نسرد لكم اليوم تجارب مدمنين على الكبتاجون للتنويه على مدى خطورة إساءة استخدام هذا الدواء، أو للابتعاد عن استخدامه بدون وصفة طبية، فبالمداومة على تناوله يتجه الشخص نحو طريق الإدمان، وقد ينتابه بعض العلامات التي تدل على وصوله لتلك المرحلة الخطيرة، دعونا نتعرف عليها من خلال بعض قصصهم ، وكيف تخلص أبطالها من الإدمان ووصلوا لمرحلة التعافي بشكل تام.

التجربة الأولي: من محاسب ناجح إلى أسير الكبتاجون

يروي هذه القصة شاب يبلغ من العمر 30 عام يعمل محاسب في إحدى شركات المقاولات، يقول ” انا مدمن كبتاجون” بدأت قصتي معه بسبب العمل، حيث كان يتطلب مني دائمًا المزيد من الوقت والجهد، فأنا أعمل في شركة مرموقة واتقاضى راتبًا كبيرًا، ومن أجل الحفاظ على هذه الوظيفة بدأت أبحث عن مقوي عام أو دواء يساعدني على التركيز والاستيقاظ أكبر قدر ممكن، لذا نصحني أحد الأصدقاء بحبوب الكبتاجون، بدأت بتناولها يومًا يلو الآخر وكانت تجعلني منتبهًا ومستيقظًا لوقت كبير، وكانت تمنحني نشاط وحركة مفرطة.

في باديء الأمر ظننت أنني حصلت على ما كنت أبحث عنه بالفعل، ولكن سرعان ما تحول الأمر حتى بدأت أشعر بأعراض مزعجة وانقلب الأمر للنقيض، فبدأت أشعر بفقدان الشهية وعدم الرغبة في النوم مطلقًا، كنت أسهر بسبب الحبوب لمدة طويلة قد تصل ليومين في بعض الأحيان، ويتراوح الأمر نسبيًا تبعًا للجرعة التي اتعاطاها، وإذا استطعت النوم بعد فترات طويلة من القلق فإنني أخلد في نوم عميق ولفترات طويلة، بدأت أيضًا أشعر بفقدان الشهية وخسارة الوزن، واحتقان الأنف، وجفاف الفم، والقيء والغثيان، والتعرق.

كل هذه الأعراض جعلتني أفكر في التراجع عن تناول تلك الحبوب، لكنني حين أحاول التوقف عن تناولها تنتابني أعراض أكثر إزعاجًا، عرفت فيما بعد أنها أعراض الانسحاب، وانتابتني أعراض نفسية مزعجة مثل الاكتئاب والقلق، والانفعالات الشديدة، وأخيراً فإنه كلما تأخرت في موعد تعاطي الحبوب شعرت برغبة شديدة في تعاطي المزيد والمزيد منها، ومن هنا بدأت رحلتي إلى التعافي بمساعدة أسرتي، لقد قاموا بالبحث عن أفضل مستشفى متخصص في علاج حالات الإدمان، وتوصلوا إلى مركز الهضبة لعلاج الادمان ، حيث تضم نخبة من أفضل وأكفأ الأطباء المتخصصين، وخضعت لبرنامج علاجي وبروتوكول دوائي مناسب بعد الخضوع للتقييم والفحص الشامل لتشخيص حالتي الصحية، وقام الأطباء بوصف بعض الأدوية للتحكم في الأعراض الانسحابية وتهدئتي، وبعد ذلك خضعت لبرنامج إعادة التأهيل، وجلسات العلاج النفسي، والعلاج السلوكي المعرفي حتى توصلت للشفاء والتعافي التام، وإلى الآن يتم التواصل معي من قبل المركز بشكل مستمر لضمان عدم حدوث انتكاسة بعد التعافي.

تحليل مفاجئ.. بداية طريق التعافي من الإدمان

شاب يبلغ من العمر 25 عام يروي تجربته مع تحليل الكبتاجون ويقول ” انا تركت الكبتاجون بسبب نتيجة التحليل، حيث بدأت قصتي منذ أشهر قليلة عندما بدأت أتعاطى حبوب الكبتاجون على أنها حبوب منشطة، فكنت أعتقد أنها آمنه تمامًا لأنها علاج دوائي، وسبب معرفتي بها هو أحد أصدقائي الذي نصحني بها قبل موعد زفافي، وأكد لي أنها حبوب منشطة وفعالة في تحسين القدرة الجنسية، في باديء الأمر كنت أشعر بنشاط بدني مفرط وهو ما أثر على العملية الجنسية بشكل جيد بالنسبة إلي، ولكن سرعان ما تحول الأمر بعد أيام عديدة من تناولها، حيث بدأت أشعر بأعراض غريبة ومقلقة، وكانت أكثر الأعراض إزعاجً هو الأرق حيث لم أستطع النوم لفترات طويلة، وكذلك الغضب، التوتر، جنون العظمة، بعض الهلاوس السمعية والبصرية، والاكتئاب.

لم يخطر ببالي أن هذه الأعراض بسبب الكبتاجون حتى شاء القدر وخضعت لتحليل المخدرات بشكل مفاجيء في العمل، وتبين في نتيجة فحص عينة البول أنني أتناول الكبتاجون ( الامفيتامين)، وكانت الكارثة حين تم إيقافي عن العمل، لقد شعرت بصدمة كبيرة وقررت التخلص من هذه الحبوب على الفور، حاولت الإقلاع عنها بمفردي في المنزل ولكنني فشلت، فكلما تركت الكبتاجون بدون علاج وتوقفت عن تناولها انتابتني رغبة شديدة نحوها، وكلما تأخرت عن موعد الجرعة أشعر بأعراض انسحابية شديدة ومؤلمة، لقد أخبرت زوجتي بالأمر وبمساعدتها بحثت عن أفضل مركز للتعافي وخضعت للعلاج في مركز الهضبة، وتمت فترة العلاج على عدة مراحل كالتالي:

شخص يحكي تجربتي مع علاج الكبتاجول التي كادت بالفشل

  1. الفحص الشامل وتقييم حالتي: حيث خضعت لعدة فحوصات وتحاليل للتأكد من نوعية وكمية المخدر في جسمي، ومعرفة ما إذا كنت أعاني من حالة مرضية أخرى.
  2. تنظيف جسمي من السموم: وتشمل هذه المرحلة سحب المخدر من الجسم حيث أنني خضعت لبرنامج دوائي مناسب لحالتي، للتحكم في الأعراض الانسحابية، وتخفيف حدتها خلال فترة العلاج.
  3. جلسات لتأهيلي سلوكيًا: حيث خضعت لحضور جلسات إعادة التأهيل بعد اضطراب تعاطي المواد المخدرة لمناقشة أهم الأسباب التي دفعتني إلى الإدمان، وكيف يمكنني تخطي تبعات الإدمان والبدء من جديد، والبعد عن المحفزات نهائيًا.
  4. جلسات العلاج النفسي والعلاج السلوكي المعرفي.
  5. الدعم والتواصل المستمر بعد التعافي للتأكد من سير مرحلة التعافي بعد العلاج بالشكل الصحيح، وضمان عدم حدوث أي انتكاسة.

اعرف المزيد عن: افضل الطرق والبرامج لعلاج امان الكبتاجون

الكبتاجون: سجن لا مفر منه إلا بالعلاج

لن ينتج إدمان الكبتاجون عن تناول حبة واحدة، ولكن الإدمان ينتج عن تعاطي الدواء لفترة طويلة وبجرعات منتظمة، أو زيادة جرعة الدواء عن الحد المسموح به والذي حدده الطبيب، وينتج إدمان الكبتاجون أيضًا عند إستخدامه بدون وصفة طبية ومن تلقاء نفسك.
فقد تتسبب الجرعة الزائدة في ظهور بعض الأعراض الخطيرة على جسم المريض، مثل التشنجات، والتنفس بصعوبة، وأمراض القلب، وهنا لا بد من الذهاب إلى أقرب مستشفى على الفور، حتى لا يتفاقم الأمر وتتضاعف الأعراض وتتدهور الحالة.

من خلال معظم تجارب مدمنين على الكبتاجون، فإن الأمر يبدأ دائمًا من خلال استخدام الحبوب بدون وصفة طبية أو زيادة الجرعة دون إذن الطبيب، لذا إذا ظهرت عليك أي أعراض أو علامات تدل على الإدمان، مثل الأرق الشديد، والاكتئاب، والغضب، والأفكار الانتحارية، وعدم القدرة على ترك الدواء، أو حتى تاخير الجرعة، فينبغي عليك طلب المساعدة الطبية على أيدي أطباء متخصصين على الفور، فكلما بدأ العلاج مبكرًا كلما كان التعافي بشكل أسرع. للكاتبة/ د. مروة سلامة