مغامرة الماريجوانا انتهت بكابوس
اسمي محمد طالب جامعي وكنت بطلًا من أبطال رياضة التنس، أنا مدمن متعافي من الماريجوانا وبدأت قصتي بعد خوضي بطولة من البطولات المحلية، والتي حققت فيها مركزًا لابأس به فأصر علي بعض الأصدقاء أن نخرج للاحتفال، وكانت البداية فقد أحضروا معهم الماريجوانا والحشيش وبعض المشروبات الكحولية كنوع من الاحتفال.
تمكنوا من إقناعي بأنها لا تسبب الإدمان فهي فقط لأوقات الاحتفال ويسهل الإقلاع عنها وأن كل الشباب يتعاطون هذه المواد في المناسبات ولم يحدث معهم شيء، وبالفعل أعجبتني المغامرة وأردت التجربة لذا قمت بتدخين بعض من سجائر الماريجوانا.
وفور التدخين شعرت بسعادة غريبة وبدأت أضحك بهستيرية على كل شيء وفقدت الإحساس بالزمن، أعجبني الشعور ولم أستطع مقاومة تعاطي الماريجوانا من حين لآخر حتى أصبحت أتعاطاها يوميًا وكانت هذه بداية الكارثة.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية
أصبحت مدمن على الماريجوانا
بعد شهر من الاحتفال المشئوم كنت قد اعتدت على تدخين الماريجوانا يوميًا مما أثر على صحتي، في البداية ظننت أن الأمر بيدي وأنني أستطيع التوقف متى أردت، لكن الواقع كان مختلفًا تمامًا، حيث بدأت ألاحظ أعراضًا لم أستطع تفسيرها، مثل الجفاف الدائم في فمي وحلقي، واحمرار العينين الذي لم يزول مع مرور الوقت بل أصبح ملازمًا لي، وضعف تركيزي تدريجيًا، وشعرت بعدم القدرة على التفكير بوضوح، ولم أعد أتمكن من الانتباه كما كنت، ولم ألتزم بمواعيد التمارين في النادي بل تركت ممارسة هذه الرياضة.
بدأت أفقد الشعور بنفس المتعة السابقة بعد تعاطي الماريجوانا لذا قمت بزيادة الجرعة التي تسببت في تدهور حالتي أكثر، إذ لاحظت اضطرابًا حادًا في نومي، وصارت نوبات القلق تلاحقني في الليل والنهار، ومع مرور الوقت بدأت أفقد شهيتي تدريجيًا، ولم يعد لدي الطاقة الكافية لأداء أعمالي اليومية، وانخفض وزني بشكل ملحوظ، وتدهورت حالتي النفسية.
سرعان ما تحولت هذه الأعراض إلى مشكلات أعمق، إذ بدأت أعاني من ضعف التنسيق العضلي وأصبحت عصبيًا بشكل لا يحتمل، وتدهورت ذاكرتي وأصبحت أشك في كل من حولي حتى في أقرب الناس، بالإضافة إلى سرعة ضربات القلب وضيق الصدر، وأصبحت أعيش في عالم من جنون العظمة، حيث شعرت بأن الجميع يراقبني ويحاولون الإيقاع بي، ولم أكن أعي أن الماريجوانا هي سبب تدمير حياتي بالكامل.
اقرأ المزيد عن: أعراض تعاطي الماريجوانا لأول مرة
بداية الصحوة
في لحظة من لحظات الإفاقة التي لم تكن تتكرر كثيرًا نظرت إلى نفسي في المرآة فوجدت شخصًا آخر لا أعرفه، لقد دمرني الإدمان ودمر علاقتي بأسرتي وأصدقائي الآخرين.
قررت اتخاذ خطوة نحو العلاج والتعافي لكنني لم أكن أقوى على ذلك بمفردي، فصارحت عائلتي بالأمر وبالطبع كانت صدمة لأمي وأبي بشكل كبير، لكنهما سرعان ما تداركا الأمر وبدأنا في البحث عن أفضل مركز لعلاج الإدمان.
وبعد بحث دقيق استقر رأينا على مركز الهضبة لعلاج الإدمان وتوجهنا إليه على الفور، وهناك عقد الأطباء معي جلسة طويلة قصصت فيها حكايتي مع الإدمان وكيف دخلت هذا المستنقع، المدة التي استمريت فيها أتعاطي هذا المخدر والكميات التي كنت أتعاطاها لوضع برنامج دقيق للعلاج.
رحلة العلاج
بدأ العلاج بمرحلة سحب السموم التي استعان الأطباء فيها بأدوية علاج إدمان الماريجوانا لتخفيف أعراض الانسحاب، وبعد أسبوعين تقريبًا من بداية العلاج اختفت معظم أعراض الانسحاب وبدأت جلسات التأهيل النفسي التي ساهمت بشكل كبير في إعادة الثقة إلي وزيادة يقيني في قدرتي على التغلب على هذا الوضع واستعادة نشاطي السابق، بعد ذلك استمريت في الذهاب للمركز لحضور بعض الجلسات اللازمة لمنع الانتكاس.
اقرأ المزيد عن: علاج الإدمان على الماريجوانا
بعد إنتهاء تجربتي مع الماريجوانا و بعد التعافي، أستطيع أن أرى بوضوح كيف تحولت هذه التجربة البسيطة إلى كابوس كاد أن ينهي حياتي، وأدركت أن الطريق إلى النجاة يتطلب الصبر والدعم من الأهل والمختصين والإرادة الصادقة للتخلص من الإدمان، وأنصح أي شاب بعدم تناول المخدرات أو السير خلف حديث أصدقاء السوء. للكاتبة/ د. غادة هيكل
أكتب تعليقا