هكذا بدأت تجربتي مع الفاليوم
أدعى سمير وأنا شاب في بداية العشرينات وأدرس في السنة الثانية من كلية الهندسة، وقد وصلت لهذا المكان بفضل دراستي ومجهودي إلا أن القلق ظل ملازمًا لي طوال السنة الأولى من الدراسة وكان يتسبب في حرماني من النوم والراحة خصوصًا أيام الامتحانات، وقد خفت أن تمر ساعات الليل دون نوم مما يؤثر على تركيزي في الإجابة على امتحانات هذه السنة أيضًا، فنصحني صديق السوء بتناول حبوب فاليوم للنوم فترة الليل، وظننت أنني سأتناولها لأخذ قسطًا من الراحة وبعدها استيقظ لأمارس حياتي بشكل طبيعي، وبالفعل بدأت أتناول كل يوم حبتين منه دون استشارة الطبيب، ومنذ أول حبة بدأت أشعر بالراحة والاسترخاء خلال الليل، لكن مع مرور الأيام كنت قد اعتدت عليه وبدأت في إدمانه وبدأ يؤثر سلبيًا على حياتي وجسمي بشكل كبير.
محاولتي لترك الفاليوم
حاولت التوقف عن تناول حبوب الفاليوم لآثارها المزعجة على جسمي، حيث بدأت ألاحظ شحوبًا في بشرتي، وأصبح تنفسي بطيئًا وضحلًا، وأصبحت أعاني من صعوبة في الاستيقاظ من النوم، كما صرت استثقل الدراسة ولا أستطع استكمالها، وقد رسبت في عدة مواد خلال هذه الفترة، فالسبب الأساسي وراء تناولي لهذا المخدر هو النوم جيدًا قبل الامتحانات حتى أتمكن من تقديم الإجابات الصحيحة والنجاح، وطالما انعكس كل ذلك بالإضافة إلى الأضرار التي حدثت لجسمي، فحاولت الإقلاع عن هذا الدواء اللعين إلا أنني في كل مرة كنت أتوقف عنه كنت أشعر ببعض الأعراض الأشد ثقلًا على نفسي ولم أستطع مقاومتها، فمثلًا:
- بدأت أعاني من الغثيان واضطرابات شديدة في المعدة.
- تصيبني نوبات شديدة من الصداع.
- بدأت تهاجمني نوبات من القلق والهلع الشديد.
- ارتفع ضغطي عدة مرات وكدت أفقد حياتي بسبب نوبة قلبية.
كل هذه الأعراض جعلتني أخاف من ترك الفاليوم فبقيت أتعاطاه بشكل مستمر رغم كرهي له ولإدمانه، فهو يجعلني في حالة استرخاء إلا أنه يؤذيني على المدى البعيد، ومن خلال تجربتي بعد ترك الفاليوم أدركت أنني يجب أن أختار العلاج.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية
بدأت أبحث عن العلاج
بعد البحث بشكل جدي عن مكان آمن للعلاج قد اهتديت لمركز الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان، وهو المكان الذي خرج منه مئات المرضى متعافين تمامًا دون عودة أو انتكاسة، وقد وضعت ثقتي الكاملة بهم، خاصة بعد المعاملة الطيبة التي تلقيتها من الكادر الطبي فور وصولي للمركز، وقد أخبرني الطبيب بضرورة التحلي بالصبر والإرادة القوية خلال فترة العلاج، وكنت أذهب للمركز في موعد الجلسة واتناول العلاج المحدد ومن ثم أذهب لممارسة حياتي ومتابعة دراستي لأنني طالب ولم استطع ترك الكلية، والفترة الوحيدة التي بقيت فيها داخل المركز كانت مرحلة سحب السموم للتحكم في أعراض الانسحاب.
وقد انقسم العلاج إلى 4 مراحل أساسية وهي:
- مرحلة التشخيص الطبي التي يتم بها عمل التحاليل ومعرفة تاريخ المريض مع المخدر.
- مرحلة سحب السموم من الجسم، والتي تستمر طوال فترة خروج المخدر مع الإدارة الكاملة لأعراض الانسحاب من خلال المراقبة والأدوية.
- مرحلة العلاج النفسي الإكلينيكي والتي يتم بها استخدام البرامج العلاجية التي يحتاج إليها المريض حتى يتعافى نفسيًا وفكريًا، ولا يفكر في العودة للإدمان بعد التعافي.
- مرحلة الرعاية اللاحقة وفيها يتم تحديد مجموعة من الجلسات الجماعية يتقابل فيها المتعافين ويحكي كل منهم قصته أمام الجميع حتى يتمسكوا بالنتيجة الإيجابية التي وصلوا لها ولا يفكروا في العودة للإدمان مرة أخرى.
وقد استمرت فترة العلاج حوالي 4 أشهر، وعلى عكس توقعاتي فقد كانت تجربتي مع علاج الفاليوم هينة وسهلة ولم أشعر بثقلها أبدًا بالمقارنة مع الأضرار التي شعرت بها بسبب إدمانه.
اقرأ المزيد عن : الإقلاع عن إدمان الفالوم بأمان
في نهاية تجربتي مع الفاليوم، بدءًا بالتعاطي مرورًا برحلة التعافي والشفاء، أدركت أن الإنسان ضعيفًا جدًا حيث أنه يظن أنه قوي ولن يتأثر جسده بأي شيء، ويبدأ في تناول أي عقار قد ينصحه به أحد الأصدقاء كما حدث معي، إلا أنه قد يدمنه من أول تجربة ويصل به لحالة سيئة دون وعي، ولم يقدر على التخلي عنه إلا بمساعدة خارجية من طبيب متخصص، لذلك أتمنى أن تتعلم من تجربتي وألا تجازف بالتعاطي أبدًا مهما كانت الأسباب، ولا تتناول أي دواء دون استشارة الطبيب. للكاتبة/ أ. روان الوقاف
أكتب تعليقا