يجب أن يتم التعامل مع المدمن المتعافي بشكل عقلاني حتى لا يتعرض للانتكاس، فطريقة التعامل معه إما تكون دفعة للأمام لكي يمحو أثر المخدر من حياته أو دفعه للخلف، إذ عادة ما يعاني المتعافي من شعور بالذنب وحساسية مفرطة تجاه الآخرين، لذا فإن التقبل والتفهم هم السبيل الوحيد لدعمه ومساعدته في الحصول على حياة طبيعية خالية من المواد المخدرة وأثرها المدمر للفرد والمجتمع.
كذلك يعد دور الأسرة في دعم المدمن أثناء العلاج وبعده هو الحافز الذي يدفع المريض للأفضل دائمًا، إذ كثيرًا ما ينتكس المتعافين بسبب رفض الأهل أو المجتمع لما فعلوه، وفي مقالنا سنوضح لكم الطريقة الصحيحة للتعامل مع المدمن فترة العلاج وبعده، فتابعوا معنا.

أساليب التعامل الفعال مع المدمن فترة العلاج وبعده

يحتاج التعامل مع المدمن في رحلته أثناء التعافي الي أقصي درجات ضبط النفس، إذ يعاني من نوبات الآلام المختلفة النفسية منها والجسدية، والتي تتراوح في حدتها تبعًا لعوامل مختلفة أبرزها نوع المخدر وحدة الإدمان والحالة الصحية للمريض، لذا نؤكد على خطورة تلك المرحلة وأهميتها والتي تمثل بداية نهاية الإدمان لذا سنتناول معًا كيفية التعامل مع المدمن أثناء علاجه وما بعد العلاج فيما يلي:

التعامل فترة العلاج

يحتاج المدمن أثناء فترة العلاج في المقام الأول إلى الحزم والسيطرة، إذ يعاني خلال هذه الفترة من نوبات حادة من الهياج العصبي والتي تتطلب جانب من اللين والاحتواء وتجنب المشادات والسيطرة على الوضع عبر تجنيب المدمن إيذاء نفسه أو إيذاء الغير.

قد تكون العزلة حلًا مناسبًا خاصة أثناء فترة سحب السموم، كذلك نؤكد على ضرورة تجنب وجود أي آلة حادة في محيط المدمن، والتي يمكنه استخدامها في إنهاء حياته بكل سهولة لما يعانيه من أفكار انتحارية ناتجة عن نوبات الاكتئاب، كذلك يعاني من نوبات وهلاوس سمعية وبصرية وحسية تدفعه لإيذاء الآخرين.

كذلك يعاني المدمن خاصة في مرحلة سحب السموم من رغبة عارمة في تعاطي المخدر، لذا فهو يحتاج للسيطرة عليه ومنعه من الوصول للمخدر رغمًا عنه حتى تمر تلك الأزمة بسلام.

تنويه: العلاج من الإدمان في مركز الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان يوفر للمريض كل معايير السلامة والأمان، ويتم التعامل معه بأفضل الطرق الفعالة والتي تحفزه على التعافي سريعًا، فلا تقلق واسرع في التواصل معنا على هذا الرقم 01154333341 لحجز موعد للزيارة عن قريب.

التعامل بعد التعافي

يحتاج المتعافي إلى الشعور بالقبول والقدرة على الاندماج مرة أخرى في المجتمع وكأن شيئًا لم يكن، ولا يرغب أن يتحدث أي شخص عن إدمانه.

قد تساهم الأنشطة الجماعية أو الرياضة أو التجمعات الأسرية في تخفيف الشعور بالخجل الذي يعاني منه لفترات طويلة بعد العلاج.

أيضًا تساهم الأصدقاء والخروج في الأماكن المفتوحة وممارسة الأنشطة الفردية أو الجماعية في استكشاف المتعافي نفسه من جديد

يحتاج المتعافي أيضًا إلى بناء صداقات قوية بذويه، والتي من خلالها يستطيع أصدقائه وأهله متابعة ما يراوده من أفكار حول المخدر أو ما يحيط به من أصدقاء سيئين قد يدفعونه للتعاطي مرة أخرى.

اقرأ المزيد عن: أعراض تعاطي المخدرات لاول مرة

كيف تدعم الأسرة الشخص المدمن أثناء علاجه

عادة ما يكون دور الأسرة فعال ومحوري في رحلة التعافي خاصة في مرحلتي العلاج النفسي وإعادة التأهيل السلوكي، ومدى تأثير دور الأسرة في حالة علاج المدمن في المنزل قد يختلف عنه أثناء العلاج في المستشفى كالتالي:

فترة العلاج في المنزل فترة العلاج في المستشفى 
  • يحتاج المدمن في بداية العلاج إلى إحكام السيطرة عليه خاصة في مرحلة سحب السموم، والتي يعاني فيها المريض من آلام عنيفة ونوبات حادة من الهياج والعنف والاكتئاب. 
  • لذا يجب أن يحصل على علاجه في غرفة بها حمام خاص لعزله عن باقي الأسرة لتجنب إيذاء نفسه أو إيذاء أسرته في نوبات الهياج.

 

  • يجب أيضًا المتابعة وحفظ مواعيد المسكنات والأدوية التي تم وصفها تحت إشراف طبي دقيق لتخفيف نوبات الألم التي يشعر بها أثناء سحب السموم وأعراض الانسحاب.

 

  • بعد انتهاء مرحلة سحب السموم يحتاج المريض إلى جلسات علاج نفسي يمكن إجراؤها عن بعد، وحضورها ضروري جدًا للحفاظ على التعافي ومنع الانتكاس، لذا يجب على ذوي المريض الالتزام بها.
  • يأتي دور الأسرة الأبرز في تلك المرحلة على هيئة المتابعة والاحتواء وتجنب الصراعات والمؤثرات السلبية المترتبة عليها، حيث يساهم فتح أحاديث عامة في توطيد العلاقة بين المتعافي وذويه، مع ضرورة تجنب إصدار الأحكام والانتقادات اللاذعة.
  • يجب أيضًا فتح آفاق حياتية جديدة أمام المتعافي عبر إنشاء صداقات وممارسة أنشطة وهوايات جديدة، والتي تدعمه في الحصول على حياة خالية من المخدرات.
  • يجب الحذر كل الحذر من عودة المتعافي لأصدقاء المخدر أو الأماكن التي كان يتردد عليها للتعاطي حتى لا يتعرض للانتكاس.
  • أيضًا يعد انغماس المتعافي بالعمل أو الدراسة وممارسة الرياضة بانتظام أفضل طريقة لتجنب التفكير في المخدر والعودة لحياة المجون مرة أخرى.
  • يرفع علاج المدمن في المستشفى عبء عظيم عن كاهل الأسرة، إذ تهتم المستشفى بالأدوية المناسبة والنظم الغذائية التي يحتاجها المريض في أكثر الأوقات صعوبة مثل مرحلة سحب السموم.
  • وهنا يوجه مركز الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان كل اهتمامه لتخفيف الشعور بالآلام عن المريض عبر المسكنات والأدوية المناسبة.
  • يبدأ دور الأسرة بعد انتهاء مرحلة سحب السموم عبر الزيارات الدورية للمتعافي وإجراء التجمعات الأسرية والاحتفال بتعافيه، لأن انغماسه في المشاعر الدافئة يساهم في إزالة الكثير من المخاوف الموجودة بداخله.
  • يمكن أيضًا اصطحاب بعض الأصدقاء القدامى للمتعافي، حتى يشعر بمدى حبهم وتقبلهم له، فيجب دائما تكرار مشاعر الحب والقبول أمامه لإزالة أي مخاوف مترسبة داخله.
  • يحب مشاركته في جلسات العلاج النفسي الجماعي والتي بدورها تعمل على توثيق العلاقات بين المتعافي والمجتمع.

إمكانية التعافي الكامل للمدمن حقيقة أم خيال؟

بالطبع يمكن أن يتعافى المدمن، أذ أصبح التعافي الكامل له حقيقة مجسدة في مئات الآلاف من المتعافين الذين تلقوا العلاج بمختلف مراحله وشدته، قد تختلف رحلة العلاج من شخص إلي آخر لكنهم في النهاية يصلون لنتيجة التعافي إذا توفرت الإرادة والرغبة الحقيقة في التخلص من الإدمان، تتذلل كل الصعاب خاصة عند التوجه إلى مركز الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان، الذي يوفر كل سبل العلاج الجسدي والنفسي للمريض حتى يتخلص من كل العواقب التي قد تواجهه في رحلة علاجه ليتمكن من بدء حياة جديدة.

لذلك تصبح حياة المدمن بعد التعافي أفضل بكثير يشعر فيها كأنه مولودًا حديثًا، وتكون حياة مليئة بالنشاط والحيوية والحماس نحو تكوين الصداقات الصحية وممارسة الأنشطة الرياضية والترفيهية، وهذه الفترة بمثابة مرحلة تحدي للمتعافي خاصة في المراحل المبكرة بعد الإقلاع.

يمكن أن يعاني المدمن المتعافي من بعض الأعراض النفسية الخفيفة من حين لآخر، فقد تراوده بعض الأفكار حول العودة لتناول المادة المخدرة مرة أخرى، وقد يراوده نوبات أرق لفترة بعد العلاج.

مع مرور الوقت تزداد حدة إرادة المتعافي وصلابته النفسية وتختفي تقريبًا أي أعراض مزعجة، ويمارس حياته بشكل طبيعي مثل أي شخص عادي يتزوج ويعمل ويخرج مع أصدقائه ويتعامل بصورة طبيعية، والزواج من مدمن متعافي لا يشكل خطرًا على أي شخص ما دام قد أنهى علاجه النفسي والجسدي وتعديل السلوك، وبدأ في ممارسة حياته بصورة طبيعية.

اقرأ المزيد عن : البرامج الأساسية لعلاج الإدمان 

بلا شك تعد رحلة التعافي من الإدمان تجربة فريدة من نوعها يتعرف فيها المتعافي على نفسه وعلى المحيطين به من جديد، لذا تعد مسألة كيفية التعامل مع المدمن من أبرز المشكلات التي تواجه كل أسرة قد تعرضت لوجود حالة من الإدمان بداخلها، فيجب أن يتحلى التعامل مع المدمن المتعافي بكثير من التقبل وسعة الصدر، فذلك يعمل على إشعاره بأنه فرد طبيعي ينتمي للمجتمع، مما يحيل بينه وبين أي محاولة للانتماء للمخدر مرة أخرى، ولا تتردد في التواصل معنا في مركز الهضبة على هذا الرقم 01154333341 لمساعدتك على تحطي أي مشكلة قد تواجهك أو تواجه أحد أفراد أسرتك. للكاتبة/ د.ايمان سلام