الإدمان مرض عالمي، لذلك الكثير من المؤتمرات الخاصة بالتوعية تحاول أن تظهر نهاية مدمن المخدرات وكيف سيؤول الحال إذا استمر الشخص في التعاطي ولم يخضع للعلاج.
الاضطرابات الجسدية والنفسية والعاطفية تجعل من المدمن خطرا على نفسه وعلى من حوله، لذا غالبا النهاية تكون مأساوية على المستوى الفردي والجمعي كما أوضح المتخصصون واظهرت حالات الإدمان المختلفة على مر العصور السابقة.
محتويات المقال
نهاية مدمن المخدرات واحتمالات مصيره
نسبة إلى احتمالية تلف المخ والإصابة بالأمراض الجسدية والنفسية المزمنة والاضطراب العاطفي والسلوكي الخطير الذي يصل إليه المدمن عند التوغل في التعاطي لفترات طويلة، تكون نهاية مدمن المخدرات نهاية مأساوية ومصير محطم لا يخرج عن:
ممارسة الإجرام والخروج عن القانون
حيث يتحول مدمن المخدرات في النهاية إلى مجرم يمارس شتى أنواع النشاطات الخارجة عن القانون، كالسرقة والنهب، والاعتداء الجسدي والجنسي، تجارة المخدرات، ليتورط مع العصابات والمشبوهين، كما أنه يكون خطرا على أقرب الناس إليه ومن الممكن أن يتجه للعنف والإيذاء وارتكاب جرائم القتل، لينتهي به المطاف بالزج وراء قضبان السجون.
التشرد
أقل الاحتمالات سوءا، إذ يفقد مدمن المخدرات قدرته على التواصل مع الواقع، ويعيش في عالم من اللاوعي، ويتيه في الشوارع والطرقات مشردا فاقد إحساسه بذاته ومحيطه، يستجدي الناس حتى يدبر ثمن جرعته المخدرة.
الإصابة بأمراض جسدية خطيرة
قد يكون الموت البطيء هو مصير المدمن بسبب الإصابة بأمراض جسدية خطيرة مثل تلف القلب، الفشل الكلوي، وتليف الكبد، الشلل او الإصابة بأنواع السرطانات.
العيش باضطراب دماغي وعصبي
المخدرات تصيب المخ وتحدث أضرار مستديمة في أكثر مناطقه عمقا عند تراكم السموم داخله، مثل تلف الحصين، اللوزة، القشرة الجبهية، وكل تلك المناطق مسؤولة عن الانفعالات والعاطفة والسلوك والتفكير والإدراك، لذلك من الاحتمالات المرتفعة عند التأخر في العلاج أن تكون نهاية مدمن المخدرات العيش باضطراب عصبي مستديم كفقدان الذاكرة او الزهايمر أو الخرف.
وكثيرا ما يصاب المدمنين في نهاية المطاف باضطرابات عقلية تحتاج إلى علاج طويل داخل المستشفيات المتخصصة في علاج الأمراض النفسية والعقلية مثل الفصام، الاضطراب ثنائي القطب، الشخصية المعادية للمجتمع، الاكتئاب الحاد، الهلاوس والضلالات.
الموت المفاجئ
شره تعاطي المخدرات لدى المدمن لا يتوقف عند حد بعينه، فكلما توغل في التعاطي اتجه لزيادة تكثيف الجرعة حتى يحصل على الانتشاء ويقوم بخلط المخدرات حتى يصل للارتفاع المطلوب، لذا مدمن المخدرات قد يموت في اي لحظة في النهاية إثر تعاطي جرعة زائدة دون وعي بسبب سكتة قلبية أو دماغية مفاجئة نتيجة توقف مرور الدم والأكسجين إلى المخ والأعضاء الداخلية. وقد يموت أيضا عندما يعاني الأعراض الانسحابية وحيدا دون رعاية طبية.
وإذا تتبعنا احصائيات غرف الطوارئ على مستوى العالم سنجد ارتفاع رهيب في أعداد المدمنين الذين يدخلون غرف الإنعاش بسبب الجرعات الزائدة خاصة المواد الأفيونية، وقد لا يلاحظ احد أعراض الجرعة الزايدة على مدمن المخدرات إلا بعد فوات الآوان.
الانتحار
حالة اليأس التي يكون عليها المدمن وجلد الذات، والإحساس بالذنب قد تدفعه لإيذاء نفسه، خاصة إذا كان يعاني من الاضطراب العقلي كالاكتئاب والذهان حيث تسيطر عليه الأفكار الانتحارية، ليكون مصيره تنفيذ الانتحار.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية
هل المدمن فاقد الأمل في العلاج؟
فقدان الأمل في العلاج هو توهم في عقل المدمن فقط حيث تسيطر عليه الأفكار الإدمانية ويصيبه اليأس في ترك المخدرات، لكن على أرض الواقع هناك الكثير من المدمنين الذين استطاعوا استعادة الأمل وتبديل النعاية المظلمة إلى بداية جديدة مشرقة عبر الخضوع لبرامج علاج الإدمان المتخصصة التي تعمل على إنقاذ المدمن جسديا ونفسيا، وتمضي معه لاسترداد طبيعته بالتأهيل السلوكي وخطة التعافي الممتدة.
فعلاج الإدمان وتغيير نهاية مدمن المخدرات المأساوية تبدأ بقرار منه بترك المخدرات، والاعتراف بالحاجة إلى المساعدة، وتوافر الدعم الأسري من حوله، وتنفيذ علاج الإدمان في المستشفيات المتخصصة الموثوق فيها، وتعد مستشفى الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان من المرافق الرائدة في مصر لعلاج المدمنين، والتي استطاعت بخبرتها الطويلة تحقيق أعلى نسب شفاء وتعافي لعملائها.
نماذج لمدمنين عكسوا نهايتهم المأساوية لطريق نجاح
مثلما يوجد نهايات مأساوية لمدمنين المخدرات عندما يطغي إدمانهم عليهم، هناك خواتيم مشرقة للكثير من الحالات الإدمانية التي تحدت نفسها واستطاعت أن تخطو خطوات التغيير الجذري في حياتها والنجاح في ترك المخدرات والمحافظة على تعافيها، إليك بعض النماذج الحية وكيف استطاعت ذلك:
- يقول أحد المدمنين المتعافين: كنت قد يأست من نفسي بعدما حاولت مرارا وتكرار ترك المخدرات لكن دون جدوى، خسرت عملي وأسرتي، وأصبت بالاكتئاب، لكن في فترة ما وقف بجانبي صديقا، حاول معي كثيرا حتى اقنعني بالخضوع لبرنامج علاج الإدمان، وخلال 3 أشهر داخل مستشفى دار الهضبة نفذت خطة سحب السموم والتأهيل حتى تجاوزت المراحل الحرجة، ومازال صديقي حتى الآن بجانبي يشاركني انماط الحياة الصحية كوسيلة ثابتة لمنع الانتكاس، بدأت في بناء نفسي من جديد، من أجل استرداد نفسي أولا ثم علاقاتي وعملي. أحيانا يكون الإنسان مدمر لذاته، ليأتي دعما من الله في هيئة شخص لينير له الطريق الصحيح.
- يروي م.ص كيف نجا من الموت بالمخدرات قائلا: كنت على مشارف الموت عندما شعرت بسمية الجرعة الزائدة تسري في عروقي، ضاق التنفس، وانتابتني الرعشة وانتفاضة الجسد والتصلب، العرق الشديد توقعت أن أموت في حينها، طرقت الباب على أحد جيراني وطلبت المساعدة، فتحت عيني وجدتني في غرفة الطوارئ بعدما استطاع الأطباء منع امتصاص الدم للمخدر وتحويله الأمعاء وتفريغه عن طريق البراز، هنا واجهت صورتي كمدمن في أعين من حولي وطلبت أن يتم علاج إدماني، حولت إلى المستشفى المتخصص لعلاج الإدمان، لم يكن الأمر كما أتوقع، فلقد تم علاجي بشكل مريح على المستوى الجسدي والنفسي خلال الانسحاب الذي أخشى مواجهته، وبعد 15 يوما وجدتني في فترة التأهيل السلوكي والنفسي، كانت مشاهد الجرعة الزائدة نصب عيني، وقد يكون ذلك من أبرز العوامل التي رفعت من عزيمتي للاستجابة لطرق العلاج، أمضيت في المشفى 4 أشهر، والآن أنا أعيش بدون تعاطي مخدرات سائرا في طريق التعافي.
سواء إن كنت أنت المدمن أو أحد أحبائك فتغيير النهاية أمر ما زال في أيدينا مادمت تقرأ تلك الكلمات.
اليك: تجارب زوجات المدمنين
الخطوة الأولى إذا كنت مدمنا ان تقر بحاجتك للمساعدة وتشارك احد الأفراد في نيتك لترك المخدرات وتطلب منه العون، حينها ستفتح الطرق امامك عندما تبدأ في استشارة طبيب مختص في خيارات علاجك لتنفذها، حينها ستنقذ حياتك خلال بضعة أشهر. وإذا كان أحد احبائك هو المدمن على المخدرات، وتخشى نهايته، يجب أن تعرف أن محاولة التواصل معه ودعمه لحثه على العلاج وإقناعه به هو سبيل التعامل الصحيح لإنقاذه.
الخلاصة : تمتلئ المجتمعات بحكايات نهاية مدمن المخدرات ما بين التشرد أو ارتكاب الجرائم، أو الاضطراب العقلي أو حتى الموت المفاجئ والانتحار، ولكن في المقابل هناك حالات استطاعت النجاة من تلك النهاية، وتسطير صفحات جديدة من الحياة الصحية بالخضوع لبرامج علاج الإدمان المتخصصة. لذا الوقت لم يفت ابدا لإنقاذ المدمن ومازال الأمل قائم في كل لحظة لتخليصه من الاضطراب الإدماني.
ا. الهام عيسي
أكتب تعليقا