سأشارك معكم خلال السطور التالية تجربتي مع إدمان الابتريل والأسباب التي دفعتني لاستخدامه، وكيف تحول الدواء من علاج إلى إدمان، وكيف تمكنت من النهوض مجددًا بعد الوقوع في هذا الفخ العميق، وما التحديات والصعوبات التي واجهتني للصعود من هذا النفق المظلم الذي كاد أن ينهي حياتي، أرغب بذلك في إعطاء العظة لكل شخص يفكر في إساءة استخدام العقار، وأنصحه بضرورة الالتزام بتعليمات الطبيب.
كيف بدأت تجربتي مع إدمان الأبتريل
أنا منذر مدمن ابتريل متعافي، بدأت رحلتي مع إدمان الابتريل بعد التعرض لصدمة نفسية وعصبية شديدة جعلتني أدخل في نوبات من الهلع والخوف الشديد المصاحب للقلق والأرق، كنت بحاجة شديدة للخروج من تلك النوبات التي تعيق حياتي لذا قمت بزيارة الطبيب وهو من قام بوصف هذه الحبوب، كما أخبرني أنها للاستخدام العارض فقط ولا يمكن الاستمرار عليها حتى لا يحدث اعتماد نفسي وجسدي على الدواء، ومن ثم قام بتحديد الجرعة والمدة المحددة للاستخدام، وأوصاني بزيارته خلال أيام قليلة.
عزمت على الالتزام بتعليمات الطبيب في باديء الأمر ولكن بعد تناول أول حبة من الدواء زالت عني كل مشاعر القلق والخوف والهلع وشعرت بالهدوء والاسترخاء والراحة التي كنت أفتقدها منذ تعرضي لهذه الصدمة الكبيرة، بدأت بتناول الحبوب بالجرعة الموصوفة لكن الشعور المذهل الذي حصلت عليه جعلني أتجاهل أوامر الطبيب وبدأت بتجاوز المدة المحددة للاستخدام من تلقاء نفسي للتغلب على أي مشاعر سلبية أتعرض لها يوميًا، وأصبحت أتناوله عدة مرات خلال اليوم، ومن خلال الاستخدام المتكرر لم أعد أحصل على نفس الشعور وأصبحت بحاجة للمزيد والمزيد وهو ما جعلني أتجاوز الجرعات لأحصل على نفس الشعور السابق لاستخدام الدواء، كما أصبح كل تفكيري في كيفية الحصول على الدواء وتناوله.
أصبحت أعتمد على الدواء كليًا ولا يمكنني تجاوز يومي بدونه وبدأت تظهر بعض الأعراض نتيجة للاستخدام المنتظم والمتكرر، مثل الدوخة، الارتباك، بطء في الكلام وردود الأفعال، إغماء، خدر، انخفاض الرغبة الجنسية، ضعف الإدراك، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات، وبدأت أتجاوز الجرعات بشكل مبالغ فيه حتى ظهرت أضرار الإدمان على ابتريل والتي تشمل النعاس الشديد، عدم القدرة على المشي أو الاتزان، ضعف الذاكرة، ضعف التنسيق الحركي، والتفوه بكلمات غير واضحة أو مفهومة، بمعنى آخر أصبحت أدخل في حالة من الهلوسة.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية
تجربتي مع علاج ابتريل
هذه الأعراض كانت سببًا كافيًا لانتشالي من هذا المستنقع الذي ألقيت نفسي به، أصبحت حالتي يرثى لها بسبب مظهري الرث وعدم اهتمامي بنفسي كسابق عهدي، كما أن الهلاوس والأعراض التي انتابتني مؤخرًا أكدت لجميع من حولي أنني مدمن وبشراهة، لم أخفي الأمر أو أنكره فأنا بحاجة ماسة لإنقاذي بشكل عاجل قبل هلاكي وموتي بسبب جرعة زائدة، انزعجت جميع أفراد أسرتي وطلبوا مني الإقلاع عن تلك الحبوب ظنًا منهم أنه الحل المثالي ولكن الأمر لم يكن بتلك السهولة، فعند محاولتي للقيام بذلك عدت مسرعًا لتناول الحبوب بشكل أكبر من ذي قبل، فالأعراض الانسحابية التي أصابتني بمجرد تأخري عن تناول الجرعة أرهقت جسدي وأنهكته بشكل كبير، حيث شعرت بألم جسدي شديد يصاحبه صداع قوي، كما ازدادت عندي حدة نوبات الأرق والقلق والخوف والهلع المصحوب بالأرق الشديد والتعرق المفرط، وهو ما دفعني للعودة لتعاطي الدواء.
محاولات إنقاذي بدون تلقي العلاج في مصحة أو مستشفى لعلاج الإدمان لم تكن قرارً صائبًا ولم تجدي نفعًا على الإطلاق بل زادت الأمر سوءً، لذا قرر أبي وأمي اصطحابي إلى مركز الهضبة التخصصي لعلاج حالات الإدمان والاضطرابات النفسية الناجمة عن تعاطي العقاقير والمواد المخدرة، وبفضل تلقي العلاج في المكان المناسب تمكنت من تخطي مرحلة العلاج بكل أمان ويسر، فالعقبات التي واجهتني خلال العلاج تخطيتها بكل نجاح من خلال مساندة الفريق الطبي المشرف على علاجي، وبفضل الجلسات المكثفة من العلاج الجسدي تمكنت من تجاوز مرحلة الانسحاب بأمان تام وبفضل العلاج النفسي والسلوكي وجلسات إعادة التأهيل علمت كيفية التعامل مع التحديات النفسية والتخلص منها مثل التي واجهتني قبل الإدمان وكانت سببًا في إدماني، وكذلك الاضطرابات النفسية التي أصابتني بعد الإدمان، وتعلمت جيدًا كيف يمكنني مواجهتها والتصدي لها دون اللجوء للإدمان، وبعد قضاء فترة ليست طويلة في المستشفى توصلت للتعافي التام واستعدت حياتي بشكل أفضل بكثير، وبفضل جلسات المتابعة المستمرة التي أتلقاها بعد التعافي أصبحت بمأمن من حدوث انتكاسة وأنعم بالتعافي المستدام.
اقرأ المزيد عن: علاج الإدمان على الابتريل
للكاتبة/ د. مروة سلامة
رويت لكم تجربتي مع إدمان الابتريل لأسلط الضوء حول مدى ضرر إساءة استخدام أي عقار أو دواء، والذي يحدث من خلال عدم الالتزام بالجرعة والمدة المحددة للاستخدام وعدم الالتزام بتعليمات الطبيب المعالج، كما أردت التنويه عن بعض التبعات والآثار السلبية للإدمان والتي تؤثر على الجسد، العقل، السلوك، والعلاقات الاجتماعية، لعلها تكون عبرة وعظة لغيري لحثهم على طلب العلاج بشكل عاجل قبل الهلاك، وتذكروا جيدًا أنه بالرغم من وجود صعوبات خلال تجربة الإدمان إلا أن هناك دومًا طريقًا نحو النجاة والتعافي، ويمكنك طلب المساعدة من مركز الهضبة للإقلاع عن هذا المخدر بسرعة وفي سرية تامة، وذلك من خلال الاتصال على الرقم التالي 01154333341.
أكتب تعليقا