النالوفين، رغم تأثيره القوي في تسكين الآلام، إلا أنه يحمل معه خطر الإدمان الذي يمكن أن يقلب حياة الإنسان رأسًا على عقب، وإليكم بعض تجارب الإدمان عليه لتأخذوا منها العبر والدروس.
محتويات المقال
التجربة الأولى من تجربة لإدمان
أنا أحمد أبلغ من العمر (31) عامًا، بدأت تجربتي مع ادمان النالوفين كمسكن للآلام ، إذ كنت أشكو من آلام مزمنة بالعظام، وأثناء حديثي مع صديقي الذي وصفت له الألم المزمن الذي استمر قرابة ثلاثة أشهر، نصحني باستخدام النالوفين لحين ذهابي إلى طبيب العظام.
وبعد تنفيذ النصيحة دُهشت من المفعول السحري لحقن النالوفين، وبدأت أستخدمها عند الشعور بالألم ولم أذهب للطبيب، ومن ثم اعتاد جسمي عليها واستمريت في استعمالها بانتظام لكي أشعر بالراحة، ولكن بدأت الحقن تفقد مفعولها فبدأت أزيد الجرعات وعدد مرات الاستخدام.
وبعد فترة فوجئت أنني لا أستطيع الاستغناء عنها، وأشعر باحتياج شديد لها فضلًا عن أضرار النالوفين التي ظهرت، مثل الشعور بالدوخة وجفاف الفم والغثيان والصداع وزيادة التعرق.
محاولتي في التوقف عن النالوفين
حاولت إيقاف استخدام النالوفين من تلقاء نفسي، لكنني عانيت من أعراض انسحاب شديدة كآلام المفاصل وآلام المعدة والإسهال وشعور شديد بالضعف والوهن والاحتياج المبالغ فيه للدواء، لذا أسرعت في تعاطي الحقنة مرة أخرى ولكن بكميات أكبر، وساعدني على ذلك أن سعر النالوفين كان بسيطًا.
وفي يوم من الأيام استخدمت الدواء بجرعة كبيرة وبدأت أعاني أعراض الجرعة الزائدة من النالوفين، مثل ضيق شديد في الصدر وصعوبة التنفس وسرعة ضربات القلب، فلجأت إلى زوجتي التي سارعت بنقلي إلى المستشفى.
وهناك اضطررت إلى مصارحة الطبيب بما فعلت، فنصحني بالبحث عن مركز لعلاج الإدمان لأن المادة الفعالة في حقن النالوفين من المواد الأفيونية المسكنة التي تسبب الإدمان إذا تم استخدامها بشكل خاطئ كما حدث معي.
رحلتي مع علاج الإدمان
بدأنا رحلة البحث عن أفضل مركز لعلاج الإدمان، وكانت المراجعات عن مركز الهضبة لعلاج الإدمان ولاحظنا أنه حاصل على أعلى التقييمات من المرضى السابقين وأسرهم لذا توجهنا إليه مباشرة، وهناك بدأ الأطباء بالسؤال عن تاريخي الطبي وكيف بدأت أتعاطى النالوفين ومدة التعاطي وكمية الجرعات التي وصلت إليها، وفي الحقيقة كان التعامل في منتهى الاحترافية والدقة، وبعد ذلك خضعت لعمل تحليل مخدرات للتأكد من عدم وجود أي مواد مخدرة أخرى، ومن ثم قاموا بوضع خطة للعلاج بدأت بالتوقف عن التعاطي وسحب السموم.
شعوري في مرحلة سحب السموم
عندما بدأت تلك المرحلة كنت خائفًا من أعراض الانسحاب التي عانيتها في المنزل ومن عدم قدرتي على التحمل، لكن الأطباء تمكنوا من التعامل مع الأعراض وإدارتها بالأدوية اللازمة، وتم سحب النالوفين بالتدريج من الجسم حتى انتهت الأعراض الانسحابية بعد حوالي أسبوعين من بداية العلاج، وبدأت في المرحلة الثانية من العلاج.
مرحلة التأهيل النفسي
بدأ الأطباء في عقد جلسات علاجية للتأهيل النفسي والتخلص من أي اضطراب نفسي موجود لضمان عدم الانتكاس مرة أخرى، مع التوصية بحضور جلسات العلاج الجماعي الممتدة بعد خروجي من المستشفى، حيث كنت أجلس مع متعافين آخرين وكل منا يبدأ في روي قصته وكيف تخلص من كابوس الإدمان، وكيف تحولت حياتنا من جحيم إلى جنة على الأرض بعد التخلص من الإدمان، والهدف من ذلك هو التمسك بالتعافي وعدم التفكير في العودة للمواد المخدرة مرة أخرى.
حياتي بعد التعافي
تغيرت حياتي تمامً بعد خروجي من هذه التجربة المريرة، فقد عدت إلى حياتي السابقة وبدأت انتبه إلى الطعام الصحي والتمارين الرياضية التي أوصاني الأطباء بممارستها لأنها تخفف الآلام، وقدرت نعمة وجود زوجتي وأولادي إلى جواري فأصبحت أقضي معظم وقتي معهم وتحسنت علاقتي بزملائي في العمل.
الإدمان هو حالة وهمية من السعادة لكنها في الحقيقة تدمر حياتك وحياة من تحب، لذا خذ العظة من تجربتي وكن حذرًا ولا تتعاطى أي دواء دون استشارة طبيب متخصص.
التجربة الثانية من وصفة طبية إلى فخ الإدمان
بدأت تجربتي مع إدمان النالوفين بوصفة طبية، نعم فقد وصف لي الطبيب النالوفين كمسكن للألم بعد عملية جراحية خطيرة وللأمانة شدد الطبيب على ضرورة استخدام الجرعات بدقة وعدم تغييرها من تلقاء نفسي، إلا أنني لم استجب لكلامه فقد بدا لي مفعول الدواء كالسحر.
فبدأت أزيد الجرعات من تلقاء نفسي واستخدمه كلما شعرت بألم بسيط حتى أصبحت معتادًا عليه بشكل كامل، ومع تحذيرات زوجتي حاولت التوقف أو تقليل الجرعات لكنني فوجئت أنني أعاني من أعراض انسحاب النالوفين، مثل آلام شديدة بالعظام وآلام المعدة والإسهال، فعدت مسرعًا إلى تعاطي النالوفين مرة أخرى.
تجربتي مع تحليل النالوفين
لم أكن أتوقع أنني سأتعرض لذلك الموقف المحرج في العمل، عندما أعلنوا فجأة عن إجراء تحليل مخدرات عشوائي للإطمئنان على مستوى العمل والموظفين، فتملكني الخوف والتوتر، وبدأت أبحث عن إجابة لسؤال يدور في ذهني “هل يظهر النالوفين في تحليل المخدرات؟” وكانت الصدمة أكبر حين اكتشفت أنه بالفعل يظهر، مما دفعني لاتخاذ قرار سريع بتقديم إجازة مؤقتة.
أدركت حينها أنني بحاجة إلى مساعدة للتخلص من الإدمان، لكنني لم أجد سبيلًا آخر سوى العلاج الذي كان الخطوة الأولى في طريق التعافي.
بداية رحلتي في العلاج
بعد تحققي من إدماني على النالوفين، توجهت إلى الطبيب الذي وصف لي الحقن في البداية وأخبرته بالقصة كاملة وأنني سأفقد وظيفتي وبيتي، فنصحني باستشارة دكتور إدمان النالوفين وبدء العلاج في مركز من المراكز المتخصصة، وأوصاني بدار الهضبة المميز في التعامل مع كل مشكلات الإدمان، حيث سأخضع لبرنامج شامل يبدأ بسحب السموم.
قصتي مع مركز الهضبة في التعافي
اتجهت إلى مركز الهضبة لعلاج الإدمان، بخطوات متثاقلة لكن بأمل في التغيير، وكان الاستقبال دافئًا ومهنيًا، وأول ما قمت به كان الجلوس مع أحد الأطباء المتخصصين الذي استمع لقصتي بعناية.
شرح لي تفاصيل خطة العلاج كاملة، بدءًا من مرحلة سحب السموم، ثم العلاج النفسي والتأهيلي، وشعرت لأول مرة منذ فترة طويلة بأنني في مكان آمن يمكنني فيه استعادة حياتي.
عندما سألت الأطباء متى تنتهي أعراض انسحاب النالوفين؟ لأنني أعرف أنها أصعب مرحلة في رحلة العلاج، أوضحوا أنها قد تستمر من أسبوع إلى عشرة أيام أو أسبوعين حسب استجابة الجسم ومقدار الجرعة وطول مدة التعاطي، وكان هذا القرار هو الخطوة الأولى نحو التعافي واستعادة حياتي.
اقرأ المزيد عن: أفضل طريقة لعلاج إدمان نالوفين
تجارب مدمنين على النالوفين تلهمنا قيمة الإرادة والتحدي في مواجهة الإدمان وبدء حياة جديدة بالتعافي، هذه دعوة لعدم الاستسلام واليأس، فالتحلي بالإرادة هو المفتاح، فعليك اكتساب الصبر والقوة في بدء خطوات العلاج واستشارة طبيب متخصص لضمان علاج سليم وآمن، فلا تتردد في اتخاذ هذه الخطوة. للكاتبة/ د.غادة هيكل
أكتب تعليقا