محتويات المقال
صفات وعلامات أولية تنذر بتعاطي المخدرات
يسبب تعاطي المخدرات عددًا من الأعراض التي تظهر بوضوح على المدمن ويمكن إدراكها بسهولة لإنقاذه في أسرع وقت ممكن، وإليك مواصفات متعاطي المخدرات الجسدية والسلوكية والنفسية:
الصفات الجسدية
تظهر بعض العلامات الجسدية التي تميز متعاطي المخدرات عن الشخص الطبيعي ومنها:
- تغيرات المظهر التي تشمل احمرار العينين، وإهمال النظافة الشخصية وشحوب الوجه.
- فقدان الشهية مما يؤدي إلى فقدان الوزن والنحافة الشديدة.
- تكرار الإصابة بالأمراض مثل نزلات البرد والأنفلونزا والحساسية المزمنة والالتهابات الرئوية، نتيجة ضعف المناعة وسوء التغذية.
الصفات النفسية
لا يؤثر تعاطي المخدرات على الحالة الجسدية للشخص فقط، بل يمتد إلى التغيرات النفسية والسلوكية أيضًا، وذلك لأن المواد المخدرة تؤثر بشكل مباشر على كيمياء الدماغ من خلال تغيير نسب إفراز النواقل العصبية المسؤولة عن المشاعر والتفكير.
هذه التغيرات تؤدي إلى اضطرابات نفسية تظهر على المدمن بصورة واضحة كالتالي:
- التقلبات المزاجية المفاجئة
نتيجة التأثير المباشر على كيمياء المخ والنواقل العصبية، يتعرض متعاطي المخدرات إلى تقلبات حادة في المزاج بين الضحك الهستيري والإصابة بالاكتئاب والقلق والتهيج والعدوانية والبارانويا، أو الشك فيمن حوله حتى أقرب الناس. - السلوك الاندفاعي
مع تعاطي المخدرات واختلال كيمياء الدماغ يقدم المدمن على اتخاذ القرارات المتهورة والاندفاعية التي تخالف طبيعته. - الهلوسات والأوهام
في المراحل المتقدمة، قد يعاني المدمن من الهلوسات أو الأوهام التي تفقده الاتصال بالواقع، ما يستدعي التدخل الطبي العاجل.
الصفات السلوكية
يؤثر إدمان المخدرات بالتدريج على السلوك اليومي للشخص، حيث يظهر ذلك في تصرفاته وتعاملاته مع المحيطين به، ومن أبرز الصفات السلوكية لمتعاطي المخدرات ما يلي:
- الكذب والتلاعب
يعرف المدمن حق المعرفة أن سلوكه وهيئته تثير شكوك المحيطين به، كما أنه يسعى إلى إخفاء السلوك الإدماني فيبدأ بالكذب حول كل ما يخصه من أماكن تواجده وأفعاله، كذلك قد يلجأ إلى الغش والتلاعب بالآخرين ليحصل على مزيد من المخدر. - إلقاء اللوم على الآخرين
يتميز السلوك الإدماني بالتهرب من المسؤولية، وفي الغالب يتفنن المدمن في ذلك ومن ثم يلقي اللوم على الظروف أو المحيطين به، واضعًا لنفسه مبررًا للاستمرار في الإدمان. - الإهمال
مع انفصال متعاطي المخدرات عن الواقع ومعاناته مع التقلبات المزاجية وسوء الحالة الصحية، تنصرف اهتماماته فقط نحو كيفية الحصول على المخدر، ويبدأ في إهمال مسؤولياته تجاه الأسرة والعمل والدراسة وحتى تجاه نفسه. - هوس المخدرات
يقضي المدمن أوقاتً كبيرة في التخطيط للحصول على المخدر والتعاطي، لذا نجد أن يومه بالكامل يدور حول المخدر وكيفية الحصول عليه وكيفية تعاطيه دون أن يتم كشف أمره. - التورط في أنشطة إجرامية
الإدمان يمكن أن يدفع المدمن إلى ارتكاب أعمال إجرامية كالسرقة للحصول على المخدر، أو أن يرتكب جريمة ضرب أو تعدي نتيجة السلوك الاندفاعي المتهور الناشئ عن تعاطي المخدرات.
غالبًا ما يفقد المدمن قدرته على الحكم السليم على الأمور ويرى نفسه بشكل مختلف عن الآخرين نتيجة لتأثيرات المخدرات على دماغه، وعادةً ما ينطوي على نفسه ويصبح غارقًا في أفكاره وأنانيًا، غير قادر على التفكير في العواقب المستقبلية لأفعاله، وفي بعض الحالات، يتطور الأمر ويبدأ يعاني من الشك وجنون العظمة، إذ يشعر بأن الآخرين يحاولون الإيقاع به حتى أقرب الناس إليه، هذه التغييرات في الدماغ تجعل المدمن غير قادر على التوقف عن تعاطي المخدرات رغم الأضرار التي تلحق به وبمن حوله.
تصرفات المدمن أو الشخصية المدمنة غالبًا ما تتسم بعدد من التغيرات مثل عدم احترام الذات، عدم القدرة على مواجهة الأمور الصعبة بالشكل الصحيح، والمعاناة من بعض اضطرابات الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب، وهذه التصرفات تتطور مع مرور الوقت نتيجة لتأثير المخدرات على الدماغ والسلوك.
تتسم تصرفات متعاطي المخدرات بالسلوكيات غير المفسرة، التي تشمل الانعزال عن الآخرين والتراجع في الأداء الاجتماعي أو المهني، والاستمرار في تعاطي المخدرات رغم العواقب السلبية.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية
كيف يصبح الشخص أسيرًا للإدمان؟
عادة ما يبدأ التعاطي بتجربة فضول أو تحدي أو لحظة ضعف من الشخص، لكنه لن يصبح مدمنًا من مرة واحدة فقط وتكرار التجربة هو ما يجعله أسيرًا للإدمان، وإليك مراحل تحول الشخص إلى مدمن:
- الاستخدام الأولي: وهنا يستخدم الشخص المخدر للمرة الأولى بدافع الفضول أو لتخفيف التوتر.
- التعاطي: بداية الاستخدام المتكرر للحصول على شعور زائف بالسعادة.
- التحمل: مع تكرار الاستخدام يبدأ الجسم في الاعتياد على المادة المخدرة والجرعات ولا يحقق نفس التأثير، فيبدأ المتعاطي في زيادة الجرعات والكميات المستخدمة.
- الاعتماد: يصبح الشخص معتمدًا على المادة جسديًا ونفسيًا ويشعر بأعراض انسحاب عند غيابها.
- الإدمان: الاستخدام باستمرار رغم الأضرار الجسدية والنفسية.
بعد أن يتمكن الإدمان من الشخص نجده يخاف من انكشاف أمره والعواقب التي قد تحدث بسبب ذلك، مثل فقدانه لوظيفته أو حياته الاجتماعية ولكن الخوف الأكبر لدى المدمن قد يكون التوقف عن التعاطي أو عدم قدرته على الحصول على المخدر.
كما تشير الدراسات والأبحاث إلى أن جميع مدمني المخدرات يحترفون التلاعب بالآخرين والكذب حتى على أقرب الناس إليهم، هذا السلوك بسبب خوفهم من
افتضاح أمرهم أو بسبب رغبتهم في الحصول على المخدر.
وكثيرًا ما نلاحظ أن هناك لغة بين المدمنين وبعضهم يصفون بها تجمعاتهم والمواد التي يدخنونها وكذلك الأماكن التي يجتمعون فيها، ولم يتمكن أي شخص سواهم من فهمها.
دور العائلة والأصدقاء في دعم المتعاطي نحو التعافي
لا شك أن العائلة والأصدقاء يمثلون لبنة أساسية في دعم المدمن في رحلته نحو التعافي، وذلك كالتالي:
- يتطلب إقناع المدمن بالتعافي التفهم والدعم العاطفي المستمر دون توبيخ أو حكم مسبق.
- يمكن للعائلة توفير بيئة آمنة، وتشجيع المدمن على العلاج والمشاركة فيه، وتقديم الدعم المعنوي أثناء مراحل التعافي.
- من المهم أيضًا إذا شك الأهل في وجود مدمن بالمنزل توعية أنفسهم حول الإدمان وتجنب تعزيز السلوكيات الضارة.
- ينبغي أن يكون الدعم موجهًا نحو مساعدة المدمن على طلب العلاج من المختصين وتشجيعه على بناء حياة جديدة بعيدًا عن المخدرات.
- التحلي بالصبر والمرونة لمواجهة التحديات في رحلة التعافي.
أكتب تعليقا