جاءت تجربتي مع إدمان التمباك لأحذر كل من يستخدم هذا المخدر اللعين من أضراره الخطيرة، فقد كان مضغ التمباك شيء مبهر بالنسبة لي وكنت أرى زملائي يمضغونه وكأنه سحر يبعث فيهم الطاقة والحيوية، فيستطيعون القيام بالأعمال الشاقة والغريبة دون أي تعب وكنت أرى ذلك وأنبهر، ترددت كثيرًا لكن في النهاية قررت التجربة وأقنعت نفسي أنه مجرد نبات عشبي لا يمكن أن يضرني، أعجبني الشعور بالنشوة الذي لازمني عند مضغ التمباك لكن التجربة أثبتت لي أن النباتات الطبيعية يمكن أن تكون أخطر مما يمكن أن أتصور، لذا قررت أن أحكي لكم تجربتي بالتفصيل لأحذركم من هذا المخدر.

تفاصيل تجربتي مع الشمة 

كنت أمر بفترة صعبة وأشعر أنني لم أقدر على فعل شيء وذلك ما دفع أحد الأصدقاء إلى تشجيعي على تناول التمباك وظل يمدح في فوائده والطاقة والنشاط الذي يعطيهم للشخص، وبالفعل رغبت في تجربة الشعور الذي يتحدث عنه ولو لمرة واحدة، أحسست حينها بدفقة من الطاقة والبهجة لكنها سرعان ما تبددت، مما دفعني لتناول المزيد والمزيد من الشمة حتى أصبحت مدمنًا عليها.

استمريت في إدمان المخدر حتى بدأت أضرار الشمة في الظهور تدريجيًا على أعضاء جسمي المختلفة، كانت تلك الأعراض محدودة في بادئ الأمر، لكن مع الإهمال والاستمرار في التعاطي بدأت تزداد تعقيدًا حيث شعرت بالدوخة والرعشة كما كنت أعاني في كثير من الأحيان من نوبات فصام، وفيما بعد بدأت أعاني من حالة ارتخاء في الأعصاب وضعف جنسي وضعف في الإدراك أو التعلم والقدرة على التركيز وفقدان في الذاكرة وزيادة إفراز السوائل في رئتي، وذلك تسبب في جعل عملية التنفس أكثر صعوبة مما أدى في كثير من الأحيان إلى أزمة تنفسية عرضت حياتي للخطر أكثر من مرة. 

وبالرغم من ذلك إلا أنني لم أتوقف عن التعاطي وبدأت ألاحظ ارتفاع في ضغط الدم بصورة تدريجية، اضطرابات حادة في الجهاز الهضمي مثل قرح المعدة والإسهال والقيء، ومع قليل من الوقت حدث تسارع في معدل ضربات القلب وللأسف واجهت أكثر من مرة أزمة قلبية حادة، وبعد ذلك لاحظت زيادة في وزني بصورة غير مفهومة، وعند الفحص الطبي أدركت أنني أواجه ضعف في عملية التمثيل الغذائي التي تسببت في إصابتي بأمراض أخرى مثل فقر الدم والضعف العام، كما أصبت باسمرار وتسوس في الأسنان وتهيج في اللثة وتصلب في حركة الفم، ولم أهتم بالأمر حتى أصبحت غير قادر علي تحريك الفك جيدًا.

اتخاذ قرار العلاج رغمًا عني

بالرغم من الأضرار الكثيرة التي حدثت معي بسبب التمباك، إلا أنني لم أفكر في الإقلاع عنه إلا بعدما تعرضت لاختبار مخدرات بصورة مفاجأة في العمل، مما دفعني للتساؤل هل يظهر التمباك في التحليل أم لا، وللأسف اكتشفت أن بعض المركبات الناتجة عن تكسير التمباك في الجسم تظهر في عينات البول والدم واللعاب وحتى الشعر خلال فترة محدودة، إذ أخبرني الطبيب أن أثر التمباك سيظل في اللعاب لفترة تصل إلى 8 ساعات من آخر جرعة تم تعاطيها، بينما يظل حوالي 3 أسابيع في الدم و20 يوم في البول و90 يوم في الشعر، بسبب كثافة الجرعات التي استخدمتها وحالتي الصحية المتدهورة وعدم قدرة جسمي على طرد كل هذه السموم.

أخبرت أبي بكل شيء وعندها أرغمني على التوجه إلى مركز الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان وهناك بذل الفريق الطبي قصارى جهده لدعمي نفسيًا فور وصولي للمركز، وبدأوا يتعرفون على حالتي الصحية عبر الفحوصات التي تم إجراءها وبدأت في مرحلة سحب السموم التي تلقيت فيها الرعاية والدعم اللازمين، شعرت ببعض الألم الذي لو كنت شعرت به في المنزل لأسرعت في تناول المخدر مرة أخرى.

ما حدث معي عند ترك الشمة

عندما توقفت عن تعاطي المخدر لتنظيف الجسم من السموم، فإنني عانيت من أعراض ترك الشمة النفسية أكثر من الأعراض الجسدية، لكن المتابعة والأدوية اللازمة ساهموا في تخفيف حدة هذه الأعراض وعلاجها، ومن الأعراض الجسدية والنفسية التي شعرت بها ما يلي: 

  1. جفاف الفم. 
  2. الشعور بطعم معدني غريب.
  3. الهياج العصبي. 
  4. التقلبات المزاجية الحادة.
  5. الصداع. 
  6. الرغبة المستمرة في تعاطي المخدر.
  7. نوبات القلق. 
  8. الضعف العام. 
  9. الاكتئاب. 
  10. فقدان التركيز. 

وبعد التوقف عن التعاطي بدأت أشعر بفوائد ترك الشمة، حيث تلاشت الأضرار التي أصابتني بسبب التعاطي وبدأ جسمي في استعادة اتزانه وتعويض الخلايا التالفة به، خاصة في الأعضاء الحيوية المتجددة مثل الكبد، ومن أبرز فوائد ترك التمباك التي شعرت بها:

  1. تحسن حاسة الشم والتذوق.
  2. انتظام ضغط الدم المرتفع ومعدل حركة القلب.
  3. زيادة كثافة العظام.
  4. اختفاء اللون البني من الأسنان تدريجيًا.
  5. تحسن قدرة الجسم على التمثيل الغذائي.

مع مرور بضعة أيام استطعت أن أشعر بتحسن ملحوظ وبعدها باشرت برامج العلاج النفسي والسلوكي، حيث تم توجيهي للكثير من العادات الصحية السليمة لتجنب الوقوع في إدمان التمباك مرة أخرى.

وفي تجربتي في التعافي من التمباك نصحني الأطباء باستخدام العلكة كبديل للشمة للتغلب على عادة المضغ المستمرة حتى أعتاد على عدم وجود التمباك في فمي، ويمكن أيضًا استخدام لاصقات النيكوتين في بعض الحالات المتأخرة لتعويض الجسم عن وجود المادة المخدرة على أن يتم ذلك تحت إشراف طبي فقط.

للكاتبة/ د. ايمان سلام

تعد تجربتي مع إدمان التمباك (الشمة) بمثابة رحلة شاقة اكتشفت فيها الكثير من الأمور، إذ يكمن العائق الأكبر للعلاج في الخوف الوهمي الذي كنت أعيش فيه، لكن في الحقيقة أصبح كل شيء قابل للترويض مع التقدم الطبي الهائل الذي توصلنا إليه، لكن يظل عامل الوقت هو الأهم، فكلما بدأت العلاج مبكرًا كانت فرصتك في تجنب الألم والتعافي أسرع وأفضل، إذ يتيح العلاج فرصة أخيرة للجسم لطرد تلك السموم واستعادة الخلايا التالفة صحتها وقدرتها على العمل بنفس كفاءة ما قبل التعاطي تدريجيًا، ويتمكن مركز الهضبة من مساعدتك على الإقلاع عن الشمة في أسرع وقت ممكن دون ألم يذكر مع الدعم الطبي والأدوية اللازمة، لذا لا تتردد في التواصل معنا على الرقم التالي في أي وقت على مدار اليوم 01154333341.