يصبح المدمن خطر على كل المحيطين به إذا زاد منذ استخدامه للمخدرات بشكل قهري وظهرت عليه أعراض العنف والهياج وأصبحت تصرفاته غير طبيعية، حينها يجب الحذر منه وأخذ الحيطة لحين طلب المساعدة من أحد المراكز المتخصصة في علاج الإدمان، ويعتبر خطر الإدمان من أعنف التحديات التي تواجه الشباب حاليًا، إذ يبدأ الأمر برغبة في التغيير أو تجربة شيء جديد، لكن مع أول جرعة يصبح أسيرًا لها مدى حياته، لتخلق منه شخصًا لا يريد شيء إلا المخدر، وذلك ما يجعله عنيفًا يبحث عن المخدرات في كل مكان، وفيما يلي سنتعرف على نهاية مدمن المخدرات وكيف يمكنك مساعدته على التعافي.

متى يصبح المدمن خطر على من حوله؟

يصبح المدمن خطر على نفسه وعلى المحيطين به فور فقدانه السيطرة على رغبته في الحصول على المخدر، حيث يشعر باعتياد نفسي وجسدي على المادة المخدرة مما يدفعه للقيام بأي شيء للحصول عليها مهما كلفه الأمر، لذا تصبح تصرفاته خارجة عن السيطرة أو المنطق، ويمكنه إيذاء أي شخص مهما كان لذا يجب التعامل معه بحذر شديد.تبدأ رحلة الإدمان بالتعاطي على فترات متباعدة ومع مرور الوقت يزيد الشخص من الجرعات ويضاعفها، ويبدأ جسمه في الاعتماد على المخدر كمصدر أساسي ووحيد للنواقل العصبية الحيوية مثل الاندروفين، والذي يعد المسكن الطبيعي للجسم مما يجعل المدمن يشعر بأي ألم بصورة مضاعفة عند انتهاء مفعول المخدر مما يدفعه وراء تعاطي جرعات أكثر وأكثر.

كذلك يعتمد الجسم على المخدر في إفراز النواقل العصبية المنظمة للمزاج العام مثل النورأدرينالين والسيروتونين، مما يدفع المدمن لنوبات عنيفة من الهياج والعنف يليها نوبات حادة من الاكتئاب والخمول واللامبالاة، عندها يتحول المتعاطي لمدمن يشكل الخطر الحقيقي على نفسه وكل المحيطين به.

تؤثر المخدرات بشكل كبير على عقل المدمن ويمكنه أن يتصرف دون وعي أو إدراك، وتختلف حدة تأثيرها تبعًا لنوع المادة المخدرة، كثافة التعاطي، والحالة الصحية للمتعاطي، فالمخدرات قادرة على إلحاق التشوهات الدائمة بالدماغ خاصة عند الأشخاص غير البالغين إذ يكون نمو الدماغ غير مكتمل، ومع وجود المواد المخدرة يتوقف نمو الدماغ الطبيعي ويتم تدمير الخلايا الموجودة بها، مما يتسبب في فقد المدمن عقله والتصرف بشكل غريب وغير طبيعي، كما تتسبب المواد المخدرة في الضرر بخلايا الذاكرة مما يؤدي إلى فقدان للذاكرة أحيانًا يكون مؤقتًا و يمكن أن يكون دائمًا.

النهاية الحتمية لمدمني المخدرات

نهاية مدمن المخدرات إذا استمر على استخدامها هي الموت، فهو منحصر بين اختيارين لا ثالث العلاج أو الوفاة، فعلى الرغم من أن رحلة العلاج ليست بالطريق الهين، لكنها الخيار الوحيد لاستعادة الحياة الطبيعية الخالية من المخدرات.

يمكن للعلاج استعادة صحة الجسم وحيوية الأعضاء بعد قليل من الوقت، لكن إن لم يحدث هذا بشكل سريع، قد يتعرض مدمن المخدرات للموت تدريجيًا بسبب المضاعفات الصحية الخطيرة التي تصيب الجسم، أبرزها تلف الكبد والكلي وتآكل الخلايا العصبية وتثبيط عملية التنفس الطبيعية، وذلك ما يتسبب في الوفاة بصورة مفاجأه لا تدع فرصة لتدارك الأمر أو إنقاذ المدمن.

اقرأ المزيد عن : كيفية تخفيف الاعراض الانسحابية للمخدرات

كيف تساعد المدمن على التعافي ومنع الانتكاس؟

المساعدة الأولى والوحيدة لأي مدمن مخدرات هو تشجيعه على التوجه لمركز الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان للخضوع للرعاية الطبية في أقرب فرصة، وإن لزم الأمر لإرغامه لا تتردد في ذلك لأنه يكون ضعيفًا أمام المخدرات ولم يقدر على التخلي عنها بمحض إرادته، ويبدأ المدمن علاجه بسحب السموم ثم العلاج النفسي وجلسات التأهيل والرعاية اللاحقة التي يلتزم فيها بحضور جلسات جماعية لمجموعة من المتعافين للتمسك بالتعافي ومنع الانتكاس، وهناك بعض النصائح الهامة الفعالة في إبعاد المتعافي عن محفزات الإدمان وتجنب الانتكاس، وهي كالتالي:

  1. قطع التواصل مع أي شخص يتعاطى المخدرات.
  2. هجر الأماكن التي يتم فيها تعاطي المخدرات.
  3. الاستمرار في ممارسة الرياضة بصورة منتظمة وتناول الأطعمة الصحية.
  4. الانغماس في الأنشطة الفعالة والإيجابية.
  5. الاندماج مع الأصدقاء والعائلة.

اقرأ المزيد عن: هل المدمن يرجع طبيعي بعد العلاج

متى يصبح المدمن خطر، يعد الإدمان من أخطر التحديات التي تواجه الأفراد والمجتمعات لما لها من قدرة على سلب إرادتهم وتحويلهم إلى أسرى لديها، حيث تؤثر على المزاج العام والنواقل العصبية المسؤولة عن الاسترخاء والمتعة، لذلك إذا قل مفعول المخدر في الجسم يبدأ المدمن في الشعور بنوبات الألم والقلق والاكتئاب ونوبات الهلاوس، مما يجعله دائم البحث عن المادة المخدرة مهما كلفه الأمر دون أن يفكر في نفسه أو في المحيطين به، ويوفر عليك مركز الهضبة الشعور بكل هذا العناء ويخلصك من مشكلة الإدمان في أسرع وقت، فقط تواصل معه في أي وقت على هذا الرقم 01154333341. للكاتبة/ د.ايمان سلام