أعراض انسحاب الكودايين هي عبارة عن مزيج من الأعراض النفسية، الجسدية، والسلوكية. التي تنتج عن التوقف عن تعاطي الكودايين بعد اعتماد الجسم عليه، وتختلف شدة هذه الأعراض وفقِ عوامل كثيرة، منها شدة الإدمان، والصحة العامة للمريض، وقد تكون هذه الأعراض خطيرة. وقد خصصنا هذا المقال لتوضيحها والعوامل المؤثرة في شدتها، وأفضل الطرق لإدارتها و التغلب عليها.
محتويات المقال
لماذا تحدث أعراض الانسحاب؟
تحدث تأثيرات انسحاب الكودايين نتيجة تطور الاعتماد الجسدي والنفسي عليه، فعندما يتعاطى الشخص الكودايين دواء بشكل مُتكرر فإنه يُغير من كيمياء المخ، حيث يرتبط إفراز مواد كيميائية طبيعية في المخ تُساعد الفرد على التوازن والقيام بمهامه اليومية وتنظيم حالته المزاجية بتناول هذا العقار، وبعد فترة يتطور لديه التسامح، ويحتاج إلى جرعات أكبر للحصول على نفس تأثير الكودايين على المخ. ومع الاستمرار يتطور الاعتماد لديه.
ومتى حاول الشخص تقليل الجرعة أو التوقف نهائياً عن التعاطي، فإنه يواجه أعراض انسحابية مُزعجة، لأن سبب إفراز هرمونات الاتزان النفسي والعاطفي أصبح غير متواجد والمتمثل في العقار من جهة، ومن جهة أخرى توقف المخ عن إفرازها طبيعياً، وهنا يحدث نوع من الفجوة بين استجابات المدمن العصبية وبين حالته النفسية، في تلك الأثناء يُحاول المخ والجسم بكل قوة استرجاع آلية عملهما الطبيعية، وفي خضم تلك المُحاولات وغياب العقار تظهر أعراض الانسحاب.
إذاً هي مجرد فترة يحتاجها المخ لاسترجاع آلية عمله تصاحبها بعض الأعراض يُمكن السيطرة عليها طبياً، ولكن بدقة متناهية ومُستوى رعاية عال مناسب لحالة المدمن.
وبالنسبة لهؤلاء الذين يتناولون الكودايين لأغراض طبية قد يتطور لديهم الاعتماد عليه بالفعل، ولكن من المتوقع أن يتم إدارته بسهولة مع الطبيب المُعالج، إذا ما تم الرجوع إليه في الوقت المناسب، لاستشارته في علامات انسحاب الكودايين التي ظهرت على المريض، أما إذا ترك الفرد نفسه وانجرف لبئر الإدمان، بحيث أصبح لا يستطيع السيطرة على كمية الكودايين مخدرات التي يتناولها، سيكون الخضوع لبرنامج علاج الإدمان من الكودايين المهني الشامل ضرورة مُلحة، وإذا حاول الشخص التوقف من تلقاء نفسه فقد تكون الأعراض الانسحابية خطيرة.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية
أخطر الأعراض الانسحابية للكودايين
هي اضطرابات جسدية، نفسية، وسلوكية، تظهر على المتعاطي بعد تناول عقار الكودايين لمدة تسمح بوقوع المخ والجسد في الاعتماد عليه وإليك تفصيل تلك الأعراض فيما يلي :
أولاً:- الأعراض الجسدية
تشمل الأعراض الجسدية ما يلي:-
- إسهال، غثيان، وقيء. وقد يصل الأمر إلى الجفاف نتيجة فقدان كمية كبيرة من سوائل الجسم، ويحتاج المريض إلى محاليل مُعالجة الجفاف، وإلا تكون العواقب وخيمة.
- تشنجات المعدة.
- اتساع حدقة العين.
- آلام العضلات.
- كثرة التعرق.
- كثرة التثاؤب، والشعور بالنُعاس.
- افراز مفرط بشكل غير طبيعي للدموع.
- سيلان الأنف.
- الصداع.
- الحمى والقشعريرة.
- ارتعاش الأطراف وبرودتها.
- طفح جلدي.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- تغير في ضغط الدم.
- تغير في معدل التنفس.
- ضعف الشهية.
ثانياً:- الأعراض العقلية والنفسية
تظهر على المدمن بعض العلامات الانسحابية النفسية والعقلية وتشمل مايلي:-
- الرغبة الشديدة في تعاطي الكودايين.
- العصبية الشديدة، والتهيج.
- اضطراب القلق، وقد يصل إلى نوبات هلع إذا لم يُحسن إدارة الأعراض.
- تقلبات المزاج ، والاكتئاب.
- الارتباك.
- مشاكل في الذاكرة.
- مشاكل في التركيز.
- عدم القدرة على النوم.
- في حالات نادرة جدًا قد يصاب الأفراد بالهلوسة.
ثالثاً:- الأعراض السلوكية
تشمل الأعراض الانسحابية السلوكية للكودايين على ما يلي:-
- سرعة الاستثارة.
- مُحاولة الأذى النفسي نتيجة الألم أو سيطرة الأفكار الانتحارية.
- مُحاولة إيذاء الآخرين نتيجة النوبات العصبية الشديدة.
وتختلف شدة الأعراض على عوامل عدة منها:
- شدة الإدمان.
- عدد مرات التكرار.
- الجرعة.
- مدة التعاطي.
- طريقة التعاطي.
- الصحة العامة للفرد.
- وجود أمراض عقلية مصاحبة.
- الفروق الفردية في سرعة التمثيل الغذائي.
- العوامل الجينية.
- وكذلك الطريقة التي يتوقف بها الشخص عن التعاطي بما في ذلك كفاءة التعامل مع الأعراض الإنسحابية.
لذلك تختلف الأعراض من شخص لآخر فقد يمر شخص بأعراض تشبه أعراض الأنفلونزا، شخص بأعراض متوسطة، وآخر يمر بأعراض تُهدد حياته، لذلك فالأعراض هي تجربة فردية بحتة، لذلك يجب أن يتم تشخيص حالتك أولاً ثم الشروع في تطبيق العلاج المناسب دون خوف أو تراجع.
وتختلف مدة أضرار الكودايين بعد تركه من شخص لأخر على حسب العوامل التي تم ذكرها أعلاه، ويكون الجدول الزمني لها كما يلي:-
تبد الأعراض في غضون ما يقارب 12 ساعة من آخر مرة تم تعاطي كودين دواء، وتعتمد سرعة ظهور الأعراض على طول فترة التعاطي ومقدار السموم في الجسم، وكذلك الطريقة المُتبعة في سحب السموم من الجسم.
وتتراوح ما بين أسبوع إلى 20 يوماً تقريباً كل مدمن حسب حالته، وغالباً ما تكون الأعراض الأولية تشبه أعراض الأنفلونزا، آلام في العضلات، رعشة، تهيج والشعور بالرغبة الشديدة في تعاطي الكودين مخدرات. وتصل الأعراض إلى ذروتها في غضون ثلاث إلى خمس أيام بعد التوقف عن التعاطي، ثم تبدأ شدة الأعراض الجسدية في الانخفاض تدريجياً حتى تنتهي غالباً بعد اسبوع من ظهورها، ولكن الأعراض النفسية قد تستمر لأسابيع أو أشهر حتى تختفي.
كيفية علاج متلازمة الانسحاب
إن العلاج الأمثل لانسحاب الكودايين هو الخضوع لسحب السموم في مركز متخصص لعلاج الإدمان، حيث ستجد كل الوسائل المطلوبة لإدارة الانسحاب بأمان تام من خلال إعطائك الأدوية اللازمة، ووجودك تحت الرعاية الطبية على مدار الساعة، وتحديد الأغذية التي تحتاج إليها في تلك المرحلة، وتوافر فريق نفسي داعم لك يعينك على تخطي تلك المرحلة الحرجة، ومن الأدوية التي يتم الاستعانة بها في علاج ادمان الكودايين بها ما يلي:-
العلاج الدوائي لانسحاب الكودايين
يتم وصف الأدوية طبقاً لظروفك الصحية واحتياجاتك، ومن هذه الأدوية:
- الكلونيدين(Clonidine): دواء يُستخدم لتخفيف شدة بعض الأعراض مثل القلق، الرعشة، وشدة التعرق.
- لوفيكسيدين(Lofexidine): دواء تمت الموافقة عليه حديثاً ويُستخدم لتخفيف شدة بعض الأعراض الانسحابية.
- الميثادون(Methadone): دواء مضاد للمواد الأفيونية، طويل المفعول، و يُستخدم لإعطاء نفس تأثيرات الكودايين، وذلك لتخفيف حدة الأعراض الانسحابية، خاصة الرغبة الشديدة في التعاطي، ويتم سحبه تدريجياً بعد انتهاء الغرض منه.
- أدوية مسكنة للألم: مثل اسيتامينوفين (Tylenol) والإيبوبروفين(Motrin, Advil)، للمساعدة في تقليل الآلام البسيطة.
- لوبيراميد: للمساعدة في وقف الإسهال.
- هيدروكسيزين: مثل فيستاريل و أتاراكس للمساعدة في تخفيف الغثيان والقلق.
تنويه هام:- يُرجى العلم أن الأدوية السابق ذكرها هي الأدوية المُستخدمة في العديد من المصحات النفسية حول العالم، وليست بالضرورة هي الأدوية التي يستخدمها مركز الهضبة، حيث يتبع المركز بروتوكولًا علاجيًا فرديًا لكل مريض يناسب احتياجاته وحالته الصحية، وكل الأدوية مصرحة من وزارة الصحة المصرية، ولا يجب أن يتناول المريض هذه الأدوية دون استشارة الطبيب المُعالج؛ لتحديد الدواء المناسب لحالته وتحديد الجرعة الآمنة حسب تقييم حالة الشخص.
انتبه:- علاج الأعراض ومرحلة سحب السموم من الجسم تُسمى برنامج العلاج الجزئي، ولا يُمكن الاكتفاء بها دون إكمال برنامج علاج ادمان الكودايين المهني الشامل فإن ذلك يؤدي إلى زيادة فرص الانتكاس، وذلك لأنه من الضروري علاج الأثر النفسي للتعاطي، إزالة أي أمراض عقلية ربما كانت سبب الإدمان من البداية، وكذلك التأهيل السلوكي للفرد لمساعدته على التعامل مع البيئة الخارجية بطرق جديدة بعيداً عن المخدر، وأخيراً احذر علاج ادمان الكودايين في المنزل، فالاعراض قد تُهدد حياتك، ومنها تعرضك للجفاف. أيضاً الرغبة الشديدة في تعاطي الكودايين غالباً ما تؤدي إلى عدم إكمال العلاج، وفرص الانتكاس أكبر.
لمعرفة المزيد حول: علاج ادمان الكودايين المهني الشامل
الخلاصة:- أعراض انسحاب الكودايين جسدية، نفسية، وسلوكية. وتختلف شدتها من حالة إلى أخرى طبقاً لعوامل كثيرة، ولكن غالباً ما تكون هذه الأعراض مُزعجة وتحتاج إلى مراقبة طبية مُكثفة، لذلك يُفضل العلاج في مركز متخصص لعلاج الإدمان، وعدم الإكتفاء بمرحلة سحب السموم من الجسم، بل استكمال خطوات العلاج كاملة، لتقليل فرص الانتكاس
الكاتبة: أ. سمر.
أكتب تعليقا