تجربتي مع الإقلاع عن الشابو في بداية الأمر لم تكن ناجحة حيث انتكست بمجرد مرور 24 ساعة عن التوقف بسبب أعراض الانسحاب القوية لأنني واجهتها بمفردي، ولكن بمجرد معرفة طريق العلاج المتخصص، استطعت التبطيل بواسطة الدعم الدوائي والتأهيل السلوكي الذي منحني الراحة الجسدية والدعم النفسي واسترجاع طبيعتي.. إليكم ما مررت به خلال تلك المراحل.

كيف أدمنت؟

بدأت قصتي مع إدمان الشابو في فترة من أصعب فترات حياتي حيث تملك اليأس والإحباط، وبالرغم من أنني أعرف مدى خطورة الإدمان إلا أنني وقعت فيه بسبب رفقاء السوء. تجاهلت دراستي وأصبحت اسهر معهم خارج المنزل نتجول بالشوارع ونجوب الملاهي الليلية، لقد أصبحت مدخناً بسببهم ورسبت في دراستي وأصبحت منبوذا من عائلتي بسبب سلوكياتي المشينة. بدأ رفقاء السوء يغروني بتجربة الشابو أو الكريستال ميث يشبه بلورات الزجاج أو الثلج المجروش يتم استنشاقه من الأنف أو تدخينه بمعدات خاصة كما يتم حقنه بالوريد مثلما تعاطيته بالفعل. شعرت بنشوة وسعادة لا توصف مما زاد من إقبالي عليه، أصبحت أتردد على بائعيه وأتعاطاه بشكل مستمر وفي كل مرة تزداد رغبتي أكثر فيه واشتياقي للجرعة، حتى وصلت لمرحلة حقنه بالوريد، وظهرت علي علامات إدمان الآيس مثل الارتباك، القلق، العدوانية الشديدة، تقلب المزاج، الأرق، وظهور جروح وعلامات الحقن على ذراعي مما لفت نظر والدي لحقيقة إدماني وتم مواجهتي بالأمر واقنعوني على أهمية الإقلاع عن الإدمان والانتباه لمستقبلي واستكمال دراستي.

محاولة التبطيل دون مساعدة والفشل

لقد اقتنعت بفكرة الإقلاع والابتعاد عن الشابو نظرياً ولكنني فعلياً لم أتمكن من الأمر لقد حاولت أن أتخلص منه بمفردي في المنزل وبمساعدة عائلتي، أصبحت أجرب أعشاب ووصفات من على مواقع الانترنت ولكنني تعرضت لأعراض انسحابية مزعجة ومؤلمة لم استطيع تحملها، ولم تستطع عائلتي تركي هكذا فالأمر يستلزم التدخل الطبي وتناول أدوية تهدئ من أعراض انسحاب الشابو وتساعد على الإقلاع، لقد فشلت محاولة علاجي من إدمان الميث بالمنزل وأصبحت بحاجة لتعاطي المخدر بشكل أكبر من ذي قبل. فشل أهلي في منعي من التعاطي فالأمر أكبر من جهود الأسرة بمفردها، لقد أصرت عائلتي على خضوعي للعلاج في مكان متخصص لضمان سير مرحلة العلاج بالشكل الصحيح، لقد قرأ أفراد عائلتي عن قصص وتجارب لأشخاص تم علاجهم في مستشفى متخصص لعلاج حالات الإدمان ووصولهم لمرحلة التعافي.

تجربتي الناجحة مع الإقلاع عن الشابو

لم أكن أتوقع أن الحل السحري للإقلاع عن الشابو وإنهاء تجربتي معه هو الخضوع لبرنامج علاج الإدمان في مركز متخصص لأنني كنت مثل كثير من المدمنين اخاف من الفضيحة أو علانية إدماني، بجانب عدم اعترافي بأن الإدمان مرض عقلي، ولكن داخل مركز دار الهضبة اكتشفت أن الأمر ليس كذلك وأنه يتم بسرية تامة ومهنية شديدة على أيدي أطباء متخصصين وتتلخص مراحل التعافي والتبطيل والشفاء كما يلي:

التشخيص: تم إجراء العديد من الفحوصات لي لمعرفة نوع وكمية المخدر الموجود في جسمي ولمعرفة ما إذا كانت لدي أمراض مزمنة أو وجود فيروسات ناتجة عن حقن المخدر.

سحب السموم: في هذه المرحلة خضعت لبرنامج علاجي متكامل لسحب السموم من الجسم، وتتم هذه المرحلة تحت إشراف طبي مكثف مع الأدوية التي تتحكم في الأعراض الانسحابية للمخدر.

مرحلة علاج نفسي: في هذه المرحلة يتم التعرف على الأسباب والأفكار التي دفعتني للإدمان وكذلك نقاط الضعف لدى وكيف يمكن التغلب عليها وكيف يمكنني تغيير أفكاري السلبية.

مرحلة التأهيل: وتشمل هذه المرحلة تأهيلي سلوكيا ومجتمعياً للاندماج مع الأسرة والمجتمع بعد مرحلة العلاج والتعافي. مرحلة تعافي ممتد: وفي هذه المرحلة يتم دعمي والتواصل معي بعد مرحلة العلاج والتعافي وتقديم الدعم الكامل من المؤسسة الطبية للتخلص من كل الضغوطات والسلبيات التي اواجهها لضمان عدم حدوث انتكاسة بعد التعافي.

للتعرف على تفاصيل التعافي من ادمان الكريستال ميث 

الخلاصة:- من خلال تجربتي مع الإقلاع عن الشابو فإن الأمر لم يكن سهلاً أبداً بمفردي وبدون مساعدة طبية، ولكن بفضل الخضوع لمركز متخصص في علاج حالات الإدمان لقد تعافيت تماماً وتمكنت من العودة لحياتي بأفكار إيجابية ومعتقدات سليمة وأصبحت مقبلاً على الحياة كأنني شخص آخر.