في كثير من الأحيان عرض تجاربكم مع الأعراض الإنسحابية تكون أكثر عمقا وتأثيرا من النصائح الطبية المجردة، لأنها تجارب حية تمنح القارئ إحساسا بأنه ليس وحيدا وهناك من مروا بالتجربة من قبله، فعندما يبدأ أحدهم بقول تجربتي، سيبدأ الجميع بالتركيز والإنصات والاستعداد لتقبل النصح لأنها كلمات تمتزج فيها الأفكار الداخلية والعاطفة بصدق القول والخلاصة العميقة.
من خلال هذا المقال فتحنا باب مشاركة التجارب والإفصاح عما واجهه البعض أثناء فترة سحب المخدرات، كيف عانى؟، ماذا كان يدور بذهنه؟، ما هي الأخطاء التي وقع فيها؟، وكيف تخطي فترة الانسحاب بنجاح، ننقلها لكم كما رويت تماما، لكن دعنا أولا نفهم الرأي الكبي الخالص في تلك التجارب.
محتويات المقال
نظرة طبية وخلاصة عن تجاربكم مع الأعراض الانسحابية
دائما ما يعتمد الطب الحديث على التجارب النظرية بجانب التجارب الحية، لفهم تأثير أنواع المخدرات على الفئات المختلفة والرؤية حولها خاصة في فترة الأعراض الانسحابية التي يهابها كل مدمن يفكر في الإقلاع عن المخدرات، لهذا يهتم الأطباء بجمع وتحليل تلك التجارب وإلقاء نظرة متفحصة عليها لإيجاد أفضل سبيل يخففها أو يعمل على منعها لمنح المدمن خلالها أعلى مستوى من الراحة.
لذا ليس المدمن هو المهتم فقط بتجاربكم بل المتخصصون أيضا، وعلى هذا الأساس ستجد في الأرشيف الطبي ملفات ضخمة حول التجارب الشخصية في فترة أعراض الانسحاب والرؤى المتخصصة حولها، وبعد جمع الرأي الطبي لتجاربكم في الأعراض الانسحابية وقبل سردها وجب أن ننوه بالنظرة الطبية حيالها والتي تتتلخص في الآتي:
- الأعراض الانسحابية تجربة خاصة وفريدة لكل مدمن أو متعاط، حتى وإن تشابهت في بعض الأعراض.
- هناك أعراض انسحابية عامة للمخدرات، وآثار انسحابية خاصة لكل نوع مخدر.
- مدة وشدة أعراض انسحاب المخدرات متباينة وتحديدها بشكل عام لا يكون دقيقا بسبب اختلاف عوامل الجسم وسماته وعادات التعاطي ومدته ومدى كثافته، ورغم ذلك هناك مدة عامة متوسطة يمكن التنبؤ بها.
- تنقسم فترة الانسحاب إلى فترة قصيرة المدى وتظهر الآثار الحادة، وفترة طويلة المدى وتتجلى فيها آثار غير حادة.
- كلما فهم المدمن تأثير المخدر عليه أدرك أن الانسحاب هو تأثير عكسي لمفعول المخدرات لهم يتخذ فترة زمنية وجدول يتصاعد ثم يأخذ السلم التنازلي حتى تتلاشى الأعراض.
- رد فعل الدماغ والجسم عند انخفاض نسبة السموم المخدرة جسدي ونفسي قد يؤثر على السلوك والعاطفة.
- تلعب يقظة المدمن العقلية وإرادته دورا كبيرا في تخطي آثار انسحاب المخدرات.
- تخطي آثار الانسحاب خطوة مفصلية في علاج الإدمان والتعافي منه.
- يكاد يكون علاج الانسحاب مختلفا من مدمن لآخر.
- تبدأ الأعراض الانسحابية في معظم التجارب خلال ال24 ساعة الأولى من التوقف، وتستغرق الأعراض الحادة حوالي 7 أيام لتبدأ في الهدوء، وغالبا تنتهي فترة الانسحاب بعد 14 يوم من الإقلاع، تظهر متلازمة الانسحاب الغير حادة لمدة عدة أسابيع.
- بعض المدمنين يحتاجون إلى مستويات رعاية عليا بسبب توقع حدوث مضاعفات خاصة الذين يعانون أمراض مزمنة واضطراب عقلي، وآخرون قد يكتفى معهم بتطبيق بعض الإرشادات والنصائح مع توافر دعم.
- من الأفضل ان يكون تحديد نهج ونوع العلاج من خلال استشارة طبيب مختص في علاج الإدمان.
تلك أهم الملاحظات الطبية حول التحليل المختص للتجارب الشخصية الكثيرة أثناء سحب المخدرات، لذا يهتم الطبيب للاستماع وتدوين كل صغيرة وكبيرة لحالة المدمن للوصول إلى العلاج الصحيح، لذا دعنا نستمع للتجارب الحية مع الانسحاب.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية
أسامة يروي: تجربتي مع الأعراض الانسحابية لمهدئات القلق والاكتئاب
في مدونته الشخصية يقول أسامة: أن تجربتي مع الأعراض الانسحابية خاصة بتعاطي الحبوب المهدئة للقلق والاكتئاب، وقرار روايتها كان نابعا من إيماني بأن التجارب الحية التي تنم عن المعاناة وتخطيها هي وسيلة لتقبلها وجعلها مثالا عالقا في الذهن لنفسي أولا مما يذكرني بها، كما أن ردود افعالكم قد تدفعني أكثر للمحاولة.
في البداية أنا مريض باضطراب القلق والاكتئاب، وللأسف وقعت في إدمان الأدوية الخاصة بمرضي، إذ لم أسيطر على التزامي بالجرعات التي أوصى بها الطبيب، وتعاظم شرهي لتناول حبوب الاكتئاب والاعتماد عليها كليا في حياتي، بدأ التعاطي يؤثر على مستواي العقلي، وبدأت أفكر في التوقف عن تناولها، ولكن اتضح أن الإقلاع عن تعاطي حبوب الاكتئاب يحتاج أكثر من قرار، بمجرد تفويت الجرعة وفي غصون يومين بدأت تجربتي مع الأعراض الانسحابية للحبوب المخدرة المضادة للاكتئاب وكان العرض الأول الذي عانيت منه هو ارتداد اضطراب القلق والكآبة والتقلب المزاجي، ثم ارتفعت مستويات التوتر، وعانيت طويلا من الأرق والكوابيس، هاجمتني مشاكل متعددة في المعدة وفقدت الشهية، بمرور الوقت فقدت اتزان جسمي، وزاد التعرق وشعرت بصواعق كهربائية تضرب دماغي، انتابتني الارتباك الشديد ولم أعد أسيطر على نفسي، تملكني الضيق الروحي والهياج وبدأت نوبات الغثيان واضطراب الحواس، والتعب والإرهاق، حتى انتكست وتناول جرعة من الحبوب مرة أخرى.
المرير في الأمر أنه بعد الانتكاسة دخلت في نوبة من جلد الذات الشديدة والشعور بالذنب والضعف، فأنا أعلم جيدا أن الانسحاب لن يدوم سوى أيام معدودة، ويمكن تخطيه باستشارة الطبيب إما بوضع جدول للتوقف التدريجي أو إزالة السموم من الجسم في مركز متخصص كما عرفت من مجموعة المتعافين، لكن ربما أصبح عقلي مدمنا ويرفض التخلي عن الجرعة.
حالة التسليم التي تقيدني زادت من اكتئابي، حاولت مرة وراء مرة للتوقف ولكن لا وجدوى، ربما كنت أخجل من مواجهة الأمر مع الطبيب، أو خشية من انكشاف أمر إساءة استخدامي. لا أعرف ماذا أفعل؟.
بدأ أسامة متابعة الردود والمراسلات ثم كتب بعد حوالي 30 يوما:
أود اليوم أن أشكر الجميع، عندما شاركت معكم التجربة الخاصة بي بأعراض الانسحاب لم أكن أعلم أن الدعم العاطفي الذي تلقيته منكم سيخرجني من كبوتي خاصة المدمنين المتعافين الذين كانوا أكثر فهما لما أمر به، لقد تخطيت أعراض الانسحاب بنجاح والحمد لله، بعدما تلقيت تشجيعكم من أجل الذهاب الطبيب واستشارته، لقد كان متفهما، وشخص حالتي بشكل مبدئي، وأوصاني بإزالة السموم في مركز متخصص، وفي ظرف 15 يوما ومع تحديد البروتوكول الدوائي في مركز من أفضل مراكز علاج الإدمان وهو مركز الهضبة مر الانسحاب بسلام، أنا الآن في فترة التعافي وعلاج طويل الأمد للاكتئاب بواسطة الجلسات السلوكية، لذا أود أن أقول أن مشاركة التجارب هو نشاط إنساني رائع، فكل ما ينقصنا هو التفهم والدعم لاتخاذ القرار، لذا اختاروا صديقا أو أحد أفراد الأسرة أو المتخصصين الذين يوفرون لكن السرية التامة والاستماع المتفهم، وافصحوا عن معاناتكم، ستجدون يد المساعدة من كل اتجاه… شكرا لكم مرة أخرى.
تجربة نادين مع أعراض انسحاب المواد الأفيونية
في إحدى المجموعات الخاصة بدعم المتعافين عبر الانترنت، وجدت نادين متنفسا لها لسرد حكايتها مع أعراض انسحاب المسكنات الأفيونية وكتبت قصتها كالتالي:
قرأت تجاربكم مع الأعراض الانسحابية ووجدت تفاعلا كبيرا وتجاوبا من أشخاص يرون تخطي تلك المرحلة بمثابة حلم يريدون تحقيقة، لذا تشجعت لكتابة تجربتي الخاصة مع انسحاب المواد الأفيونية.
لا أنكر إنني كلما تذكرت تلك الفترة انتابتني القشعريرة، ولكنني اشعر بالفخر بالتحدي الذي نجحت فيه، بعد أن كنت أظن أنه كابوس لن ينتهي، منذ بضعة أشهر كنت مدمنة على المسكنات الأفيونية بجميع أنواعها، ولكن في لحظة ما وقفت أمام المرأة وتفحصت نفسي، ورأيت كيف أثر علي الإدمان بعد أن انفصلت عن زوجي وخسرت وظيفتي، وفي لحظة صدق مع النفس لملمت كل المسكنات التي أتعاطاها وألقيت بها من النافذة، وانتظرت ماذا سيحدث..!
كان دبيب تجربتي مع الأعراض الانسحابية للمواد الأفيونية يسري في جسمي في كل لحظة تمر، حيث عانيت من:
- النعاس والخمول والتثاؤب.
- ألم عضلي في جميع أنحاء الجسم.
- سيلان الأنف والدموع.
- رعشات.
- تعرق.
- صعوبة في النطق.
- أرق.
- إسهال.
- قئ.
كانت حالتي تزداد صعوبة كلما مر الوقت، ألم الجسم كان يفوق تحملي، مع الأرق وصعوبة النوم، ويمكن القول أن من يمر بتجربة انسحاب المسكنات والمواد الأفيونية يشعر وكأنه يعاني من حمى شديدة وموجعة، ولكن يتخللها عوامل خطر تتمثل في نوبات القيء والإسهال، حيث تركت نفسي دون وسائل حماية حتى أصبت بالجفاف.
لحسن الحظ كانت لي صديقة تمر علي من وقت لآخر، جاءت في ذلك اليوم وجدتني في حالة مزرية لا استطيع الحراك أو الحديث، اتصلت مباشرة بالإسعاف وتم نقلي إلى المستشفى.
وهناك كما روي لي تم عمل اللازم من أجل تعويض جسمي بالسوائل ومساعدته على طرد السموم جزئيا لعبور الخطر، وقال لي الطبيب إني أعاني من الجفاف الذي كاد ن يقتلني بسبب مواجهة انسحاب المسكنات الأفيونية بمفردي، حيث وصلت لمرحلة ارتفاع الصوديوم في الدم، وكنت قريبة من الإصابة بسكتة قلبية، ونصحني أن استكمل فترة إدارة الأعراض الانسحابية في مركز متخصص، وبالفعل وافقت على علاج أعراض انسحاب تحت إشراف الأطباء وخلال 10 أيام تم سحب السموم كليا بعد أن وضعت تحت المراقبة المستمرة لتأمين المؤشرات الحيوية، ومنحي أدوية خففت الألم كثيرا ومنعت مضاعفات سحب المخدرات بجانب نظام غذائي فعال، نصحني الأطباء بعدها باستكمال مرحلة التعافي من الإدمان لمنع الانتكاسة، قصيت في المركز 3 أشهر، للعلاج النفسي والتأهيل السلوكي وإدارة رغبة التعاطي والأعراض الانسحابية الأخرى طويلة المدى، خرجت من المركز وأنا أشعر بالتحرر مع إرادة قوية لمنع الانتكاسة بواسطة الدعم وخطة التعافي الخاصة بي.
نصيحتي لكم: لا تتركوا أنفسكم لمواجهة أعراض الانسحاب بمفردكم، فالتجارب فد تصل إلى حد مضاعفات خطيرة، وفي المقابل عند علاجها تحت إشراف متخصصين ستمر بأقل ألم ممكن مع ضمان السلامة.
أنا رزق إليكم تجربتي مع علاج انسحاب المخدرات في المنزل
يقول رزق أنه أراد أن يقرأ كل أصدقائه الذين كان يشترك معهم في تعاطي الحشيش والترامادول تجربته مع انسحاب تلك المخدرات من جسمه بمساعدة أطباء مستشفى الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان وأنه سيكون فخورا إذا تم نشرها، لذا إليكم تفاصيل تجربته كما أوردها:
كنت أتعاطى الحشيش والترامادول يوميا لمدة عام، لا أعرف حينها فيما كنت أفكر، ولكنني مع الوقت بدأت أشعر بأن جسمي وعقلي يتآكلان، مارست العنف مع زوجتي وأولادي، حتى قررت عدم تناول تلك السموم، عند التوقف عن التعاطي عانيت من أعراض انسحابية شديدة لن استطيع الصمود أمامها منها الألم العضلي، الغثيان والتقيؤ، الأرق، تشنج العضلات، نوبات الهياج، القلق والتوتر ما دفعني للرجوع للتعاطي مرة اخرى.
بحثت عن أي وسيلة تعينني على تخطي آثار الانسحاب، إذ جربت مجموعة من الأعشاب منتشرة على الانترنت، ولكن اضطرابات الانسحاب ازدادت سوءا حيث عرفت أن تلك الأعشاب تسببت في تداخل ضار داخل جسمي، وإنها غير كافية لتهدئة أعراض الانسحاب.
بدأت في السؤال عن ادوية مخصصة لترك المخدرات عبر قراءة تجاربكم مع الأعراض الانسحابية حينها علمت أن لكل حالة الأدوية الخاصة بها، كان عقلي ينفجر، أنا لا أستطيع النظر لنفسي ولأولادي، ومن جانب آخر أخاف تكرار المعاناة من الانسحاب بمفردي، خاصة إنني لا أملك تكاليف العلاج في المستشفى، حتى أهديت إلى رقم الواتس الخاص بفريق مستشفى الهضبة 01154333341 ، تواصلت مع الطبيب وشرحت حالتي، كان التجاوب سريعا، وأخبرني ان هناك كورس علاج الأعراض الانسحابية في المنزل عبر زيارة طبيب وتشخيص الحالة، حددنا موعدنا قريبا للغاية وزارني الطبيب في منزلي.
اقرأ المزيد حول : علاج اعراض الانسحاب في المنزل
قبل زيارة الطبيب أفصحت لزوجتي بما اعتزمه لترك التعاطي، واتفقنا على إبعاد الأطفال لفترة، مع طلب إجازة من العمل، عندما جاء الطبيب فحصني، وجمع مني معلومات عن عادات التعاطي وأعراض الإدمان، حينها أخبرني بأنه سيصف لي بروتوكول دوائي لإدارة الأعراض الانسحابية وتخفيف حدتها، مع إعلامي وزوجتي بطبيعة الأعراض ومدتها المتوقعة، وأردف أن الأمر متوقف على إرادتي والدعم الذي سأتلقاه، وهنا نظرت لزوجتي فأبدت استعدادها للقيام بدور الداعم، شرح لها الطبيب كيفية التعامل مع مدمن أثناء الانسحاب، وأهمية الالتزام بجرعات العلاج في أوقاتها، والاتصال به إذا ظهرت أي مضاعفات.
بعد آخر جرعة من التعاطي بسويعات ظهرت بوادر الانسحاب تناولت جرعة الادوية المحددة، وخصصت لي زوجتي غرفة خاصة كما أوصى بها الطبيب، تلك الادوية خففت من الألم والاضطراب، وبدعم زوجتى كنت أتشجع للاستمرار رغم رغبة التعاطي الجارفة، ولكن الإرادة ومحفزات الإقلاع لدي خاصة نظرة أولادي لي كانت خير معين لي على الاستمرار، وكنا على تواصل دائم مع الطبيب، حتى أنه غير البروتوكول الدوائي عندما وجد ضرورة لذلك نسبة إلى استجابتي، بعد مرور أسبوعين تحسنت حالتي، وتبعا لنصائح طبيب مستشفى الهضبة، اتجهت بعد تخطي الانسحاب الأول إلى الاستشارة السلوكية والتأهيل لأن انسحاب تعاطي المخدرات المتعدد قد يظهر أعراض ممتدة لمدة 30 يوما، ومع جلسات العلاج النفسي والتأهيل والاستمرار فيه والالتزام بنصائح المساعدة الطبية، أنا الآن مدمن متعافي والحمد لله.
نصيحتي لكم: لا تجربوا أي شئ لعلاج الأعراض الانسحابية في المنزل دون تشخيص أولا حتى لا تعانون أكثر، وإذا كانت حالتكم تسمح بالعلاج في المنزل ستجدون أفضل كورس للعلاج في المنزل من الانسحاب بواسطة أطباء مستشفى الهضبة لعلاج الإدمان.
الخلاصة : قراءة تجاربكم مع الأعراض الانسحابية تشير إلى أنه اضطراب جسدي ونفسي يحتاج إلى تشخيص أولا حتى يتم تحديد الطريقة الصحيحة للعلاج، ويظهرذلك من خلال نصائح المجربين، كما أنها تؤكد أن علاجها أمر متاحا خاصة عندما يتم تحت إشراف طبي سواء داخل المركز المتخصص أو في المنزل.
ا. الهام عيسي
أكتب تعليقا