحالة المزاجية، والتفكير، والسلوك، قد يستغرق الأمر عدة أسابيع حتى تعمل أدوية مضادات الاكتئاب بشكل كامل لتخفيف حدة الأعراض، ولذلك من المهم الاستمرار في تناول الدواء كما هو الحال مع أي مرض مزمن، ومن المهم أيضاً التعرف من الطبيب على طريقة ترك علاج الاكتئاب والتي يجب أن تكون بشكل تدريجي على حسب خطة سحب يضعها لك الطبيب بعد التعافي من الأعراض، ومن أشهر الأدوية التي تعالج الاكتئاب هي:
- الأدوية مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية SSRIs: وهي تعمل على تنظيم مادة السيروتونين الكيميائية في الجسم وأهم أسمائها هو دواء سيليسكا، دواء باكسيل، دواء فلوفوكسامين، فلوكسيتين، ودواء زولفت، وتعد تلك الأدوية هي افضل دواء للاكتئاب الحاد.
- الأدوية مضادات الاكتئاب الأخرى مثل بوبروبيون،وهو يعمل على تنظيم الدوبامين والنورادرينالين، ودواء ريميرون والذي يعمل على زيادة مستويات السيروتونين والنورابينفرين ويعمل بآلية مختلفة عن مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية.
- أدوية مثبطات مونوامين اوكسيديز MAQIs: وهي المجموعة الثالثة من مضادات الاكتئاب مثل دواء نارديل، ودواء برنات، وأثبتت تلك المجموعة فعاليتها في علاج الاكتئاب بشكل أسرع من نظيراتها، ولكن تتطلب تجنب المريض لبعض الأطعمة مثل اللحوم والجبن القديم، كما يُمنع تناولها مع أي أدوية تُساعد على ارتفاع ضغط الدم.
- أدوية مضادات الذهان: وأصبحت تلك الأدوية توصف الآن على نطاق واسع لعلاج بعض أنواع الاكتئاب مثل.. الاكتئاب الذهاني والاكتئاب الهوسي، وتشمل.. أريبيبرازول كوتيابين ولكن تلك الأدوية لها العديد من الآثار الجانبية مثل زيادة الوزن ورفع نسبة السكر والكوليسترول في الدم، كما تتسبب في حدوث تخدير مؤقت للمريض.
- ميثيلفولات-L: وهو دواء قوي يحتوي على حمض الفوليك، وقد أظهر نجاحاً في علاج الاكتئاب ويعمل على تنظيم جميع الناقلات العصبية الأحادية الأمين داخل الدماغ والتي ترتبط بالحالة المزاجية.
تنويه هام:- لا يجب تناول أي من تلك الأدوية التي تم ذكرها إلا بعد عمل الفحص الطبي اللازم وأخذ وصفة طبية من قبل الطبيب المعالج، وذلك لتجنب أي مضاعفات أو آثار جانبية يمكن أن تحدث بسبب تناول دواء غير مناسب للحالة الصحية العامة للمريض، كما يجب معرفة الجرعة المناسبة لكل دواء قبل البدء في العلاج.
العلاج النفسي للاكتئاب
يجب العلم أن العلاج النفسي هو جزء مهم من علاج الاكتئاب، ويتم التداوي به جنباً إلى جنب مع العلاج الدوائي، فبعض المرضى يفضلون الأدوية فقط ويتجاهلون هذا النوع من العلاج بالرغم من نجاحه في علاج سلوك وشخصية مريض الاكتئاب بشكل فعال جداً، لأنها تركز على ثلاث محاور رئيسية وهي:
- تحدي أنماط التفكير السلبية التي تصاحب الاكتئاب وتعليم المريض طرق جديدة للتفكير بشكل إيجابي.
- التركيز على أنماط السلوك ومحاولة تغييرها.
- التعرف على كيفية تأثير العلاقات على الحالة المزاجية لدى مريض الاكتئاب.
ويشير العلاج النفسي لعلاج الاكتئاب بشكل عام إلى العلاج بالكلام، فمن المفيد لمريض الاكتئاب ان يتحدث عن المشكلات الناشئة في حياته والتي تسبب تلك الحالة المرضية، وأنواع العلاج النفسي تشمل الآتي:
العلاج السلوكي المعرفي CBT والعلاج الجدلي السلوكي DBT
وهما نوعان من العلاج المعرفي يساعدان في علاج الاكتئاب بشكل فعال، عن طريق تحديد المحفزات التي تسبب الشعور بالاكتئاب، التعرف على أي معتقدات وأفكار ضارة وتبديلها بمعتقدات وأفكار إيجابية، وتزويد المريض باسترَاتيجيات التأقلم مع الأحداث والمشاعر السلبية، ويعد العلاج المعرفي هو أفضل برنامج لعلاج الاكتئاب الذي أثبت فعاليته في تقليل أعراض الاكتئاب بنسبة كبير جداً بين المرضى.
برامج التثقيف الأسري
هي برامج فعاّلة جداً في تعريف أفراد الأسرة بكل ما يخص مرض الاكتئاب واهمية وجودهم بشكل أساسي طوال فترة العلاج، وذلك لتعزيز روح التعاون فيما بينهم مع الحفاظ على الروابط الأسرية التي من المؤكد قد تأثرت بسبب وجود مريض بينهم.
فرق الدعم
يتم من خلال ذلك البرنامج العلاجي عمل مقابلات مع المرضى و أقرانهم ممن تحدوا المرض، واستطاعوا أن يستكملوا خطة العلاج كاملة فأصبحوا نموذجاً يحتذى به وهذا النوع من العلاج النفسي يهتم بتحفيز المرضى وتشجيعهم على التمسك بالأمل دائماً.
جلسات ما بعد التعافي
وهي عبارة عن زيارات متقطعة يقوم بها المتعافي من أعراض الاكتئاب، ويبدأ الطبيب بعمل تقييم دوري للمريض في تلك الزيارات وذلك لتجنب الانتكاس، ويقوم الطبيب بوضع نظام للمتعافي يسير عليه للمحافظة على التعافي من أعراض الاكتئاب مثل.. اتباع نظام غذائي صحي، ممارسة الرياضة والابتعاد عن أي مسببات الضغط النفسي.
وفي حالة عدم استجابة المريض للعلاج الدوائي والعلاج النفسي يبدأ الطبيب في البحث عن طرق أخرى للعلاج..فيا ترى ما هي الطرق الأخرى لعلاج الاكتئاب؟.
هل هناك طرق أخرى لعلاج الاكتئاب
نعم هناك طرق أخرى لعلاج الاكتئاب تعتمدها بعض المراكز المتخصصة، وهي تستخدم بشكل واسع مع المرضى الذين ليس لديهم عزيمة وصبر على العلاج الدوائي والعلاج النفسي لفترات طويلة، وتشمل الطرق الأخرى لعلاج الاكتئاب ما يلي:
علاج الاكتئاب عن طريق التحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة RTMS
ويتضمن ذلك النوع من العلاج تمرير تيارات مغناطيسية قوية عبر الدماغ ويستخدم لعلاج الاكتئاب الحاد، ولكن لا يوجد إلى الآن أي دراسة تثبت مدى فعالية هذا النوع من العلاج، ولكن هو قيد البحث حتى يتم تطبيقه بشكل دقيق وسليم.
تعرف على أحدث علاج للاكتئاب 2021-2022
تم اكتشاف علاج فعّال ويعد أحدث علاج للاكتئاب 2021-2021، ألا وهو التحفيز العميق للدماغ DBS وهو يقوم على وضع أقطاب كهربائية رفيعة في عمق الدماغ عن طريق عمل جراحة وذلك لتحفيز المناطق التي تتعامل مع المشاعر بشكل مباشر وهي المسئولة عن:
- إطلاق الدوبامين والسيروتونين.
- التحفيز.
- تحسين المزاج.
مما يعطي نتائج مبهرة في علاج الاكتئاب، كما يُحفز المريض للخروج من الحالة المزاجية السيئة التي تنتابه والتي كانت تتسبب في التفكير في الانتحار، ومن يعلم يُمكن أن يتم تطوير ذلك النوع من العلاج فيُصبح لاحقاً علاج نهائي للاكتئاب، ولكن للعلم هو لن يكون فعالاً دون مساعدة الجلسات النفسية والعلاج النفسي بشكل عام، لأنه هو الأصل في تطوير سلوك وأفكار المريض، ويجب التأكد من حصول كل فئة وخاصة فئة المراهقين التي تشهد بداية ظهور أعراض الاكتئاب على برامج خاصة للتعامل معها من أجل علاج الاكتئاب بشكل فعّال.
تعرف على برامج علاج الاكتئاب لدى المراهقين
هناك نسبة كبيرة من حالات الاكتئاب تظهر على فئة المراهقين وترتفع تلك النسبة بشكل ملحوظ، وللأسف تم تسجيل بعض حالات الانتحار بين المراهقين بسبب التعرض لنوبات اكتئاب شديدة، وتتلخص أعراض الاكتئاب عند المراهقين كالآتي:
- فقدان الإهتمام بجميع الأنشطة.
- تغييرات في عادات الأكل والنوم.
- سرعة الغضب.
- العدائية.
- انعدام القيمة والشعور بالذنب دائماً.
- صعوبة في التركيز.
- البكاء المتكرر.
- آلام جسدية غير مبررة.
- عدم وجود حافز.
- الأرق.
- الإثارة.
- نقص الطاقة وضعف الأداء المدرسي.
- أفكار انتحارية وخواطر متوالية عن الموت.
وتلك الأعراض تستوجب سرعة التوجه للعلاج الطبي وعدم التهاون أو التعامل باستخفاف مع تلك المشاعر والسلوكيات السلبية، فيجب أن يبدأ المراهق فوراً خطوات علاجية مناسبة، وتشمل خطة علاج اكتئاب المراهقين ما يلي:
أولاً:-العلاج الدوائي
والأدوية علاجية يُمكن أن يتم إعطائها للمريض في فترة المراهقة هي الأدوية مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، ولكن مع الحذر من آثارها الجانبية والتي يتم مناقشتها مع الطبيب المعالج ومعرفة كيفية تجنبها.
ثانياً:- العلاج النفسي
قد يساعد بشكل كبير في علاج حالات الاكتئاب الخفيفة والمتوسطة لدى المراهقين وهي آمنة تماماً.
ثالثا:- العلاج الجماعي
وهو من أنجح العلاجات النفسية التي تعزز التواصل الاجتماعي مع المراهقين، من خلال جلسات جماعية تَخلُق الدعم النفسي المناسب والذي يحتاجه المريض بشدة في تلك الفترة.
رابعاً:- تقديم الدعم المنزلي
وهذا يعد من أكثر الطرق الناجحة في تقوية الروابط الاجتماعية بين أفراد العائلة، وتتضمن الاستماع النشط والتعاطف مع المريض المراهق، تخصيص وقت للتحدث مع ابنك، تشجيع ابنك المريض على مواجهة العزلة والانخراط في أنشطة يحبها، تحسين التغذية واتباع نظام غذائي صحي يحتوي على كل العناصر التي يحتاجها الجسم في تلك الفترة، تنظيم ساعات النوم فالمراهق يحتاج على الأقل إلى 9 أو 10 ساعات من النوم يومياً، الأهم من كل ذلك أن يكون الآباء صادقين مع أنفسهم ويبحثون لأبنائهم عن أفضل خطة علاج الاكتئاب دون الإحساس بالخوف من مواجهة المجتمع.
هل هناك علاج نهائي للاكتئاب؟
لا..إلى الآن ليس هناك علاج نهائي للاكتئاب، ولكن هناك بعض العلاجات المتطورة التي تساهم في تخفيف وعلاج أعراض الاكتئاب بنسبة كبيرة، وهي فعاّلة جداً مثل العلاج النفسي وبرامجه المتعددة، وما يدعو للأمل هي الدراسات المستمرة التي تحاول أن تطوّر من علاج الاكتئاب بشكل كبير، وخاصة لحل مشاكل أساسية في ذلك الاتجاه مثل..مشكلة انتشار مرض الاكتئاب بين الشباب والفتيات وحتى كبار السن ولذلك لا نستبعد أبداً ظهور علاج نهائي للاكتئاب في أقرب وقت.
كثيراً ما يرد علينا سؤال من المرضى وأسرهم أثناء خضوع المريض للعلاج الطبي وهو “هل يُمكن الشفاء من الاكتئاب نهائياً؟
نعم.. يمكن لبعض الأنواع من الاكتئاب أن تشفى بعد الخضوع للعلاج مثل اكتئاب ما بعد الولادة و حالات الاكتئاب البسيط ولكن بالنسبة للأنواع الأخرى فنسبة الشفاء من الاكتئاب تُصبح أقل بكثير فيعتبر مرض الاكتئاب من الأمراض طويلة الأمد التي تستوجب علاجاً لسنوات، وقد أظهرت الدراسات أن حوالي من 20 إلى 30 % من الأشخاص الذين يعانون من نوبات اكتئاب والذين تلقوا العلاج الطبي الفعال لم تختفِ الأعراض التي يُعانون منها تماماً، ولم يَحدُث الشفاء من الاكتئاب نهائياً..
وللعلم حتى في حالات الاكتئاب البسيط وإن كان هناك تحسن كبير في الاعراض فإنه ليس أمراً وليد اللحظة ولكن هناك جدول زمني للمريض حتى يستكمل العلاج ويشعر بالتحسن،وهذا بالضبط ما نتعرف عليه فيما يلي.
سؤال يشغل بال الكثير..كم يستغرق علاج الاكتئاب؟
يمكن تحديد جدول زمني تقريبي من قبل الطبيب المعالج لإخبار المريض كم يستغرق علاج الاكتئاب؟ وتحديد ذلك يقوم على عدة عوامل أساسية وهي:
- درجة الاكتئاب:- فمثلاً مدة علاج الاكتئاب البسيط والتي تستمر لفترة شهور بعد التعافي تختلف بالطبع عن مدة علاج الاكتئاب المتوسط التي غالباً ما تستمر لبضع سنوات من العلاج والمتابعة، ومن المؤكد أنه كلما زادت حدة الاكتئاب ودرجته أصبحت المدة أطول، وكل تلك التقديرات يتم تحديدها بعد التشخيص والتقييم الكامل لحالة المريض
- هل الاكتئاب مصحوب بالادمان:- إذا كانت الإصابة بمرض الاكتئاب سببه ادمان المخدرات أو الكحول فغالباً ما تطول فترة العلاج للتخلص من كليهما معاً عن طريق برامج علاجية معينة، وهذا يعد عاملاً أساسياً في تحديد فترة العلاج.
- الحالة الصحية العامة للمريض:- وهي تحدد بشكل كبير مدى استجابة المريض للأدوية العلاجية وهل يتم تقليل الجرعة بسبب وجود أي أمراض مزمنة تمنع من استخدامها مما يُطيل من فترة علاج الاكتئاب.
ولذلك هناك الكثير من العوامل والأسباب التي تجعل مدة علاج الاكتئاب تختلف من حالة لأخرى، ولكن مدة علاج الاكتئاب على المستوى العام وبحسبة المتوسط قد تستغرق بضع شهور، أما في الحالات الشديدة قد تمتد إلى سنوات من العلاج الدوائي والنفسي، وبعد تلك الفترة غالباً ما ينتظر المريض الشفاء من الاكتئاب نهائياً فهل هذا وارد الحدوث أم لا؟
سؤال شائع..هل يعود الاكتئاب بعد العلاج؟
نعم.. قد يعود الاكتئاب بعد العلاج وتحدث انتكاسة، ويجب على الطبيب أثناء فترة العلاج أن يخبر المريض أن الانتكاسة واردة بشكل كبير بعد التعافي من النوبات، ووفقاً لجمعية الطب النفسي الأمريكية فإن ما لا يقل عن 50 % من الأشخاص الذين كانوا يعانون في السابق من نوبات اكتئاب شديدة تعود لهم النوبات مرة أخرى بعد التعافي، وحتى وإن بدت الإحصائيات مخيفة إلا أن هناك ما يبشر بالخير وهو معرفة المريض السابقة بالنوبات مما يسهل عليه معرفة المرض وتشخيصه والعودة للعلاج الطبي في أسرع وقت مُمكن، مما يساعد على سرعة التعافي والتحسن، ولكن الأمر يتطلب وجود مركز علاجي يحظى بسمعة طيبة في علاج الاكتئاب مع تحقيق نسب شفاء عالية، حتى يتوجه إليه المريض مباشرة عند الشعور بأي نوبات تهاجم المخ والجسم بشكل عام.
تعرف على مركز الهضبة أفضل مركز لعلاج الاكتئاب
من أكثر الاحتياجات التي يبحث عنها مريض الاكتئاب وأسرته هي توافر بيئة آمنة وممتعة في ذات الوقت للعلاج، لأن المريض يحتاج إلى حالة من الاسترخاء النفسي وعدم التفكير في أي ضغوط يمكن أن تتسبب في تفاقم حالة الحزن والضيق التي تعتريه، كما يبحث المريض أيضاً عن شخص يتفهم ظروف مرضه ويتعامل معها بشكل رحيم، وهذا هو أفضل وأقصر طريق لعلاج الاكتئاب، ألا وهو تفّهُم المرض بكل أعراضه مع الدراية بكيفية التعامل الصحيح مع المريض على هذا الأساس.
ولا شك أن مركز الهضبة وهو أفضل مركز لعلاج الاكنئاب يمتلك كل تلك المعايير التي تُؤهله للوصول لتلك المكانة فقد استطاع مركز الهضبة أن يوفر للمرضى وأسرهم كل متطلباتهم واحتياجاتهم النفسية وذلك عن طريق:
- توفير العلاج الآمن لأن المركز مرخص ومعتمد من وزارة الصحة المصرية والعلاج الحر مما يبث الطمأنينة في نفس المريض وممن حوله.
- طاقم طبي متخصص في العلاج النفسي وهو يعمل مثل خلية النحل التي يكمل بعضها بعضاً، وعلى رأسها الأطباء النفسيين الحاصلين على شهادات معتمدة دولياً في العلاج النفسي، الأخصائيين الاجتماعيين المدربين على التعامل مع كل المشكلات والاضطرابات النفسية التي تنتاب المريض في أي مرحلة من مراحل علاج الاكتئاب، فريق التمريض المنوط بتنظيم الجرعات العلاجية والجلسات وإتمامها بأفضل صورة فهم جميعاً يعملون بتناغم للوصول بالمركز إلى تقديم أفضل خدمة طبية.
- مساحات خضراء ومرافق هادئة ومُمتعة، مما يَجعل الجو العام والبيئة المُحيطة بالمرضى تبعث على الأمل والتفاؤل وحب الحياة وتستطيع مع البرامج العلاجية أن تُخرجهم من حالة الحزن والضغط التي يعيشونها بسبب الاكتئاب.
- توفير برامج علاجية متطورة والتعامل مع كل ما هو جديد في مجال علاج الاكتئاب، فكل البرامج العلاجية تقوم على دقة التشخيص، تفهم سبب المرض، مع وضع خطة علاجية تهدف إلى علاج الاكتئاب من جذوره والسعي إلى التعافي التام من الأعراض.
- وجود صالات لممارسة الرياضة داخل العلاج السكني في المركز كجزء من الخطة العلاجية، وهذا يعد من الأشياء التي قلما تجدها بهذه الصورة المشرفة في مراكز العلاج النفسي الأخرى.
- تحقيق السرية التامة والخصوصية للمرضى فلا يستطيع أحد ان يطلع على أي معلومة تخص المرضى إلا من هو منوط بذلك العمل.
- وجود قسم خاص للنساء، وآخر للرجال مما يرفع الحرج عن النساء أثناء فترة العلاج السكني لأننا كما ذكرنا أن الاكتئاب منتشر بين النساء بنسبة كبيرة.
- وجود جاليات عربية بالمركز مما يشجع المرضى من البلاد العربية الأخرى على الالتحاق بالمركز والحصول على العلاج الفعّال داخل المركز مما يضمن لهم بيئة آمنة للعلاج.
- تكاليف علاج الادمان والعلاج النفسي داخل المركز مناسبة جداً ولا يهدف المركز إلى الربح المادي، ولكن يريد أن يقدم رسالة إنسانية لأبناء مصر والوطن العربي، وكل تلك المميزات جعلت مركز الهضبة افضل مركز علاج الاكتئاب داخل مصر وخارجها.
تعرف على أشهر العناصر الغذائية التي تساعد في علاج الاكتئاب
لحسن الحظ هناك أطعمة تحتوى على عناصر غذائية تُحسن من الحالة المزاجية لمريض الاكتئاب، من خلال تخفيف بعض اعراض الاكتئاب بشكل فعال جداً، ويمكن استخدامها ضمن علاج الاكتئاب الشامل ومنها:
- مضادات الأكسدة: والتي تمنع تلف الخلايا بنجاح ويمكنها وقف أعراض الشيخوخة المبكرة وأي خطر يمكن أن يصيب الدماغ وتشمل أطعمة البيتاكاروتين مثل المشمش والبروكلي والخوخ، أطعمة فيتامين ج مثل البرتقال والفراولة، وأطعمة فيتامين ه مثل المكسرات والمارجرين.
- البروتينات: وهي تعمل على تصفية الذهن وزيادة الطاقة وتشمل الدجاج والتونة ولحم البقر قليل الدهن، ومنتجات الصويا، والزبادي.
- الأطعمة الغنية بالسيلينيوم: والتي تحافظ على تحسن الحالة المزاجية للمريض ومنها اللحوم الخالية من الدهون، المكسرات والبذور، منتجات الألبان قليلة الدسم، المأكولات البحرية، وحبوب الشوفان.
- أحماض أوميغا 3: وهي تقي بشكل كبير من اضطراب الاكتئاب الشديد وهي متواجدة في الأسماك الدهنية مثل الأنشوجة والماكريل، بذور الكتان، فول الصويا، المكسرات وخاصة الجوز، والخضار ذات الأوراق الداكنة.
ومن المهم في علاج الاكتئاب المحافظة على نمط غذائي متوازن مع الحفاظ على اللياقة وعدم زيادة الوزن مما يُحسن من الحالة المزاجية لدى مريض الاكتئاب ويساعد في تخفيف الاعراض.
الخلاصة:- رسالة أردنا أن نوصلها خلال ذلك المقال الذي بين أيدينا فهي رسالة تطمين لكل من يشعر بالضيق والضياع ولا يعلم ما هو السبيل لعلاج الاكتئاب، ونقول له اطمئن ولا تيأس أبداً من العلاج حتى وإن حدث انتكاس وعاد المرض مرة أخرى مازال هناك أمل في الشفاء، وكما نرى كل لحظة تحدث تطورات هائلة في مجال الطب النفسي ويتم اكتشاف أدوية وبرامج علاجية جديدة مما يبشر بكل خير، فلا تشعر بالخجل أبداً من المرض النفسي ولا تعتبره وصمة عار لأنه حالة تحتاج إلى إرادة قوية في التعافي والشفاء منها، ونحن هنا في مركز الهضبة بجانبك في أي لحظة نستطيع تقديم أفضل استشارات نفسية ونتفهم تماماً كل ما يحيط بمرض الاكتئاب، وللتَواصل معنا يمكنك إرسال رسالة عبر واتس آب على رقم المركز 01154333341، لتعرف خطة علاج الاكتئاب الأنسب لحالتك
الكاتبة: د. مروة عبد المنعم.
أكتب تعليقا