أصبح السؤال عن كيفية علاج الوسواس القهري من أكثر الأسئلة التي ترد على الأطباء النفسيين في مصر والوطن العربي، وذلك لما يُسببه ذلك المرض من شكوك في كل الأنشطة الحياتية التي تمر على مريض الوسواس، ولذلك سنحاول تقديم الكثير من البرامج العلاجية المُتطورة والتي أصبحت قادرة وبجدارة على علاج مريض الوسواس القهري والسيطرة على اعراض المرض وهي تهدف في النهاية إلى منحه حياة أكثر هدوءاً وطمأنينة.. ومن خلال متابعتك للمقال يمكنك التعرف أيضاً على كل ما يحيط بمراحل علاج الوسواس القهري من كيفية، مدة العلاج وحتى سبل التعايش مع الوسواس القهري في حال تأخر الشفاء.
محتويات المقال
تعرف على خطوات علاج الوسواس القهري بالتفصيل
التعرُّف على خطوات علاج الوسواس القهري أصبح ضرورياً لإزالة الحواجز التي تقف في طريق مَنْ لا يرى أي أمل في الشفاء من أعراض الوسواس القهري، ولذلك نحاول من خلال الكشف عن خطوات علاج الوسواس القهري المُطبقة في المراكز المتخصصة سواء عن طريق برنامج العلاج السكني أو العيادات الخارجية أن نضع قدمه على أول الطريق السليم والذي يقوده للتخلص من معاناته، وتشمل خطوات العلاج ما يلي:
التعرف على الأعراض وعمل التشخيص الدقيق
في تلك الخطوة يبدأ الطبيب المعالج في عمل الفحص الطبي الشامل لمريض الوسواس القهري ويبحث حينها الطبيب عن ثلاث أشياء هامة وهي تعد اختبار مقياس الوسواس القهري وتشمل:
- هل لدى المريض أي هواجس؟.
- هل يقوم بأي سلوكيات قهرية بمعنى أنه يقوم بها رغماً عنه أو بطريقة لا إرادية.
- هل تلك الهواجس والأفعال القهرية تستغرق الكثير من الوقت وتعترض طريق الأنشطة الهامة في حياة المريض بشكل عام مثل العمل، الدراسة، حياته الاجتماعية، وعباداته الدينية؟.
وبعد التعرف على الإجابة الشافية لتلك التساؤلات يبحث الطبيب مباشرة عن أسباب الوسواس القهري لدى المريض، وذلك عن طريق سؤاله عن تاريخه العائلي وظروفه الصحية والاجتماعية أيضاً، مع عمل اختبار شدة الوسواس القهري والذي يُظهر مدى تغلب الهواجس على عقل المريض والتي تنعكس على تصرفاته المختلفة حتى تكتمل الصورة أمام الطبيب ويبدأ في تحديد العلاج المناسب.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية
علاج الوسواس القهري بالأدوية
الأدوية العلاجية التي تعمل على تقليل أعراض الوسواس القهري هي أحد خطوات العلاج الطبي الفعّال حتى وإن كان البروتوكول الدوائي غير أساسي من وجهة نظر الطبيب المُشخص، حيث يساهم في تخفيف الاضطرابات بشكل كبير قد يصل إلى 60 % من الأعراض، وتشمل أهم أدوية علاج الوسواس القهري:
الأدوية مُثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية SSRIs
هي أدوية تُساعد في السيطرة على الوسواس القهري وخاصةً الأفعال القهرية التي تَدفع المريض إلى فعل أشياء ليست بإرادته، وقد يستغرق الأمر من 2 إلى 4 أشهر حتى يعطي مفعول تلك الأدوية أثر ملموس على المريض، ومن أشهر أسماء تلك الأدوية دواء سيليكسا، دواء فلوفوكسامين، دواء باكسيل، ودواء زولفت، ويمكن لتلك الأدوية أن تعالج الاكتئاب الذي يحدث أحياناً نتيجة الإصابة بالوسواس القهري، فهي تعمل على كليهما معاً كما أنها قد تساعد كثيراً في علاج اعراض الوسواس القهري الشديد.
أدوية مضادات الاكتئاب
ليست جميعها مناسبة لعلاج الوسواس القهري بل البعض منها فقط بعد أن أثبتت فعالية في علاج مريض الوسواس القهري مثل إيفكسور، دواء يكسابرو، دواء بروزاك، ودوَاء انافرانيل Anafranil ، ويُعد أنافارنيل أفضل علاج للوسواس القهري مجرب، قياساً على الأبحاث العلمية والدراسات الموثقة والمعتمدة ، ولكن يجب توخي الحذر في استخدام أنافرانيل مع من يعانون من مشاكل في القلب.
دواء سيمبالتا Cymbalta
وهو من الأدوية التي ظهرت مؤخراً لعلاج الوسواس القهري، حيث أثبت فعاليته في علاج الحالات التي لم تستجب للأدوية الأخرى، وهو يحتوي على المادة الفعالة دولوكستين.
وتؤثر تلك الأدوية كلها بشكل مباشر على مادة كيميائية في الدماغ والتي تسمى السيروتونين، فهي تساعد الجسم على تعزيز مادة السيروتونين وإعادة العقل إلى المسار الصحيح.
كل تلك الأدوية التي تم ذكرها لا يجب أن يتناولها المريض دون استشارة الطبيب المتخصص، فهو وحده من يستطيع تحديد الأنسب منها لكل حالة على حدة كما أنه يصف للمريض جرعة محددة غير ضارة على الجسم، فيجب الحذر من تناول أي دواء دون وصفة طبية.
العلاج السلوكي المعرفي لعلاج الوسواس القهري CBT
العلاج السلوكي المعرفي CBT هو أكثر علاجات الوسواس القهري فعالية وهو ما يسمى “العلاج بالكلام”، ويهتم هذا العلاج بإخراج المَكنون الفكري والعاطفي للمريض، فيُحاول أن يَتعمق معه ليكتشف كل الأفكار والعواطف السلبية التي تُراوده ، ثم بعدها يحاول الطبيب مساعدة المريض في إعادة اكتشاف نفسه مرة أخرى ومُحاولة تغيير كل تلك المشاعر والأفكار السلبية، ومع الوقت تبدأ الأفعال القهرية في التلاشي تلقائياً لأنها نتيجة حتمية لكل تلك الأفكار الكامنة داخل المريض، ويُمكن لذلك النوع من العلاج النفسي أن يكتشف الكثير من مسببات الوسواس القهري لدى المريض وخاصةً أسباب الوسواس القهري الشديد، فهذا يُعد جزءاً هاماً من سير العلاج بشكل سليم.
تمارين لعلاج الوسواس القهري
تساعد التمارين الرياضية وتمارين الاسترخاء أيضاً في تقليل حدة التوتر لدى مريض الوسواس القهري، فهي تساعد بشكل كبير في علاج الوسواس القهري أعراضه المختلفة، ويقوم الطبيب المعالج بتعليم المريض كيفية عمل تلك التمارين كالتالي:
- يبدأ المريض بالجلوس على الأرض مع فرد الأرجل للأمام، ثم يستنشق ببطء وهو يرفع ذراعيه فوق رأسه، وحينها سيشعر بأنه يتمدد للأعلى.
- أثناء الزفير .. يتوقف المريض ببطء للأمام ناحية فخذيه، ليصل إلى ذراعيه أمامه مع القيام والتمدد للأمام قدر المستطاع.
- ثم يقوم بإرخاء رأسه وعنقه وصدره، ويسقط يديه في أي مكان يصلان إليه بطريقة مريحة مع الحفاظ على وعيه ويأخذ شهيقاً وزفيراً بهدوء.
- ويستمر المريض في الاسترخاء وعمل تلك التمارين كلما تعرض لأي أفكار قهرية تنتابه، ويمكن لتلك التمارين أن تساعد في علاج الوسواس القهري بجانب العلاج الدوائي والسلوكي.
ومن الأمور السارة أن العلاج السلوكي قد تم تطويره حتى وصل إلى نوع فريد من العلاج الفعال والذي يُمكن من خلاله علاج الوسواس القهري بنسبة كبيرة جداً، ومحاربة المرض على مستوى العالم في أقرب وقت ممكن..فيا ترى ما هذا النوع المستحدث من العلاج السلوكي؟ تعرف معنا عليه في الفقرة التالية.
منع الاستجابة للتعرض ERP..ما مدى فعالية ذلك العلاج؟
منع الإستجابة للتعرض، أو العلاج بالتعرض، أو تخطيط موارد المؤسسات، تَعددت المُسميات والهدف واحد، العلاج بالتعرض هو برنامج علاجي يشجع المريض على مواجهة مخاوفه ويَسمح لأفكار الوسواس بالظهور دون تصحيحها بالإكراه، فهو يبدأ بمُواجهة المواقف التي تُسبب حالة القلق لدى مريض الوسواس لعدة مرات حتى يَصل مع الوقت إلى عدم التَأثر بتلك المواقف.
يتم العلاج بالتعرض بشكل تدريجي عن طريق التعرف على مَخاوف المريض والأفعال التي تراوده عندما يلتقي بتلك المخاوف على أرض الواقع، فيصبح في مواجهة مباشرة معها، فيبدأ العلاج بتصحيح التأثر بتلك الهواجس والأفكار مما يجعل المريض ليس مُكرهاً على فعل أشياء سيئة أو أفعال قهرية لمواجهة تلك الأفكار والهواجس، ويستمر التعرض لعدة أيام وفي كل يوم يواجه فيه المريض الموقف الذي يثير قلقه ومخاوفه يبدأ الشعور بالخوف والتوتر بالاختفاء.
والتعرض المتدرج هو أفضل ما يُمكن أن يُتبع في حالة علاج الوسواس القهري الفكري فهو يُحاول بشتى السبل خلق أفكار أكثر إيجابية ومحو كل الهواجس السلبية أو الخطيرة التي قد تضطر المريض لأفعَال خارجة عن السيطرة ومع مرور الوقت تكون سبباً في تدمير حياته.
ما الذي يزيد من فعالية العلاج بالتعرض؟
الذي يزيد من فعالية العلاج بالتعرض هو دمجه مع برامج أخرى خاصة بالعلاج السلوكي المعرفي،فهما يعملان معاً على مساعدة المريض للتعرف على مخاوفه والوقوف أمامها بدلاً من الهروب، ودَمجهما معاً قد يسرع من تحسن المريض وظهور علامات الشفاء من الوسواس القهري.
كل ما ذكرناه سابقاً هو خطوات ممنهجة لعلاج الوسواس القهري بشكل عام، ولكن فيما يلي سنتناول بعض الأنواع المعقدة من الوسواس والتي تَمُس الحياة اليومية للمريض وكيفية علاجها.
كيفية علاج الوسواس القهري بما يناسب نوعه
هناك كيفية معينة يمكن الأخذ بها في علاج الوسواس القهري وهي العلاج حسب نوع الوسواس، فهناك العديد من الأنواع الخاصة بمرض الوسواس القهري والتي يظهر فيها أعراض مختلفة فمثلاً اعراض الوسواس القهري الديني تختلف كلياً عن أعراض الوسواس القهري الجنسي وأعراض الوسواس القهري الجسدي فلكل منهم خصائصه وأعراضه، ولذلك أردنا إعطاء لمحة سريعة عن علاج كل من تلك الأنواع على حدة.
علاج الوسواس القهري الجنسي
يتم تشجيع الأشخاص الذين يعانون من اعراض الوسواس القهري الجنسي على طلب العلاج الفوري لما في تلك الأعراض من معاناة شديدة الحساسية، فالمريض دائم التفكير في أفعال جنسية مؤلمة مثل الاعتداءات الجنسية، ارتكاب فعل جنسي شنيع وغيرها من الأفكار والمخاوف المؤلمة التي تؤدي إلى تصوّر المريض لأحداث وصور غير مرغوب فيها، فيصبح متجنباً للعلاقة الجنسية مع الزوجة أو العكس بسبب تلك الأفكار، وتجنب أي مواقف قد يتفاعل فيها ويواجه أفكاره المتطفلة، مما يفسد علاقته بشريك حياته.
ولذلك يبدأ الطبيب المعالج في عمل دمج ما بين العلاج السلوكي مع العلاج بالتعرض مما يساعد المريض على مواجهة السيناريو الأكثر رعباً في حياته ثم بالعلاج النفسي يتغلب عليه تماماً، ويجد نفسه بعد فترة يمنع نفسه من الاستجابة لتلك الأفكار المتطفلة ويتبدل الأمر إلى تفاعل أكثر راحة وهدوء.
علاج الوسواس القهري النظافة
يمكن علاج الوسواس القهري النظافة عن طريق بعض الأدوية العلاجية التي ذكرناها من قبل مع العلاج النفسي والجلسات الفردية، وذلك لمحاولة مساعدة المريض على عدم الانجراف وراء اعراض الوسواس القهري النظافة، والتي تجعله يشعر أنه دائماً عرضة للإصابة بالأمراض حتى أنه قد يذهب عشرات المرات ليغسل يده أو ليستحم دون الحاجة لذلك، فيمكن للعلاج السلوكي المعرفي أن يفيده في التحرر من مخاوفه تلك مع مرور الوقت.
علاج الوسواس القهري الموت
يعد علاج اعراض الوسواس القهري الموت من أصعب العلاجات لإصابة المريض بالعديد من الأعراض النفسية مثل القلق، التوتر، الخوف، والاكتئاب، فعلَاج تلك الأعراض يحتاج حتماً إلى أدوية مضادات الاكتئاب بالإضافة إلى العلاج بالتعرض مما يعطي نتائج مرضية في علاج ذلك النوع من المرض.
علاج الوسواس القهري الديني
علاج الوسواس القهري الديني له العديد من المسميات مثل علاج الوسواس القهري في العبادات وعلاج الوسواس القهري المتعلق بالدين، فهي جميعها تتحدث عن علاج نوع خطير ومزعج جداً من أنواع الوسواس لأنه يضع المريض في صراع دائم مع أفكاره السلبية حول روحانيته، مثل التفكير المستمر في الذات الإلهية، الإحساس الدائم بالذنب، الخوف من ارتكاب الفواحش، الخوف من دخول النار، والشعور الدائم بعدم الراحة والثقة في كيفية العبادات التي يقوم بها، فكل ذلك يُعد من أهم اعراض الوسواس القهري الديني والذي يتطلب بجانب العلاج الدوائي والعلاج السلوكي أن يكون هناك أيضاً جلسات الإرشاد الأسري والتي تقوم على تثقيف الأسرة بكيفية التعامل مع اعراض الوسواس القهري في العبادات، فتلك الجلسات تؤثر بشكل إيجابي على وحدة الأسرة وتماسكها مع التفهم الجدي لحالة المريض.
هناك أيضاً بعض الخطوات التي قد تُفيد في علاج الوسواس القهري في الصلاة بجانب العلاج الطبي وهي كالآتي:
- عندما يَشرع المريض في الصلاة يستعين بالله أولاً ثم يكون على استعداد لمواجهة أفكاره السلبية داخل الصلاة والتغلب عليها.
- عندما يأتي أي هاجس لا يجب أبداً أن يستمع المريض لتلك الهواجس بل على العكس يحاول أن يدفع كل تركيزه باتجاه صلاته وقيامه بالعبادة.
- يجب أن يعرف المريض أن الله تعالى لا يكلفه أكثر من استطاعته أو قدرته على التحمل ولذلك يجب أن يكون مطمئناً وعلى يقين دائماً أن عبادته لا تضيع أبداً وأنه بالفعل يقوم بإنجاز يستحق التقدير.
وبعد أن تناولنا العديد من طرق علاج الوسواس القهري وخاصة الأنواع التي تمس حياتنا اليومية يمكننا الآن التعرف على تجهيزات مركز الهضبة لاستقبال حالات الوسواس وتقديم العلاج الطبي الفعال.
راسلنا على 01154333341
ما هي تجهيزات مركز الهضبة لعلاج حالات الوسواس القهري؟
يقوم مركز الهضبة بعمل التجهيزات اللازمة لاستقبال حالات مرضى الوسواس القهري وذلك من خلال الآتي:
- توفير كوادر طبية مؤهلة وجميعها حاصلَ على شهادات مُعتمدة في مجال العلاج النفسي، ويقوم كل منهم بتقديم الرعاية الطبية المتكاملة للمريض أثناء علاج الوسواس القهري.
- تقديم برامج علاجية متطورة سواء دوائية أو نفسية، فهناك دائماً تحديثات لبروتوكول علاج الوسواس القهري وذلك لاستخدام الطرق العلاجية الأكثر أماناً.
- برامج تُناسب كل المرضى بظروفهم الاجتماعية المختلفة مثل العلاج السكني داخل المركز، العلاج المكثف بالعيادات الخارجية، وبرنامج الاستشفاء الجزئي فلكل منها خصائص ومميزات تتناسب مع الحالة العامة للمريض.
- بيئة هادئة تحيط بالمريض طوال فترة العلاج مما يساعد على نجاح العلاج والتعافي من أعراض القلق والتوتر الناتجة عن الوسواس.
- إمكانية التواصل مع أسرة المريض بالعلاج السكني يل يمكن أن يكون وجودهم جزء أساسي من العلاج.
- غرف كافية لاستقبال أكبر عدد من المرضى وذلك لاتساع مساحة المركز مع وجود قسم خاص بالنساء وآخر بالرجال مما يحقق الخصوصية التامة لكليهما ويمكنك الاتصال على 01154333341.
كل ذلك وأكثر يعد من أهم تجهيزات المركز لاستقبال حالات الوسواس القهري وعلاج الأعراض في فترة زمنية تناسب حالة المريض.
تعرف معنا على مدة علاج الوسواس القهري
مدة علاج الوسواس القهري قد تستمر إلى سنوات ولكن هي ليست واحدة للجميع، كما أنها مقسمة بين خطوات العلاج الطبية وهي العلاج الدوائي، العلاج النفسي، والعلاج بالتعرض وهي كالتالي:
مدة العلاج الدوائي للوسواس القهري
لا يجب التخلي أبداً عن الجرعة الموصوفة للدَواء الخاص بعلاج الوسواس القهري في الفترة ما بين 10 إلى 12 أسبوعاً من بداية العلاج، ويُمكن لبعض المرضى أن يتناولوا الأدوية لفترة تصل إلى سنة كاملة، ولكن مع مرور الوقت قد يقلل الطبيب من الجرعة الدوائية، كما أنه قد يستغني عن بعض الأدوية أيضاً، ولكنه يخبر المريض بضرورة الاستمرار عليها حتى يحافظ على توازن مستوى السيروتونين في الدماغ.
مدة علاج الوسواس القهري بالجلسات النفسية
مدة البرنامج السلوكي أو الجلسات النفسية عامة تستغرق ما بين شهر إلى ثلاثة أشهر حسب الحالة النفسية والسلوكية لمريض الوسواس، ويمكن للمريض بعد أن ينتهي من تلك الجلسات أن يعود لها ثانية بعد عدة أشهر إذا دعت الضرورة لذلك، فيبدأ حينها كورس علاجي جديد لفترة تتراوح من شهر لـ 3 شهور أخرى.
ونجد البعض قد يتساءل عن أقصى مدة لعلاج الوسواس القهري، وهذا يعد من الأمور الصعب تحديدها خاصة أن لكل مريض حالته الخاصة ولكل نوع من الوسواس فترة علاج خاصة به، فمثلاً مدة علاج الوسواس القهري الشديد تختلف عن مدة علاج اعراض الوسواس القهري الحاد، فكل منهم خصائص وطبيعة تجعله مختلف عن الآخر حتى في خطوات ومدة علاجه.
سؤال قد يشغل بال الكثير..هل يشفى مريض الوسواس نهائياً؟
لا..للأسف ليس هناك علاج مؤكد حتى الآن يُمكن أن يكون سبباً في أن يشفى مريض الوسواس نهائياً، ولكن الخبر السار هو أن برامج العلاج السلوكي المعرفي الحديثة التي يتم العمل على تطويرها أولاً بأول قد تكون سبباً في اختفاء الأعراض بشكل سريع وخاصةً في علاج الوسواس القهري الفكري، فهي تقوم على إدارة طريقة تفكير المريض بشكل جيد ويساعد ذلك مع الوقت على اختفاء الأعراض بنسبة كبيرة ويُقلل من من نسبة الوقوع في الانتكاس، كما أن هناك أنواع أخرى متطورة من وسائل العلاج النفسي والتي تم ذكرها سابقاً فهي في حالة تطوير مُستمر حيث يُمكن أن تَقُودنا يوماً ما إلى علاج الوسواس القهري نهائياً.
كيفية التعايش مع الوسواس القهري في حال تأخر التعافي
يمكنك التعايش مع الوسواس القهري في حال تأخر التعافي من خلال القيام بالخطوات التالية:
التزم بالوصفات الطبية الخاصة بك
فلا يجب أن تحيد عن كل ما يتم وصفه من جانب الطبيب من حيث الأدوية، التمارين وغيرها من خطوات العلاج الطبي، تناول أدويتك في وقتها وبالجرعَة التي وصفها الطبيب دون زيادة أو نقصان.
كن نشيطاً
حاول أن تقوم ببعض التمارين الرياضية يومياً حتى يتم إفراز الهرمونات المزاجية للجسم بشكل منظم ومتوازن.
تناول أطعمة علاج الوسواس القهري
وأطلق عليها ذلك لأنها تساعد في تحسين الحالة المزاجية للجسم والحفاظ على نسبة سكر في الدم مما يقلل من التوتر والقلق، وتشمل تلك الأطعمة ما يلي:
- المكسرات والبذور المليئة بالعناصر الغذائية الصحية.
- البروتينات مثل البيض، الفاصوليا، واللحوم.
- الكربوهيدرات المعقدة مثل الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة التي تساعد على الحفاظ على استقرار نسبة السكر في الدم.
النوم الصحي
القلق يمكن أن يجعل النوم صعباً لدى مرضى الوسواس القهري، فيجب على المريض أن يتبع روتيناً صحياً للنوم مثل الحمام الدافئ قبل النوم، تعتيم الإضاءة والضوضاء من حوله، ضبط درجة الحرارة داخل غرفة النوم للحصول على عدد ساعات كافي من النوم الهادئ يومياً.
تعلم الاسترخاء
وذلك عن طريق تعلم تقنيات الاسترخاء مثل اليوجا، تمارين التأمل، الرسم مع قضاء 30 دقيقة يومياً في عملها.
احتفل بانجازاتك
أثناء سيرك في طريق علاج الوسواس القهري سيكون لديك نجاحات وانتكاسات، حاول ان تحتفل بانجازاتك وقم بتشجيع نفسك باستمرار حتى في حالة التقدم الطفيف.
اطلب الدعم
إذا حدث وشعرت بحاجتك لدعم نفسي ممن هم حولك من أسرة وأصدقاء، فلا تتردد أبداً في طلب الدعم منهم، وأخبرهم عن احتياجاتك النفسية مما يعطيك حافزاً على استكمال العلاج وتقبل الأمر.
هناك العديد من الأمور التي تُساعد المريض على التعايش مع الوسواس القهري حتى يصل يوماً ما إلى التعافي من أعراض المرض، كما أنها تعمل كوقاية طبيعية من الانتكاس، ولكن في النهاية هي مكملة للعلاج الطبي، فلا يجب الاستغناء عن زيارة الطبيب المعالج على فترات للاطمئنان والسؤال..إلى أي مدى وصلت حالتك؟
الخلاصة:- نعلم أن اعراض الوسواس شاقة جداً على المريض وتُغير مسار حياته بشكل كبير ولكن ما يبعث فينا الأمل هو وجود كل تلك البرامج التي تهتم بعلاج الوسواس القهري وتخفيف معاناة المرضى، ولكن الأمر يحتاج إلى قوة و إرادة وصبر على العلاج حتى يخرج المريض بأفضل النتائج، ونحن في مركزالهضبة للعلاج النفسي نرحب بتواصلكم معنا على الرقم الخاص بالمركز01154333341، كما نرحب باستفساراتكم دائماً بشأن أي برامج علاجية ترغبون في التعرف عليها بالتفصيل.
الكاتب/ د.مروة عبد المنعم.
أكتب تعليقا