تجربتي مع شرب الخمر بدأت بسبب الفضول الذي دفعني لتجربة المشروبات الكحولية في حفلة أقامها صديق لي، وظننت حينها أن كوباً واحداً لن يضرْ، ولكن هذا الكوب تحول لعدة أكواب وانتهى الأمر بي مخموراً أمام باب منزلي، ومن وقتها وأنا لا أستطيع مقاومة الشرب بل وأصبحت أجرب أنواع أكثر من الكحوليات وخلطات قوية المفعول تجعلني أفقد صوابي في كل مرة أتذوقها، لذلك قررت أن أحكي عن تجربتي مع إدمان الكحول الذي جعلني أخسر كل شيء في يوم واحد، وكيف استطعت النجاة من هذا الإدمان.
محتويات المقال
كيف كان شعوري عندما شربت الكحول للمرة الأولى؟
شعور شارب الخمر لأول مرة غريب جداً، فلم أشعر بلذة في المشروب كما كنت أظن، كما أن الأعراض التي أحسست بها عند تجربتي مع شرب الخمر الأولى جعلتني منفصلاً عن العالم الخارجي حيث بدأت أشعر بـ:
- ثقل في كتفي.
- اضطرابات في معدتي.
- نعاس شديد.
- فقدان التوازن.
- تشويش في رأسي.
وعلى الرغم من ذلك فقد أحسست باسترخاء شديد جعلني أرغب في شرب المزيد من الكحول، بالإضافة إلى أن أصدقائي كانوا يدفعونني دائماً لأجرب الكحول معهم ولكنني كنت أرفض فأتعرض للسخرية والاستهزاء، واليوم أردت أن أثبت لهم أنني أستطيع الشرب مثلهم دون أن أعاني من شيء، فأصبحت تجربتي مع شرب الكحول هي تحد قاسٍ أدفع ثمنه من صحتي.
الانغماس في التعاطي وبداية الانهيار
سهرة وراء سهرة، وكأس وراء كأس، بدأت أعتاد أمر شرب الخمر وأرغب بالمزيد منه، كما بدأ أصدقائي بعرض أنواع جديدة من الخمور علي، ومنها ما كان ثقيلاً ومؤذياً لصحتي، ولكنني لم أعد أستطيع إيقاف نفسي من الرغبة بالكحول، وانتهت تجربتي مع شرب الخمر إلى الإدمان الشديد، وبدأت أعراض إدمان الكحول تظهر على جسدي وترهقني ومن هذه الأعراض:
- عانيت كثيراً من الصداع الذي لم يعد يفارق رأسي وجعل تركيزي يضعف تدريجياً في العمل.
- انعدمت شهيتي على الطعام مما أصابني بالهزال والضعف، كما عانيت من مشاكل في الجهاز الهضمي مؤذية جداً مثل الإمساك وتقلصات المعدة بسبب ذلك.
- فقدت توازن جسمي مما جعلني أسقط أرضاً في الكثير من الأحيان.
- أصبحت ذاكرتي ضعيفة جداً لدرجة أنني أنسى القيام بأبسط واجباتي الأسرية، ومهام العمل.
- عانيت أيضاً من الخدران في الجسم والتعب الدائم بسبب كل ما يحصل لي.
- أثر ضعف الانتصاب على حياتي الجنسية مما جعل زوجتي تنفر مني كثيراً ولا ترغب بي.
كما بدأت أشعر بأعراض نفسية قوية جداً وهي:
- تقلبات مزاجية شديدة فأحياناً أكون في قمة هدوئي وأحياناً أفقد أعصابي وأحطم كل شيء أمامي من شدة الغضب.
- نوبات ذعر تصيبني وخاصة أثناء الليل بسبب الكوابيس المزعجة التي تؤرق نومي.
- نوبات قلق حادة لا أجد لها تفسيراً ولا تدعني أشعر بالراحة أبداً إلا إذا شربت الكحول.
- كل ما يحدث لي جعلني أكتئب بشدة وأرغب في إنهاء حياتي بأي وسيلة
حينما شعرت بهذه الأعراض، بدأت أبحث عن طرق أو حبوب تساعد على ترك الكحول ولكنني لم أستطع التوقف أبدًا بل وبدأت أصبح شخصاً مختلفاً وضعيف الإرادة وبدأت أكره نفسي بسبب السلوكيات التي كانت تصدر مني بسبب تجربتي مع ادمان الكحول .
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية
محاولة فاشلة للإقلاع عن طريق الحبوب
بعد قراري الحاسم في إنهاء تجربتي مع شرب الكحول ، أخذت طريقاً مختصراً وقمت بالتخلص من كل زجاجات الخمر في منزلي وسيارتي، وبدأت ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي، ولكن مشاعر الرغبة بالكحول والألم الذي شعرت به لم يدعني أكمل طريقي بسلام، فدخلت على أحد المواقع على الانترنت وبحثت عن أسماء حبوب تساعد على ترك الكحول وقد وجدت هذه الأدوية:
- ديسولفيرام.
- نالتريكسون.
- نالميفين.
سألت عدة صيدليات عن الأدوية ولم أستطع الحصول عليها، لأنها كانت تطلب وصفة طبية من قبل طبيب علاج إدمان، ولكنني لم أقتنع بفكرة زيارة الطبيب أو أي مستشفى علاج إدمان لأنني كنت أكره أن يتم احتجازي والضغط علي لترك الكحول، لا تلمني فهذه كانت فكرتي عن مستشفيات علاج الإدمان، لذلك بحثت عن صيدلاني غير أمين في مهنته وعرضت عليه أن يؤمن لي الأدوية بمقابل مادي جيد، وبالفعل حصلت على الأدوية وبدأت أعالج نفسي بنفسي باستخدام الحبوب، ولكنني كنت أجهل إن كانت هذه الحبوب تناسبني أم لا ولم أكترث للأعراض الجانبية للأدوية والتي كانت خطيرة علي، وفجأة بدأت أحس بأشياء غريبة تشمل:
- نعاس شديد يجعلني أنام كثيراً جداً وكنت كلما أستيقظ أكون متعباً جداً.
- ظهور طفح جلدي على جسمي لم أعرف سببه.
- آلام شديدة في جسدي فوق آلام الأعراض الانسحابية.
- تقلصات في المعدة شديدة وإسهال شديد.
وكل تلك الأعراض جعلتني أترك الأدوية فوراً، بل وألجأ للخمور لأخفف آلامي الشديدة، مما جعل محاولتي الأولى في الإقلاع عن الكحول تنتهي بالفشل، وأصبحت مقتنعاً بأنني مدمن للخمر ولن أتوقف عن ذلك ويجب أن أتأقلم على حياتي هذه.
تغيُّر شخصيتي بسبب الإدمان حوّل الحياة إلى جحيم
الكثير من السلوكيات التي لم أكن أتوقع أنني سأفعلها في حياتي أصبحت عادية جداً في تجربتي مع شرب الكحول، ارتكبت العديد من الحماقات وجعلت نفسي شخصاً ممقوتاً من قبل نفسي قبل الناس، وكل ذلك في سبيل هذه التجربة القاسية، ومن السلوكيات التي اقترفتها أثناء تجربتي مع شرب الكحول :
- أنني أعطيت الأولوية لشرب الكحول فقط وبدأت أبتعد عن أولوياتي في الحياة.
- قمت بعمل ممارسات خطرة مثل القيادة وأنا تحت تأثير الكحول وقد أدى ذلك لحادث سير كاد أن ينهي حياة أشخاص أبرياء لولا لطف القدر.
- أصبحت مهملاً لعملي وحياتي بشكل سيء جداً وقد تلقيت العديد من التهديدات لطردي من العمل.
- أصبحت مهملاً لشكلي ومظهري ونظافتي الشخصية.
- مارست سلوكيات جنسية خطرة أحدثت شرخاً في علاقتي الزوجية.
كل ذلك جعلني أبدو بصورة غير لائقة أمام عائلتي وأصدقائي، وبدأت أخسر احترامي في عين نفسي وفي أعين الناس ورغم ذلك لا كنت أبالي بشيء غير الإدمان وشرب المزيد من الكحول التي أفقدتني مالي وصحتي وعائلتي.
اليوم الذي خسرت فيه كل شيء وأيقنت ضرورة العلاج
طوال رحلة تجربتي مع شرب الكحول لم أتوقع أن يمر علي يوم أقسى من كل تلك الأيام التي خلت، يومٌ رأيت زوجتي فيه تطلب مني بكل وضوح الطلاق وتأخذ حقيبتها وأطفالنا وترحل من المنزل، تاركة إياي عالقاً في ادماني وعذابي، وعلى الرغم من ذلك خرجت للعمل تحت ضغط تهديدات طردي منه، مع أنني لست في حال يسمح لي بإنجاز أي شيء، وذهبت حاملاً معي زجاجة خمر خبأتها في حقيبتي وأمضيت ساعات العمل في الشرب والتدخين في مكتبي، إلى أن فوجئت باقتحام مفاجئ لشرطة مكافحة المخدرات في الشركة تطلب من كل الموظفين الاصطفاف لإجراء تحليل المخدرات، وقد كانت تجربتي مع تحليل الكحول قاسيةً جداً علي.
فقد كنت الموظف الوحيد في الشركة الذي كانت نتيجة تحليله إيجابية وتم طردي فعلاً من العمل وتم اعطائي مهلة لبدء إجراءات العلاج، ولكنني أيقنت في ذلك اليوم ضرورة العلاج والخلاص من هذا الإدمان، وقد علمتني تجربتي مع تحليل الكحول التي جعلتني محط نظرات الشفقة والاستهزاء في الشركة التي أعمل فيها أن أواجه عيوبي بوضوح لأتخلص منها.
راسلنا على 01154333341
محاولات أخرى فاشلة في تجربتي لعلاج شُرب الخمر
بعد قراري الصارم في إنهاء تجربتي مع شرب الكحول بدأت بالبحث عن طرق التخلص من ادمان الكحول على الانترنت، ومن الطرق التي جربتها:
- علاج ادمان الكحول بالاعشاب.
- علاج ادمان الكحول في المنزل.
- علاج ادمان الكحول بالقرآن والرقية.
- علاج ادمان الكحول باستخدام أدوية تساعد على ترك الكحول.
وكل هذه الطرق لم تجدِ نفعاً معي، وقد بدأت الأعراض الانسحابية تفقدني صوابي وتجعلني أرغب في العودة للكحول، ولم أكن أعلم متى تنتهي أعراض الكحول، فمنذ أن تركت الكحول وأنا أشعر بـ:
- التعرق الشديد والتعب.
- أعاني من الغثيان والإقياء.
- تنتابني في بعض الأحيان هلوسات بصرية مزعجة.
- لا أستطيع النوم بسبب الأرق.
- ولا أنعم بالراحة بسبب القلق الشديد.
- وقد أدى بي كل هذا للاكتئاب والرغبة بالعودة للإدمان.
وفي إحدى الليالي شعرت بنخزة مؤلمة في قلبي، وأحسست بأنها نوبة قلبية حادة فاتصلت بزوجتي وطلبت منها المساعدة، وبالفعل قامت بإسعافي إلى المستشفى ووقفت بجانبي حتى نجوت من هذه النوبة بسلام، ثم عرضت علي المساعدة للتخلص من الإدمان واقترحت علي مركز الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان، حيث أجد الراحة والأمان والسرية حسب تعبيرها، ولم يكن الخيار أمامي إلا الموافقة على العلاج في المركز، وبالفعل منذ دخلت إلى مركز الهضبة شعرت أنني في المكان المناسب لبدء تجربتي في علاج شرب الكحول بالشكل الصحيح دون أن أتألم طوال الوقت وأنا لا أعلم متى تنتهي اعراض انسحاب الكحول لأرتاح.
كيف كانت تجربة علاجي في مركز الهضبة؟
بعدة خطوات مدروسة وباحترافية عالية، بدأ الكادر الطبي في مركز الهضبة بعلاجي من ادمان الكحول دون أن أشعر بالألم والعذاب الذي شعرته في تجربتي البائسة بمفردي، وقد كانت الخطوات العلاجية كالتالي:
- في البداية قمت باستشارة طبيب مختص وأجرى لي الفحوصات اللازمة وطلب مني عمل تحاليل معينة لمعرفة نسبة الكحول في جسمي ومدى الضرر المترتب على إدمان الكحول.
- وأجريت مقابلة مع طبيب نفسي أخبرته فيها كل ما أشعر به وتحدثت مطولاً عن تجربتي مع شرب الخمر، حتى شعرت بالراحة وقد أخبرني أنني سأبدأ معه العلاج النفسي حتى الشفاء من الإدمان.
- ثم بدأت مرحلة برنامج سحب السموم من الجسم وقد مرت هذه المرحلة بسلام بمساعدة الأدوية التي وصفها لي الأطباء ومساعدة الممرضين لي في أي وقت أحتاج فيه للمساعدة والدعم.
- بعد أن تخلصت من سموم الكحول بدأ العمل على إعادة تأهيل جسدي وعلاجي من كل الأمراض الذي تسبب بها إدمان الكحول.
- ثم بدأ برنامج العلاج النفسي والذي تضمن (العلاج بالكلام والعلاج السلوكي المعرفي والعلاج الجماعي) وفي هذه الفترة كنت أشعر بالسلام الداخلي والراحة لأنني أعلم أنني سأتعافى من الإدمان حتى في أفكاري وسلوكياتي.
- وبعد أن أنهيت العلاج وشفيت من الإدمان بقيت على تواصل مع الأطباء للاطمئنان على حالتي و شفائي التام من الإدمان على 01154333341 .
وفي الفترة التي تم علاجي بها، لم أشعر بالخوف أو الغربة ولم يتم حرماني من الأنشطة الترفيهية أو التنزه، وبقيت على تواصل مع عائلتي، مما ساعدني على التعافي بشكل أسرع وأفضل.
تعرف على علاج إدمان الكحول
الخلاصة:- إن تجربتي مع شرب الخمر علمتني ألا أفعل شيئاً لا أرغب فيه لمجرد أن الجميع يفعله حولي، وأن الصديق الحقيقي هو من يدفعني للخير فقط، وأن العائلة والعمل أهم شيء في حياة الإنسان ولا يجب التضحية بهما تحت أي ظرف في هذه الحياة، ولذلك فإنني أنصح أي شخص قد خاض تجربتي في إدمان الكحول بألا يضحي بحياته في سبيل البقاء في الإدمان وأن يقوم ببدء علاجه في مركز الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان، حيث سيجد البيئة المناسبة للعلاج والشفاء.
أ. روان
أكتب تعليقا