تصرفات متعاطي الهيروين هي الاندفاع والتهور، العنف، الخداع، الكذب، حيث يصفون أنها سلوكيات نابعة من تفكيره الغير سوي وضبابية إدراكه، وخطورة أفكاره التي تسيطر عليه، وكل ذلك يجعلنا أمام شخصية تمتلك صفات لمرض مزمن يأكل الجسد ويخرب الجانب النفسي والعاطفي مما يعجل بنهايته، نتعرف على جوانب شخصية المتعاطي وسماته وتصرفاته بشكل أعمق خلال ما يلي من سطور.

6 صفات سلوكية لمتعاطي الهيروين وكيف يتصرف؟

من المتعارف عليه أن التفكير يؤثر على العاطفة، والتي بدورها تتحكم في الأقوال والأفعال، ولأن الأفيونات تؤثر على المنظومة العقلية بشكل بالغ، يظهر على متعاطيها حركات وأفعال متكررة. فيما يلي نذكر تصرفات متعاطي الهيروين كمخدر أفيوني قوي وما يشمل ذلك من سلوك وتفكير:

تغيرات السلوك المفاجئة

يمر المتعاطي بتحولات في مزاجه من النشوة إلى الاكتئاب بشكل مفاجئ بسبب تغير كيمياء المخ.

السرية

الانخراط في نشاط الإدمان والبحث عن المخدرات يجعل مدمن الهيروين يتصرف بسرية تامة لأنه من الأفضل أن يظل مجهولاً من وجهة نظره مما قد يؤدي إلى خلق سلوكيات محرجة، مثل الكذب بشأن أماكن التواجد، أو ارتداء ملابس غير مناسبة لإخفاء آثار التعاطي.

التلاعب والخداع

تسيطر الرغبة في تعاطي الهيروين على مناطق الدماغ المسؤولة عن التحكم في الدوافع والتفكير، مما يجعل الشخص يفعل أي شيء للحصول على المزيد من المخدر، وقد يتعرض لمشاكل مالية أو حتى قانونية وقد يلجأ إلى السرقة والتلاعب بالمحيطين به للحصول على ما يريد.

فقدان الاهتمام المفاجئ

يفقد المتعاطي تدريجيًا اهتمامه بالأنشطة التي كانت تمنحه المتعة في السابق، ومع مرور الوقت، ينفصل عن أصدقائه وعائلته ويركز على المخدرات، وينسحب من الحياة.

إهمال النظافة الشخصية

يتسبب إدمان الهيروين في تغيير أولويات الشخص ويصبح توفير المخدر غايته الأولى، مما يجعله يفقد الاهتمام بمظهره ويهمل نظافته الشخصية، وتتدهور صحته الجسدية، ويظهر عليه أعراض مثل الحكة، أو حتى الجرب.

اقرأ أيضًا: كيف يؤثر الهيروين على المتعاطي

كيفية التعرف على المدمن من شكله بنظرة

يتسبب إدمان الهيروين في تغيير شكل ومظهر الشخص فتجده رث الهيئة، فاقد الطاقة، نحيل الجسد، حدقة عينيه متسعتين، مع سيلان الأنف المستمر، يميل إلى النوم لفترات طويلة، يعاني من الغثيان، والقيء باستمرار، مع وجود آثار على الذراعين أو الساقين موضع الحقن، كما يعاني من الحكة وأحيانًا الجرب نتيجة إهمال النظافة الشخصية، بالإضافة إلى تدهور صحته العقلية والجسدية ويعاني من مشاكل طبية عديدة، مثل تلف الأوعية الدموية، وفشل الكبد، وأمراض الرئة، مما يعجل بنهايته وموته فجأة.

ما مدى إمكانية علاج المصاب باضطراب تعاطي الهيروين؟

لم يفت الأوان بعد، فالأمل مازال قائمًا، حيث يمكن علاج مدمن الهيروين من خلال المراكز المتخصصة التي تطبق برامج عالية الدقة للتغلب على التلف الذي يسببه المخدر من خلال، إعادة تنظيم كيمياء المخ وإعادته لطبيعته، وتنظيف الجسم من السموم، والتغلب على الرغبة الشديدة وأعراض الانسحاب الأخرى، مما ينفي خطر الانتكاس، وتتكون تلك البرامج من خطوة سحب السموم، علاج نفسي وتأهيلي، مرحلة دعم التعافي.

تصرفات متعاطي الهيروين تتسم بالسرية التامة، والانخفاضات والارتفاعات العاطفية غير المبررة بداية من الإقبال على الحياة مرورًا بالعزلة، حتى الاكتئاب، ومع ذلك، يمكن أن يعالج المدمن ويستعيد حياته وشخصيته السابقة، إذا اتخذ قرار التوقف عن التعاطي، واستعان بالمتخصصين، لتحديد برنامج العلاج المناسب لاحتياجاته الفردية، والانطلاق في رحلة التعافي الكاملة بلا عودة للمخدرات أو انتكاس. للكاتبة/ د. منار أحمد