تجربتي مع حبوب باركينول كانت مؤلمة للغاية، حيث بدأت معرفتي به بعد أن وصفه الطبيب لأخي الذي يعاني من مرض باركنسون، وهذا الدواء ساعده كثيرًا في العلاج وتحسين حالته، وقد حذرني الطبيب من تناول هذا الدواء المحظور استخدامه دون وصفة طبية، فشعرت بفضول كبير في تجربته والشعور بتأثيره على الجسم، وبالفعل استغليت صلاحيتي في الحصول عليه وبدأت في تناوله، حتى أصبحت أعاني من الاعتماد عليه ومشاكل صحية أخرى وأحتاج للمساعدة الطبية، فكيف أنقذت نفسي من إدمان باركينول…هذا ما سأحدثكم عنه اليوم في هذا المقال، فتابعوا القراءة.

كيف بدأت تجربتي مع حبوب باركينول

أُدعى سليم وأنا شاب في منتصف العشرينات ولي أخ يعاني من مرض باركنسون، وكان والداي يساعدانه في إجراءات العلاج بشكل مستمر، إلى أن توفي أبي وبدأت أمي تجد صعوبة في متابعة حالته بمفردها، فأصبحت أذهب معه للطبيب بدلًا منها، وقد وصف لي العلاجات الخاصة به وطريقة استخدامها بما فيها حبوب باركينول، وحذرني من هذا الدواء كونه محظورًا ويسبب الإدمان، بعد ذلك ذهبت لأشتري الأدوية وفي طريق عودتي وجدت نفسي فضوليًا جدًا تجاه تجربة تأثير الدواء.

سألت عنه أحد الزملاء الذي أعلم أن له تجارب مختلفة مع المخدرات، وبالتأكيد حاول إقناعي لتناول باركينول لمفعوله الساحر في راحة الأعصاب، وأخبرني أنه لن يضرني بل سأكون سعيدًا جدًا بهذه التجربة، وبالفعل جربته وبدأت في تناوله وشعرت براحة وتخلصت من الألم الذي كنت أشعر به في العظام، لكن بعد مرور 6 ساعات بدأ جسمي يشعر بثقل وظهرت أعراض شديدة مؤذية ومؤلمة وهنا لم يكن لي حل إلا في أخذ حبة أخرى.

هنا أدركت ” أنا مدمن”

مر أسبوع وأنا على هذا الحال وفي كل يوم أقول لنفسي أنني لن أكرر تناول حبوب باركينول مرة أخرى، لكنني لم أتحمل وبمجرد انتهاء مفعوله أسرع في تناول حبة أخرى، وهنا أدركت أنني لن أستطع ترك الدواء أبدًا وسأظل تحت تأثيره، ليس بسبب تأثيره المهدئ بل بسبب الأعراض المزعجة التي أشعر بها عند تركه، حيث ظهرت لدي هلاوس بصرية وانتفاخات في اللسان والوجه، وصداع شديد، وطفح جلدي، ومشاكل في الرؤية، وجفاف في الفم، كل هذا بسبب إساءة استخدامي للدواء، بعد كل ذلك أيقنت أنني مدمن وأحتاج للعلاج، إلا أنني خفت من نظرات أهلي والأشخاص من حولي حينما يعرفون أنني أُعالج من تعاطي باركينول، الدواء الذي استأمنني الطبيب عليه لأخي، فأخفيت الأمر واستمريت بالتعاطي سرًا ولم أتخذ أي خطوة نحو العلاج.

اقرأ المزيد عن: أعراض تعاطي حبوب الصراصير

اللحظة الفارقة في قرار العلاج

بمرور الأيام بدأ جسمي يعتاد على جرعة باركينول التي أتناولها ولم يتأثر بمفعولها مثل سابقًا، مما جعلني آخذ جرعة أكبر وهذا ما أدى بي لآثار جانبية قوية، مثل الهلاوس والتورمات الشديدة، وجفاف الحلق، والغثيان، والتقيؤ، وهنا قررت البحث عن العلاج قبل أن يزداد وضعي خطورة، وبالفعل بعد التواصل مع الأطباء في مركز الهضبة وحجز موعد لتشخيص حالتي، بدأت إجراءات البروتوكول العلاجي على ثلاث مراحل وهي:

  1. مرحلة التشخيص ومن خلالها تم فحصي وعمل التحاليل والتحدث معي لتقييم الوضع النفسي والإدمان.
  2. مرحلة سحب السموم وفيها خضعت لرقابة من قبل الأطباء والممرضين في المركز، كما تم دعمي بالعلاج الدوائي لتخفيف الأعراض الانسحابية.
  3. مرحلة العلاج النفسي الإكلينيكي وفيها تغلبت على التفكير الإدماني والأفكار السلبية التي راودتني خلال فترة التعاطي، وذلك لحمايتي من الانتكاسة.

اقرأ المزيد عن: علاج إدمان حبوب الصراصير

01154333341 راسلنا على

تعلمت من تجربتي مع باركينول أن الأدوية التي تعالج الأعصاب من أخطر الأدوية التي يجب التعامل معها بحذر، هي وكل الأدوية المخدرة، دون إساءة استخدامها بدافع الفضول أو للترفيه، وأننا لا يجب أن ننتظر لتتفاقم الأعراض وحدوث إدمان على الدواء، بل إن التواصل مع الطبيب والسعي لإنقاذ النفس من التعاطي واجب تجاه صحتنا النفسية والجسدية. للكاتبة/ أ. روان الوقاف