بدأت تجربتي مع إدمان ريفوتريل بعد إصابتي بنوبات من القلق الشديد بسبب ترك وظيفتي، وقد سعيت كثيرًا للحصول على وظيفة أخرى لكن كل محاولاتي باءت بالفشل، بدأت أفقد قدرتي على النوم أو الاسترخاء وفي بعض الأحيان كنت أشعر أن رأسي سينفجر من كثرة التفكير، كانت حبوب ريفوتريل هي الصديق الذي كنت ألجأ إليه كلما شعرت برغبة في الاسترخاء وصرف تلك الأفكار، لكن النهاية كانت مؤلمة فقد كنت على حافة الموت بسبب سوء استخدامي لها، وفي مقالنا سأذكر لكم تفاصيل ما حدث معي في تجربة ريفوتريل فتابعوا القراءة.

كيف بدأت قصتي مع ريفوتريل

بدأت قصتي مع ريفوتريل الروش بعد فترة قصيرة من انتهاء عملي في الشركة التي استمريت بها حوالي 5 سنوات وأسباب تركه كانت غير واضحة، في البداية كنت حزينًا لكنني لم أفقد الأمل في العثور على وظيفة أخرى، وللأسف مرت الشهور دون أن أنجح في هذا ونفذت كل نقودي التي تمكنت من ادخارها سابقًا.

بدأت أعاني من صعوبات في النوم وحتى عند نومي لم أكن أشعر بالرحة أبدًا وتظل الأفكار تدور في رأسي وأستيقظ من النوم متعبًا، وظل هذا الأمر يزداد شيئًا فشيئًا حتى أصبحت أعاني من التوتر وفقدان التركيز والعصبية الشديدة ونوبات الهلع.

فكرت في الذهاب إلى طبيب نفسي وبالفعل ذهبت وقام بتشخيص حالتي باضطراب القلق ووصف لي حبوب ريفوتريل ونصحني بتناول حبة واحدة فقط كمهدئ، وبعد أول حبة منه بدأت أشعر براحة واسترخاء غير طبيعيين، ولأول مرة منذ أسابيع أنام نومًا هادئًا ومن هنا بدأت القصة.

كيف أدمنت حبوب الروش

بعد اعتيادي على الجرعة التي وصفها الطبيب بدأت أشعر أنني بحاجة إلى زيادتها، ولم أجد أمامي أي عائق يمنعني من شراء الدواء، حيث كان سعر ريفوتريل رخيصًا جدًا يصل إلى 18 جنيه فقط.
وبالفعل بدأت ازيد الجرعات لكي أشعر بنفس الراحة التي شعرت بها أول مرة، فعندما ينتهي مفعول الحبوب يبدأ القلق والتوتر في العودة ولا أستطع التنفس أو التركيز.

بعد فترة قصيرة لاحظت زوجتي أن الحبوب انتهت بسرعة وكثيرًا ما أطلبها من الصيدلية، وبدأت حالة من اللامبالاة تسيطر عليٓ، حيث بدأت بتوقفي عن البحث عن وظيفة أخرى وتطورت إلى عدم الاهتمام بأي شيء يخص زوجتي وأطفالي وبدأت أفقد التركيز وأصاب بحالات من الهياج والاكتئاب الشديد.

مواجهة الحقيقة

بدأت زوجتي تشك في إدماني لتلك الحبوب لأنني أطلبها كثيرًا، لكنني لم أتمكن من مصارحتها في البداية واعتقدت أنني أستطيع التوقف عنها في أي وقت أشاء، وبالفعل حاولت التوقف فأصبت بعدد من الأعراض الانسحابية منها:

  1. الصداع الذي لم يفارقني طيلة اليوم.
  2. الرعشة الشديدة.
  3. آلام المعدة.
  4. التعب والإرهاق.
  5. الدوار.
  6. هلاوس.
  7. الاكتئاب.

حينها أدركت أنني مدمن على الريفوتريل ولن استطع التوقف عنه، فبحثت عن بديل ريفوتريل لكنني علمت أنها جميعًا مسميات تجارية والمادة الفعالة والتأثير واحد، في نفس الوقت لا أستطيع الاعتراف بحقيقة الإدمان أمام الغرباء، فأوهمت زوجتي أنني أتوقف تدريجيًا عن استخدام الدواء لكنني كنت أتناوله وأزيد الجرعات حتى تعرضت لمخاطر الجرعة الزائدة مثل دوخة شديدة، ثقل في الصدر وصعوبة التنفس، سرعة ضربات القلب، وفقدان الوعي.

طريق النجاة

تمكنت زوجتي من إنقاذي وعندما أفقت وجدت نفسي في المستشفى، ورأيتها بجواري برفقة أطفالي، حينها أدركت قيمة النعمة التي منحني الله إياها، ومنذ تلك اللحظة قد قررت البدء في العلاج والإقلاع عن ريفوتريل، وبالفعل بدأت البحث مع زوجتي عن أفضل مركز لعلاج الإدمان، واستقر الرأي على مركز الهضبة الذي حظي بأراء وتقييمات إيجابية من الجميع.

تجربتي في علاج إدمان ريفوتريل

بدأ الأطباء يتحدثون معي عن كيفية وقوعي في فخ الإدمان والظروف النفسية التي أدت إلى ذلك، ومن ثم قاموا بشرح خطوات العلاج وأكدوا لي أنني لن أعاني من أعراض الانسحاب التي عانيتها في المنزل، لأن المركز يعتمد خلال هذه الفترة على بعض الأدوية والمسكنات اللازمة.

بدأت مرحلة سحب السموم والتي تظهر فيها أعراض الانسحاب واستمرت حوالي أسبوعين، ومن ثم بدأت مرحلة التأهيل النفسي والسلوكي التي تعلمت فيها كيفية التعامل مع القلق والضغوط النفسية وعدم اللجوء إلى الأدوية إلا في حالات الطوارئ ووفق وصفة الأطباء مع الالتزام بالجرعة المحددة، وبعدها أوصاني فريق العمل بحضور الجلسات الجماعية المخصصة للمتعافين وسماع قصة كل واحد منهم وأخذ العظة والأمل للتمسك بالنتيجة وعدم التعرض للانتكاس.

كانت تجربتي بعد ترك ريفوتريل رائعة فقد خرجت منها مقدرًا نعم الله وقررت عدم العودة إلى تناول الحبوب والمهدئات مرة أخرى.

كانت تجربتي مع إدمان ريفوتريل بمثابة درسًا قاسيًا لكنه مليئًا بالأمل، لقد تعلمت أن الإدمان ليس نهاية الطريق، بل هو دعوة للبحث عن المساعدة والتغيير، فمع دعم عائلتي والإرادة القوية للتعافي ومساعدة المختصين بدار الهضبة لعلاج الإدمان تمكنت من تجاوز الصعوبات واستعادة حياتي، أنا الآن شخص مختلف أكثر قوة ووعيًا، وأتطلع إلى مستقبل مشرق بعيدًا عن كل ما يؤذيني، أدركت أن النعمة الحقيقية تكمن في القوة التي اكتسبتها لمواجهة تحديات الحياة. للكاتبة/ د. غادة هيكل