برامج علاج الإدمان على القات والحفاظ على نمط حياة صحي

اخر تحديث للمقال: ديسمبر 14, 2024

أصبح علاج الإدمان على القات أكثر سهولة وتنوعًا بسبب التطور العلمي الذي نشهده اليوم في هذا المجال، حيث تنوعت برامج علاجه في مركز الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان، وهناك يتم تقييم الأعراض وتشخيص الحالة وعمل التحاليل والفحوصات اللازمة للمريض، ومن ثم يتم وضع البروتوكول العلاجي المناسب للتخلص من السموم وتحقيق التأهيل النفسي والتعافي فيما بعد. لذا نؤكد على ضرورة التوجه للعلاج في أسرع فرصة ممكنة.

فهم اضطراب تعاطي القات

يعد مضغ القات عادة صحية سيئة منتشرة في البلاد التي يسمح مناخها بنمو هذا النبات، والتي من أبرزها بلاد اليمن وبلاد الحبشة مثل إثيوبيا وغيرها من بلدان القرن الأفريقي، 
إذ اعتاد متعاطي القات على مضغه لساعات طويلة  أو استنشاقه مثل التبغ أو غليانه مع الشاي لاستخراج المادة الفعالة المحفزة للدماغ، للشعور بالانتشاء وتحسين القدرة على بذل الأنشطة البدنية والحد من الشعور بالتعب.

عادة ما يستمر مفعول القات المبهج من النصف ساعة إلى الثلاث ساعات، وبعد انتهاء مفعول الجرعة يبدأ المدمن في الشعور بنوبات اكتئاب وصعوبة في النوم وفقدان الشهية، وذلك ما يدفعه لتناول جرعة أخرى في أسرع فرصة ممكنة، وازدادت كثافة مضغ القات بين النساء والرجال على السواء لما له من انعكاس فعال ومحفز للمزاج العام والطاقة، لذا شكلت خصائصه المبهجة والمحفزة للقدرة البدنية أحد أهم أسباب تعاطي القات، وانتشر مرض إدمان القات بشكل كبير ليصل عدد متعاطيه إلى أكثر من عشرين مليون إنسان حول العالم، وتظل هذه النسبة في ازدياد بنسبة 30% فقط خلال الخمس سنوات الماضية. 

يتشابه إدمان القات مع إدمان الأمفيتامينات بسبب المواد الفعالة الموجودة في كل منهما والتي تساهم في تدهور حالة المتعاطي الصحية مع مرور الوقت، مثل الكاثين والكاثينون، وذلك ما يجعل اعراض ادمان القات تتشابه مع أعراض تعاطي الأمفيتامين، وهناك بعض العلامات التي تظهر على مدمن القات كالتالي:

أعراض قصيرة المدي 

  1. ضعف الشهية.
  2. الانتشاء والبهجة. 
  3. النشاط والحركة المفرطة. 
  4. اليقظة والشعور بالطاقة. 
  5. ارتفاع ضغط الدم.
  6. ارتفاع معدل ضربات القلب.
  7. فقدان القدرة على الانتباه.

أعراض طويلة المدي

  1. عدم انتظام حركة ضربات القلب. 
  2. ارتفاع ضغط الدم. 
  3. متلازمة الشريان التاجي الحادة.
  4. السكتة الدماغية.
  5. التهابات اللثة وتلف الأنسجة. 
  6. سرطان الفم.
  7. فقدان الأسنان.
  8. التهابات المعدة. 
  9. نوبات الذهان. 
  10. جنون العظمة. 
  11. أمراض الكبد.
  12. الاكتئاب.
  13. ضعف الإدراك.
  14. العنف.

البرامج المتخصصة للتعافي ومنع الانتكاس

يوفر مركز الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان برامج متعددة لعلاج إدمان القات والتي تختلف باختلاف ظروف إدمان كل فرد والحالة الصحية والعمر وكثافة التعاطي، لذا سنتناول معًا هذه البرامج فيما يلي:

سحب السموم

يعد برنامج سحب السموم من أبرز البرامج العلاجية المقدمة للتخلص من إدمان القات، والتي تستهدف منع المادة المخدرة عن الجسم والسيطرة على الأعراض الانسحابية عبر تناول المسكنات والأدوية المهدئة التي تتناسب مع كل حالة، مما يوفر فرصة للجسم لإخراج أثر المواد المخدرة وتدارك حالته المنهكة. 

العلاج النفسي

عادة ما يعاني المريض من شيوع نوبات الهلع والاكتئاب والأرق وضعف الحالة النفسية العامة للجسم، مما يتطلب بيئة آمنة وخاضعة للإشراف الكامل للسيطرة على الأفكار الانتحارية أو نوبات الهلاوس التي كثيرًا ما تراود المريض في تلك المرحلة الحرجة. 
وفي هذه المرحلة لا يحتاج المريض إلى الأدوية النفسية التي تتناسب مع حالته فقط، بل يحتاج للدعم الأسري والمجتمعي أيضًا، ويتم ذلك من خلال بعض الجلسات مع المتعافي وذويه لتحسين حالته وتعزيز إرادته لاسترداد حياته السابقة. 

التغذية العلاجية

يعد الغذاء من أبرز العوامل المساعدة في علاج إدمان القات والذي يتطلب أصناف معينة لمد الجسم بالعناصر الغذائية اللازمة مثل الفواكه والخضروات، كذلك يتضمن العصائر والمياه التي تساعد على طرد أثر المادة المخدرة من الجسم، ويجب الابتعاد عن الأطعمة الجاهزة. 

العلاج الجماعي

يعد العلاج الجماعي من أبرز البرامج العلاجية التي تعمل على دعم المريض ودمجه في المجتمع عبر تكوين صداقات جديدة واهتمامات مشتركة بين المرضى، مما يحد من الشعور بالخزي الذي يعاني منه المريض في أغلب الحالات.

العلاج السلوكي المعرفي CBT

يعمل برنامج العلاج السلوكي المعرفي على تغيير نمط تفكير المتعافي واستهداف السلوكيات التي تتسبب في الانتكاس، وذلك عبر تعليمه طرق التعامل مع الرغبة الملحة في تعاطي القات مرة أخرى والتعرف على أسباب الإدمان ووأدها في مهدها، كذلك يساهم في إثراء وعي المتعافي في معرفة نفسه ونقاط ضعفه، وتحفيزه على حسن إدارتها عبر تعزيز السلوكيات الإيجابية على المدى الطويل. 

العلاج السلوكي الجدلي

يستهدف العلاج السلوكي الجدلي تشجيع المتعافي على إدارة الرغبة في إدمان القات مرة أخرى، والتحكم في اندفاع العواطف وتعزيز العلاقات، وذلك عبر تمارين ذهنية واكساب المريض مهارات جديدة.

علاج العيادات الخارجية ( العلاج عن بعد)

يستهدف علاج العيادات الخارجية الحالات الخفيفة إلى المتوسطة والتي يمكن علاجها في المنزل تحت إشراف طبي مستمر، بشرط توافر بيئة مستقرة قادرة على توفير الدعم والعناية اللازمة للمريض، تقدم أيضًا الأدوية المناسبة والاستشارات المنتظمة. 

[ok msg="ملحوظة: يعد علاج ادمان القات بالأعشاب من أشهر شائعات طرق التخلص من القات، وتعتبر هذه الطريقة عاملًا مساعدًا يتم استخدامه مع بعض الحالات لتعويض الضرر الناجم عن تعاطي هذا المخدر، لما تحمله تلك الأعشاب من مضادات اكسدة ومضادات إلتهابات مثل الشاي الأخضر وحبة البركة، وعلى الرغم من فاعليتها إلا أن العلاج بالاعشاب يظل جزءًا من برنامج متكامل لعلاج إدمان القات ولا يمكن الاعتماد عليه بمفرده. "]

الحفاظ على نمط حياة صحي بعد التعافي من القات 

يعد الحفاظ على نمط حياة صحي جزء أصيل في رحلة العلاج التي تضمن حياة خالية من إدمان المخدرات، وعادة ما يستمر المتعافي في حضور جلسات تعديل سلوكي وجلسات نفسية بصورة دورية حتى بعد التعافي، لما توفره هذه الجلسات من دعم ومتابعة لازمة لتجنب أي فرصة لتعاطي القات مرة أخرى، كما تشكل إنذار خطر لأي سلوك يمكن أن يتسبب في التعاطي فيما بعد، ومن أفضل صور جلسات تعديل السلوك ممارسة الرياضة، تمارين اليقظة الذهنية، والمتابعة النفسية الدورية.

للكاتبة/ د. ايمان سلام

تعد رحلة علاج ادمان القات رحلة طويلة نسبيًا قد تصل إلى شهور طويلة، وقد تكون رحلة متعبة لكنها السبيل الوحيد لاستعادة الصحة الجسدية والنفسية التي يسلبها الإدمان، وقد يستغرق القضاء على الضرر النفسي لعادة مضغ القات أغلب الوقت والجهد، لكن تظل إرادة الإنسان هي الدافع الوحيد نحو التغيير والتعافي، ويمكن لمركز الهضبة أن يساعدك في التغلب على كل العادات غير الصحية المتعلقة بإدمان مخدر القات بكل سهولة وفي سرية تامة، فقط تواصل معنا على هذا الرقم على مدار اليوم 01154333341.

إن المحتوى الذي يُقدمه مركز الهضبة  يحمل رسالة إنسانية في المقام الأول هدفها رفع المعاناة عن مرضى الإدمان والاضطرابات النفسية، الذين هم في أمس الحاجة إلى مد يد العون ومساعدتهم في رفع معاناتهم بكل السبل الممكنة، وهذا المحتوى هو نتاج بحث وتوثيق دائم للمعلومات مع الوضع في الاعتبار تحديثه دوريًا وإضافة أي  معلومات طبية مستجدة  بعد إطلاع الأطباء المختصين عليها وتوثيقها.
ولكن وجب التنويه أن هذا المحتوى الذي بين أيدينا بكل ما يحويه من معلومات طبية مُوثقة لا يُغني أبداً عن زيارة الأطباء المُتخصصين داخل المركز، واستشارتهم في كل تفاصيل العلاج مع عمل التشخيص اللازم، لوضع خطة علاجية سليمة مبنية على أساس طبي سليم.