طبيعة اعراض انسحاب المخدرات وجدولها الزمنى وكيفية العلاج

كيف تنسحب المخدرات من الجسم؟ 

عندي تعاطي المخدرات المزمن يتكيف المخ مع نسبة معينة يوميا من المخدر ويعتمد عليها في إطلاق الهرمونات وتحديد عمل الخلايا العصبية وتنظيم الاستجابة والتواصل بينها، بمجرد التوقف عن تناول الجرعة تبدأ الأعضاء الداخلية في التعامل مع السموم وطردها كالكبد، والكلى والأمعاء الدقيقة في صورة عرق، بول، براز، والتنفس.

نخفاض نسبة سموم المخدرات وانسحابها مبن الجسم يحدث بشكل تدريجي، وعندما لا يجد المخ النسبة الذي اعتاد عليها يبدأ في ردة فعل طبيعية نتيجة عدم وجود المحفز الخارجي الذي كان متكيف معه، وهنا تبدأ أعراض الانسحاب المخدر في الظهور بجدول زمني حتى تطرد السموم من الجسم.

يعقب فترة الانسحاب الأولى فترة ثانية تسمى في الانسحاب طويلة المدى، وهي الفترة التي يحاول فيها المخ إعادة بناء نفسه من جديد، لذلك يظهر خلل على المدمن المتعافي في بعض وظائف المخ المتعلقة بالنوم والاتزان والشهية والتركيز، بينما مركز المكافأة والروابط العصبية لا تزل متعلقة بنشاط التعاطي لذلك تظل رغبة تعاطي موجودة لحين تكوين روابط عصبية جديدة وصحية تحقق التوازن النفسي.

طبيعة اعراض انسحاب المخدرات الجسدية والنفسية 

تختلف اعراض انسحاب المخدرات فيما بينها على حسب نوع المخدر بينما تتباين شدتها المتوقعة على أساس قدرات جسم المتعاطي وحالته الطبية وشدة إدمانه.

يفترض الأطباء أن انسحاب المخدرات وتلاشي مفعولها هي عملية عكس تأثير المخدر على الجسم، فإذا كان نوع المخدر مثبط للجهاز العصبي تكون الأعراض عبارة عن توابع لإثارة الخلايا العصبية بشكل مفاجئ، هذا التباين يؤكد أن متلازمة الانسحاب لكل مخدر متوقع معها أعراض بعينها. 

ومن جانب آخر هناك أعراض جسدية ونفسية شائعة وعامة تظهر مع أغلب الحالات أثناء انسحاب المخدرات من الجسم قد تشمل:

1. ارتعاش.
2. تعرق وسيلان الأنف.
3. قشعريرة.
4. ارتفاع أو انخفاض درجة الحرارة.
5. ألم في المعدة والبطن.
6. أوجاع في الصدر.
7. تعب وإرهاق.
8. ألم وانقباض عضلي.
9. نعاس وخمول.
10. حركة بطيئة.
11. اتزان حركي ضعيف.
12. إمساك أو إسهال.
13. جفاف فم.
14. غثيان وقئ.
15. فقدان تركيز.
16. شهية مفقودة.
17. مزاج متقلب.
18. قلق وتوتر.
19. رغبة شديدة في التعاطي.
20. ذاكرة ضعيفة.
21. نوبات هياج.
22. طاقة منخفضة.
23. انفعال مفرط.
24. تضارب فكري.
25. صعوبة في النطق.
26. اكتئاب.
27. أوهام وتصورات غير حقيقية.
28. عدوانية.
29. أرق.
30. هلع وخوف شديد.
31. ارتباك وإثارة

في بعض الحالات قد تظهر مضاعفات تهدد السلامة بشكل مباشر ومن أبرز علامات الأعراض الانسحابية الخطيرة للمخدرات: 

1. سيطرة الأفكار الانتحارية.
2. تنفس بطئ وضحل.
3. اضطراب نبضات القلب: سريعة او بطئية.
4. ضغط دموي غير مستقر.
5. نوبات صرع.
6. نوبات الهذيان الارتعاشي.
7. فقدان الوعي.
8. أعراض نوبة قلبية.
9. سكتة دماغية.
10. طغيان سيطرة الهلاوس.

قد يؤدي عدم التعامل الطبي العاجل مع تلك الأعراض الخطيرة إلى الموت المفاجئ.

متى تبدأ اعراض انسحاب المخدرات وكم مدتها؟ 

معظم اعراض انسحاب المخدرات بأنواعها المختلفة تبدأ علاماتها خلال 12 إلى 24 ساعة الأولى بعد الامتناع عن تناول الجرعة، وتبدأ باضطراب خفيف يتصاعد تدريحيا ويصل إلى الدرجة الأعلى له بعد ثلاث إلى أربعة أيام تقريبا، وتبدأ حدتها في الانخفاض بداية من اليوم السابع وحتي العاشر. 

وبينما تختلف مدة الأعراض الانسحابية للمخدرات من مدمن لآخر إلى أن متوسطها لا يخرج عن 15 يوما بينما تستمر مع بعض أنواع المخدرات إلى شهر تقريبا في حين أن الانسحاب طويل المدى للاعراض الاقل حدة ربما يعاني منها المدمن لعدة شهور وتشمل اضطراب النوم والشهية، اشتهاء المخدر، انخفاض التركيز وبعض الأعراض النفسية كالقلق والتقلب المزاجي.

جدول إرشادي لمتلازمة انسحاب أنواع شائعة من المخدرات

قد يهمك أن تتعرف على ما هو متوقع من اضطرابات انسحاب المخدر الذي يتعاطاه تحديدا، وفي الجدول الآتي نقدم قائمة مما قد تتضمنه متلازمة انسحاب أكثر المخدرات شيوعا: 

فهم علاج انسحاب المخدرات وكيفية الوصول إليه

مع أغلب الحالات تكون فترة انسحاب المخدرات مزعجة للغاية، كما من المحتمل أن تظهر مضاعفات تهدد سلامة المدمن أو المتعاطي وكذا تشكل مخاطر على من حوله، لذا يمثل تخطي متلازمة الانسحاب تحديا خاصة مهما كانت الحالة هادئة في البداية وقد يحتاج المدمن إلى علاجات مهنية لحمايته من الضرر المضاعف. 

 ومن أجل التخلص من آثار الانسحاب يجب التفكير في كيفية إدارة الأعراض المتوقعة على حسب جدولها الزمني وشدتها، بما يناسب حالة المدمن سواء سماته الجسدية، عمره، وزنه وحتى جنسه، بالإضافة إلى حالته الطبية من حيث وضعية الأعضاء الداخلية والمؤشرات الحيوية خلال فترة السحب، من أجل توفير الراحة الجسدية والنفسية والعصبية وضمان تخطيها بأمان دون اضطرابات وخيمة تهدد الحياة. 

من أجل تلك الحيثيات الدقيقة من المهم التوجه إلى استشارة طبيب مختص يشخص وضعية المدمن أثناء سحب المخدرات، وغالبا ما تكون أفضل طريقة لإدارة انيحاب المخدر هي إزالة السموم في مركز متخصص تحت الإشراف الطبي في بيئة مريحة تمنح الاستقرار الجسدي والنفسي باستخدام الادوية الملائمة والآمنة. 

أما عن علاج سحب المخدرات فهو بروتوكول مكون من عدة أدوية تستهدف تخفيف أعراض الانسحاب لكل مخدر على حدة، وتتحدد الجرعات بناء على التقرير الطبي ومن أمثلة العلاج بالأدوبة الكلونيدين لسحب المواد الأفيونية، الميثادون، النالتريكسون، المهدئات، مضادات الاكتئاب، مضادات القيء، مضادات الإسهال، وغيرها حسب رؤية الأطباء، ويرافق استخدام الأدوية مراقبة مستمرة ورعاية ملازمة للمدمن للحفاظ على درجات الأمان الجسدي والنفسي دون تهديد طارئ، مع الغذاء الصحي الضروري. 

توفر مراكز علاج الإدمان المتخصصة خاصة مستشفى الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان برامج لمعالجة اعراض انسحاب المخدرات وإزالة السموم عبر إدارتها وتخفيفها أو منعها بتوفير المتطلبات الاكثر خصوصية للمدمن مما يجعل فترة الانسحاب أكثر راحة وأقل اضطرابات وعلى درجة عالية من الآمان في عدة أيام.

الخلاصة : قد تكون شعرت باضطرابات عند محاولة. تقليل جرعة المخدرات أو التوقف عنها، لذلك تفكر مرارا وتكرارا في فترة سحب السموم وكيف ستكون؟! سحب المخدرات هو رد فعل طبيعي للجسم عندما تنخفض نسبة المخدر الذي اعتاد عليه، ويتمثل في اضطراب جسدي ونفسي.
اعراض انسحاب المخدرات قد تكون مزعجة للغاية وأحيانا خطيرة وتمثل اضطرابا على مستوى الأعضاء الداخلية وتظهر علامات التعب والمرض والإرهاق بجانب الاضطراب العقلي والعصبي، ورغم ذلك يجب أن نفهم إنها ستزول في النهاية، خاصة عند التعامل معها بشكل صحيح لا يعكس اي مضاعفات.
تختلف مدة وشدة أعراض الانسحاب من مدمن لآخر تبعا للعديد من العوامل الفريدة لتجربته مع المخدرات، ومن حسن الحظ ان نعلم أنه يمكن إدارة وتخفيف تلك الأعراض وتخطي فترة الانسحاب بأقل درجة من الألم والانزعاج عند ازالة السموم في مركز موثوق لعلاج الإدمان تحت الإشراف الطبي المهني.
ا. الهام عيسي