تجارب مدمنين على الفودو تبدأ غالبًا بالانسياق خلف أصدقاء السوء أو وراء رغبة خفية في الهروب من مشكلات الحياة، تكون البداية عادةً مجرد تجربة عابرة لا يدرك معها المدمن حجم المأساة التي يوقع نفسه فيها، وسرعان ما يقع في فخ الإدمان وتبدأ حالته الصحية والنفسية والاجتماعية في التدهور ويصبح شخصًا آخر لا يعرف نفسه.
وفي هذا المقال نقدم لكم قصص واقعية لمدمنين الفودو وكيف أدركوا خطورة الإدمان ونجحوا في التعافي، فتابعوا القراءة.

القصة الأولى من التفوق إلى الهاوية

يبدأ القصة ويقول أنا مدمن فودو متعافي ولا أخجل من قصتي التي أرويها فربما تكون عظة لكل من ينساق خلف أصدقاء السوء رغبةً في عناد الأهل وإثبات استقلالية وشخصية وهمية.
أنا مصطفى بدأت قصتي مع إدمان الفودو في الثامنة عشر من عمري حينها كنت طالبًا في الصف الثالث الثانوي وكنت متفوقًا وأستعد للالتحاق بإحدى كليات القمة.

مللت من الدروس والاستذكار في المنزل فدعاني أحد الأصدقاء إلى عيد ميلاده في أحد المقاهي وهناك بدأت القصة، فقد أعطاني بعض الأصدقاء سيجارة وطلبوا مني تدخينها وأكدوا لي أنني سأتخلص من ضغط الدروس والاستذكار بمجرد قيامي بذلك، وبالفعل قررت التجربة على الرغم من أنني لم أعلم محتويات هذه السيجارة.
لم أكن أدري وقتها أن السيجارة تحتوي على مخدر الفودو ومع مرور الوقت شعرت بسعادة بالغة وغياب عن الواقع، ونسيت ضغوط الاختبارات والدروس، وقد أعجبني هذا الشعور.

بداية التحول من التعاطي إلى الإدمان

بدأت أخرج كثيرًا مع أصدقائي في عطلات الأسبوع وفي كل مرة كانوا يقدمون لي سجائر الفودو ولم يستغرق الأمر طويلًا حتى بدأت أبحث عن المخدر بنفسي وبدأت أحتال على أهلي باحتياجي لدروس مكثفة وكتب حتى أستطيع التفوق ومواكبة زملائي ولكنني كنت أشتري المخدر بهذه النقود.

علامات الإدمان

بدأت صحتي في التراجع وبدأت في الانعزال عن أهلي وأصدقائي باستثناء من يقدمون لي المخدر في سهرات عطلة الأسبوع، وبدأ جسمي يضعف وفقدت شهيتي، وتأخرت في دراستي فلم أكن أحصل أي شيء من المدرسة أو الدروس، وانحصر كل تفكيري في المخدر والشعور الذي يقدمه لي، ولم تعد تكفيني النقود التي يعطيها لي أبي ولم أستطع الحصول على المخدر، وعندما تفاقم الأمر اضطررت إلى سرقة مصوغات أمي وأخذت منها خاتمًا ذهبيًا رغبت في بيعه.

بالطبع، لم تكن معي فاتورة الخاتم وشك الصائغ في مظهري غير المتناسق وعيناي الحمراوتين ولكنه كان رحيمًا بي فلم يتصل بالشرطة بل احتجزني وأجبرني على الاتصال بوالدي الذي حضر على الفور.

اقرأ المزيد عن: أعراض تعاطي الفودو

قرار العلاج

شعر أبي بصدمة كبيرة عندما علم أنني سرقت خاتم أمي وذهبت لبيعه، فبدأ يستفسر عن سبب ذلك الفعل الفاضح وسبب تبدل حالي بهذه الطريقة، حينها بدأت أبكي وحكيت له كل ما حدث معي، وعلى الرغم من غضبه مما فعلته إلا أنه كان حكيمًا فبدأ يتحدث معي عن إمكانية ترك كل ذلك وراء ظهري وأفكر في العودة لنفسي ولكرامتي، واتخذنا قرار العلاج وكان حب والدي ووالدتي وأخواتي دافعًا قويًا لأقدم على هذه الخطوة وأتمسك بها.

قام أبي ببعض المحاولات للبحث عن أفضل مركز لعلاج الإدمان لكنني طلبت منه أن أجرب التوقف عن المخدر في المنزل وإذا لم يجدي الأمر سأذهب للمركز، وفي البداية حاولت تجاوز الأمر لكنني لم أستطع فقد أصبت بنوبات تشنجية وعصبية حادة مع نوبات من الصداع والغثيان، لذا قررت الذهاب لأفضل مركز لعلاج الإدمان توصل إليه أبي وهو مركز الهضبة.

قصتي مع مركز الهضبة في العلاج

بعد البحث العميق عن أفضل الخيارات للعلاج، قررنا التوجه إلى مركز الهضبة لعلاج الإدمان، الذى أدى دورًا كبيرًا في نجاح رحلة التعافي، فبدأ العلاج هناك بتقييم نفسي شامل، حيث قام الفريق الطبي المختص بأخذ تاريخ كامل منذ بداية الإدمان وحتى الوقت الذي قررت فيه التوقف والعلاج، وبعد ذلك قام فريق من المتخصصين بتقييم وضعي النفسي والجسدي بدقة.

بعد التقييم، تم إعداد خطة علاجية خاصة بحالتي وتضمنت مراحل متعددة، بدءًا من التخلص من السموم بشكل آمن وتدريجي، وصولًا إلى العلاج النفسي والتأهيلي.
وبفضل الدعم المستمر من الأطباء والمعالجين في مركز الهضبة، بدأت أشعر بتغيير حقيقي في حياتي، وتعلمت طرقًا فعالة لمواجهة الضغوط دون العودة إلى المخدرات.

الآن أنا شخص جديد بدأت مرة أخرى في طريق الدراسة، حيث أنني رسبت في امتحانات الصف الثالث الثانوي التي لم أدخلها من الأساس، لذا قررت محو هذا العام من ذاكرتي والبدء في متابعة ما فاتني في السنة الماضية، وعزمت على عدم العودة إلى المخدر مرة أخرى وعدم الانسياق خلف أصدقاء السوء والابتعاد عنهم نهائيًا.

01154333341 راسلنا على

القصة الثانية: من الانهيار المهني إلى التعافي

القصة الثانية لممدوح شاب في مقتبل العمر ويعمل بوظيفة محترمة ويقول أنا مدمن فودو متعافي، وقصتي بمثابة تنبيه لي وللآخرين بأن الطريق إلى الإدمان يبدأ بخطوة بسيطة، لكن الخروج منه صعبًا ويتطلب إرادة ودعم كبير.
كنت أعمل في شركة محترمة، وحققت فيها نجاحات لافتة، لكن مع زيادة ضغوط العمل والضغوط النفسية اليومية، كنت أبحث عن وسيلة للهروب والاسترخاء، وفي يوم من الأيام نصحني أحد الزملاء بتجربة الفودو، في البداية، بدت لي كسيجارة عادية واتخذتها طريقًا للهروب المؤقت، وكنت أعيد تجربتها بين الحين والآخر.

بداية الإنهيار

أصبح تدخين الفودو جزءًا لا يتجزأ من يومي العادي فأنا أرتب يومي بعد ترتيب حصولي على الفودو أولًا، وبعد فترة من التعاطي، بدأت أعاني من مشاكل في التركيز، وأصبحت أفتقد الحماسة للعمل، ومع الوقت، تدهورت إنتاجيتي وتزايدت شكاوى الزملاء والمشرفين.

ازدادت معاناتي عندما أصبحت أفكر فقط في الحصول على الفودو، حتى لو كان ذلك يعني الاستدانة أو الاحتيال للحصول عليه، وبدأت حالتي الصحية والنفسية تتدهور، وفقدت وزني، وبدأت أعاني من صداع دائم وارتباك في التفكير وخلل في التوازن والإدراك، ولاحظت الإدارة غيابي المتكرر وتراجع أدائي، فقام المدير بتحذيري مرة بعد مرة حتى أجبرني على أخذ إجازة مفتوحة حتى أستعيد نشاطي السابق.

لقد كنت قريبًا من فقدان وظيفتي بسبب التأخير المستمر والأخطاء المتكررة، وأنقذني من ذلك أن مديري يعلم مدى امتيازي ومهارتي في العمل، وأخبرني أن تصرفاتي تؤكد بوجود مشكلة أو خلل ما، وبعد مواجهة حاسمة معه أدركت أنني على وشك فقدان كل ما عملت لأجله، وكانت تلك اللحظة نقطة تحول.
طلبت مساعدة عائلتي الذين تعجبوا بشدة من ذلك التصرف، وبالفعل بدأنا في البحث عن أفضل مركز للعلاج، واخترنا مركز الهضبة لعلاج الإدمان الذي كان له دورًا كبيرًا في إعادة حياتي إلى مسارها الصحيح.

التعافي في مركز الهضبة

استقبلني الفريق الطبي في مركز الهضبة بتقييم شامل لحالتي الصحية والنفسية، وتم إعداد خطة علاجية خاصة بي شملت التخلص من السموم والدعم النفسي.
تمكنت في هذا المركز من تخطي أعراض الانسحاب بأمان، وبعد أسبوعين من العلاج بدأت جلسات العلاج النفسي والتأهيل، وبفضل الرعاية المستمرة خرجت من هذه التجربة أقوى مما كنت عليه، وقطعت وعدًا بالمتابعة مع جلسات التأهيل النفسي ومجموعات العلاج الجماعي حتى أتعافى تمامًا من الآثار النفسية التي سببها إدماني على الفودو.

اقرأ المزيد عن: الإقلاع عن تعاطي الفودو

الحياة بعد التعافي

أنا الآن عدت إلى عملي بروح جديدة، وأصبحت أقدر الفرصة الثانية التي حصلت عليها، تجربتي هذه تذكرني دائمًا بقوة الإرادة، وأهمية الدعم العائلي والمساعدة المهنية في تحقيق التعافي.

كانت هذه تجارب مدمنين على الفودو التي رأينا فيها كيف يؤثر الإدمان في مدمنين الفودو ويغير حياتهم وربما يُفقدهم كل ما يملكون، واستخلصنا منها العبرة والعظة والطريقة الأمثل للتعافي بدعم من الأهل والمختصين، ويمكنك التواصل مع مركز الهضبة لعلاج الإدمان في أي وقت على مدار اليوم لحجز موعد أو طلب استشارة عن بعد على هذا الرقم 01154333341. للكاتبة/ د. غادة هيكل