تجربتي مع الإقلاع عن الشابو وأهم التحديات التي واجهتني

كيف كانت بدايتي مع الإدمان؟ 

أنا شاب عشريني انجرفت في طريق الإدمان بدافع التجربة واللهو فقد كنت شابً مستهترًا وفاقدًا للشغف، كنت مدللًا للحد الذي جعلني لا أتحمل مسؤولية أي شيء حتى مسؤولية نفسي لم أكن أعباً بها إطلاقًا، وهذا ما جعلني أنحدر في طريق الإدمان المظلم، حيث انضممت إلى مجموعة من الأصدقاء ممن هم على شاكلتي فجميعنا ليس لنا أهداف ولا طموحات وكل ما نسعى إليه هو المتعة واللهو، تجربتي الأولى لمخدر الشابو كانت مختلفة بعض الشيْ فقد خدعني الشعور الذي حصلت عليه وهو مزيج من البهجة والسعادة والطاقة والنشاط المفرط مع الشعور باليقظة والثقة في آن واحد، هذا المخدر كان مختلفًا عن أي شيء آخر قمت بتجربته، فتأثيره قوي للغاية وجعلني أدمنه بشكل سريع للغاية وبدأت أكرر التعاطي بشكل تلقائي بعد أول مرة من الاستخدام.

مع تكرار التعاطي شعرت بأعراض متعددة مثل جفاف الفم وتشقق الشفاة وتسوس الأسنان وزيادة ضربات القلب والأرق وضعف الشهية، وكذلك ألم بالصدر ورعشة وارتجاف وتوتر في عضلات الجسم واكتئاب وقلق وحزن وارتباك وصعوبة في التركيز وفقدان الذاكرة وفقدان الوزن بسبب قلة تناول الطعام وجنون العظمة وتقرحات في الجلد بسبب الحكة الشديدة الناتجة عن تعاطيه، أيضًا الغضب والعدوانية والانفعال الشديد خاصة إذا لم أكن تحت تأثير المخدر، التقلبات المزاجية الحادة والسلوك العدواني العنيف خاصة مع أقرب الناس لي، إهمال شخصي شديد خاصة عنايتي بنفسي ومظهري الخارجي والعزلة وفقدان الشغف والهلوسة التي تجعلني أسيء التصرفات بشكل كبير، وهو ما جعلني شخصًا منبوذًا والكل يشمئز من مظهري وسلوكياتي وأصبحوا يعتبرونني مجنونًا وفاقدًا للأهلية.

اقرأ المزيد عن: أعراض تعاطي الشابو لأول مرة

كيف تم إنقاذي من هذا المخدر المدمر

كل هذه التصرفات كفيلة لتدمير أسرة بأكملها وليس المدمن فقط، لو كان الأمر بيدي لبادرت بطلب العلاج لكنني كنت بحاجة لمساعدة وتشجيع على ذلك، فالمخدر كان مسيطرًا على عقلي إلى حد كبير وجعلني لا أعرف التصرف الصائب الذي يمكنني اتخاذه لإنقاذ نفسي، أصبحت تائهًا بائسًا إلى أن علم أخي المغترب بدولة أوروبية بوضعي بعد أن أخبره الكثير من الأقارب والجيران عن وضعي المزري للغاية، وبفضل دعم أخي الذي لم يتردد في المجيء على الفور ليأخذ بيدي وينتشلني من الضياع، لقد توصل أخي لمركز طبي متخصص في علاج الإدمان والاضطرابات النفسية الناتجة عن التعاطي وهو مركز الهضبة التخصصي لعلاج الإدمان، حيث تم إيداعي هناك لفترة من الزمن بلغت عدة أشهر، وبعد الخضوع لجلسات العلاج الدوائي والنفسي والسلوكي والتأهيلي المكثف تمكنت من تحقيق التعافي التام، وبفضل المتابعة المستمرة والدعم الذي أتلقاه من مركز الهضبة مازلت أنعم بالتعافي المستدام بمأمن من خطر حدوث انتكاسة.

اقرأ عن: علاج ادمان الشابو

نصائح لتجنب حدوث انتكاسة بعد التعافي

إذا سبق لك الإدمان أو إذا كنت تعرف شخص مر بهذه التجربة القاسية، فأنت بحاجة لهذه العصارة من النصائح النابعة من تجربة واقعية وقصص حقيقية بالفعل وقد أفادتني كثيراً:

1. البعد عن أصدقاء السوء والأشخاص الذين يدفعونك للإدمان.
2. البعد عن أي محفزات للإدمان.
3. البعد عن الأماكن والأشخاص التي تذكرك بالإدمان.
4. الاستعانة بمتخصص نفسي إذا واجهتك أي ضغوط قد تتسبب في اللجوء للإدمان.
5. تجنب أوقات الفراغ وإيجاد عمل أو ممارسة مهارة جديدة.
6. ممارسة التمارين الرياضية بشكل يومي.
7. تبني نمط غذائي صحي.
8. النوم لمدة كافية وتجنب السهر.
9. الانضمام للأنشطة الترفيهية والمجتمعية وتجنب العزلة.
10. الالتزام بالبرنامج العلاجي الذي يحدده مركز علاج الإدمان بعد التعافي، فبعض الحالات قد تستمر معها بعض الأعراض النفسية مثل القلق والاكتئاب، وهم بحاجة لأدوية لحين تحسن الوضع.
11. الالتزام بجلسات المتابعة الدورية التابعة لمركز علاجك من الإدمان فهذه الجلسات ضرورية للغاية وتجعلك في مأمن من الانتكاس.

اقرأ عن: كيف نتعامل مع متعاطي الشابو

للكاتبة/ د. مروة سلامة