أثبتت تجارب مدمنين على القات أنه لا يوجد نوع خفيف من الإدمان، إذ يتوهم اكثير من الناس أن القات لا يسبب الإدمان وأنه مجرد نبات يساعد مضغه على الشعور بالنشاط والطاقة، مما أدى إلى تعاطي الكثيرين له على مرأى ومسمع من الجميع، وفي مقالنا اليوم نعرض لكم تجارب حقيقية لمدمنين عليه وكيف انحدروا إلى هذا المستنقع وكيف تخلصوا منه بمساعدة المتخصصين لعلاج الإدمان.
القصة الأولى: تجربتي مع مخدر القات
يبدأ محمد في رواية قصته بقوله أنا مدمن قات متعافي، كانت بداية قصتي مع القات وقت دراستي بالجامعة، إذ كنت مغتربًا أعيش مع صديق لي معتاد على مضغ القات ولا أتذكر أنني رأيته في مزاج جيد دون مضغ هذا النبات.
لفت انتباهي تحسن مزاجه بمجرد مضغ القات وأثار هذا فضولي لتجربته بعد أن أكد لي أن القات لا يسبب الإدمان، جربت لمرة واحدة فشعرت بالاسترخاء والسعادة والنشاط المفاجئ، وذلك ما جعلني لا أتوقف عن الحديث فذاكرت وأنجزت واجباتي دون توقف، وأعجبني شعور النشاط وعدم الإحساس بالتعب فداومت على استخدام القات مع زميلي.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية
إدمان القات وكيف تخلصت منه
في البداية كان القات يشعرني بالسعادة والنشاط ثم أصبحت حالتي النفسية والجسدية ترتبط باستخدامه، فعندما أتوقف عن تناوله أصاب بالاكتئاب والتعب الشديد ويتطور الأمر للعصبية الشديدة والرغبة العارمة في تناوله مرة أخرى، ومع الاستمرار في الاستخدام بدأت حالتي الصحية تتدهور وأصبحت أشعر بالتعب المستمر وفقدت قدرتي على التركيز في دراستي وعلاقاتي الاجتماعية، لذا أدركت أنني قد وقعت في فخ الإدمان واتخذت قراري بعدم الاستمرار في تناوله.
تحدثت مع أسرتي وأخبرتها بحقيقة الأمر وبحثنا عن أفضل مركز لعلاج الإدمان واستقر رأينا على مركز الهضبة، ذهبنا إليه وبدأ العلاج تحت إشراف مختصين، حيث تم وضع خطة علاجية شاملة بدأت بسحب السموم وانتهت بالعلاج النفسي والجلسات الجماعية.
كانت البداية صعبة، فقد واجهت فترة قاسية، ولكن مع الأدوية والدعم النفسي من الأطباء والأسرة، تمكنت من التغلب على هذه الأعراض وبدأت أشعر بتحسن تدريجي، واليوم بعد عدة أشهر من العلاج، تمكنت من العودة لحياتي الطبيعية بفضل الله ثم الإصرار والرعاية الطبية المناسبة.
اقرأ المزيد عن: أعراض تعاطي القات لأول مرة
القصة الثانية: أنا مدمن قات… كدت أفقد وظيفتي
أنا سامي شاب في مقتبل العمر أعمل بوظيفة مرموقة بأحد الشركات الهندسية لكنني بعيد عن أهلي بسبب ظروف العمل، فسكنت مع أحد الإخوة اليمنيين في شقة قريبة من موقع الشركة.
كنت أعيش حياة عادية في البداية، وجاءت تجربتي مع مخدر القات عندما كنت أشعر بأنني ملاحقًا بضغوط الحياة من كل اتجاه، لذا رغبت في عمل أي شيء يخفف عني ذلك الشعور، وكان شريكي في السكن يستخدم شيئًا يمضغه باستمرار وكنت أعتقد أنها عادة من عاداتهم لتخفيف التوتر كعادة مضغ اللبان.
وعندما سألته صارحني بأنها أعشاب تستخدم كمنشطات طبيعية لتخفيف التوتر والتعب في بلادهم ولا ضرر منها على الإطلاق، أعجبني ذلك وفكرت في تناولها معه كتجربة وبالفعل تناولتها مرة وأعجبني شعور السعادة والنشاط الذي انتابني حينها، ولم أدرك أنني بذلك أدخل في دائرة مغلقة من الإدمان مما جعلني أداوم على تناول القات يوميًا.
في البداية كان كل شيء على ما يرام، أو يبدو كذلك لكن مع مرور الوقت، بدأت أواجه مشاكل صحية شديدة، من صداع مستمر إلى مشاكل في التركيز وضعف الذاكرة، لكن أكثر ما أثر علي هو اضطرابات المزاج التي جعلتني أفقد التواصل مع عائلتي وأصدقائي، وكنت أعيش في عزلة تامة.
وصلت إلى مرحلة أهملت فيها مهامي الوظيفية وأوشكت على فقد وظيفتي كما فقدت أصدقائي، لذا أخذت إجازة أحاول فيها الإقلاع عن القات، وبالطبع الاعتراف بالإدمان لم يكن حلًا مطروحًا لذا حاولت التوقف من نفسي، لكني عانيت أعراض الانسحاب التي لم أستطع تحملها ودفعتني للتعاطي مرة أخرى.
بدأت البحث عن حلول وتوجهت إلى بعض الأصدقاء الذين نصحوني بالعلاج على أيدي مختصين، وبالفعل توجهت إلى مركز الهضبة لعلاج الإدمان الذي نصحوني به، وهناك بدأ العلاج على يد أطباء ذوي خبرة وكفاءة عالية.
تجربتي في ترك القات في مركز الهضبة كانت نقطة التحول في حياتي، فقد قدم لي الفريق الطبي خطة علاجية شاملة تتضمن العلاج النفسي والجسدي، والدعم المستمر والمشورة التي تلقيتها ساعدتني على تجاوز فترة الانسحاب وعودة ثقتي بنفسي.
الآن، بعد فترة من العلاج توقفت تمامًا عن مضغ القات وبدأت أشعر بأنني استعدت حياتي وعدت إلى وظيفتي وقررت المضي قدمًا دون النظر مرة أخرى إلى الماضي.
اقرأ المزيد عن: الأعراض الانسحابية للقات
للكاتبة/ د. غادة هيكل
تجارب مدمنين على القات أظهرت لنا خطورة الإدمان على الصحة النفسية والجسدية، كما أوضحت كيف يمكن أن يتحول الإدمان إلى فخ يصعب الخروج منه، لكنه لا يوجد مستحيل مع الدعم النفسي والجسدي والعلاج تحت الإشراف الطبي، وفي مركز الهضبة يتم تقديم العلاج الشامل والفعال، فإذا كنت أو أحد أحبائك مدمنًا على القات، فأسرع في التواصل مع مركز الهضبة على هذا الرقم 01154333341 للحصول على استشارة متخصصة أو للمساعدة في رحلة التعافي والتخلص من ذلك الكابوس.
أكتب تعليقا