تجربتي مع حبوب السعادة بدأت بالرغبة في الترفيه عن نفسي وقضاء وقتًا سعيدًا برفقة أصدقائي فقط، لكن سرعان ما تحول الأمر إلى دوامة من الإدمان لم استطع الخروج منها بكل بساطة، فقد كانت سببًا في معاناتي من الهلاوس السمعية والبصرية والاكتئاب والمشاكل النفسية العديدة، وذلك كان السبب وراء أخذ خطوة نحو الإقلاع عنها، وإليكم أعراض إدمان حبوب السعادة من خلال تجربتي لها، وكيف تعافيت من كل ذلك.

أنا مدمن على الاكستازي

لقد بدأت تجربتي مع الاكستازي أو كما يطلق عليها حبوب السعادة من قبيل الصدفة البحتة، لقد اعتدت على حياة الترف والسهر في الملاهي الليلية مع أصدقائي، وفي ليلة حيث كنت تحت تأثير الكحول ولا أعي ماذا يحدث، قام أحد أصدقائي بإعطائي نصف حبة اكستازي، وهنا بدأت التجربة الأولى التي جعلتني أشعر بمزيج من الطاقة والنشاط المفرط والسعادة وزيادة القدرة والرغبة الجنسية، والانفصال عن الواقع والشعور بالهلاوس السمعية والبصرية.

بدأت أزيد من الجرعة تدريجيًا كل ليلة نلهو فيها، وذلك ما جعلني أدخل في حلقة مغلقة من الإدمان الشديد، فقد تم تصنيع هذه الحبوب بشكل يجذب الشباب والمراهقين لتناولها، فيجدونها مثل قطعة الحلوى اللذيذة وبألوان وأشكال متعددة ورائعة، مثل شكل فراشة أو زهرة وبألوان مثيرة ومميزة، وذلك ما جذبني إليها، كنت أتناولها عن طريق بلعها ومن الممكن أيضًا سحقها واستنشاقها، أو طحنها وتخفيفها بالماء وحقنها بالوريد للحصول على مفعول أقوى وأسرع.

اقرأ المزيد عن: أضرار الاكستازي

أعراض ظهرت بعد إدماني حبوب السعادة

كنت أظن أن بإمكاني تناول تلك الحبوب في أي وقت وأتركها كما أشاء، لكن الأمر الصادم أنها حبوب مخدرة وتعاطيها يسبب الإدمان وهذا ما أدركته بعد وقوعي في الفخ، حيث أنها من أخطر أنواع المخدرات الصناعية التي لها تأثيرات سلبية على العقل والجسم، حيث بدأت أشعر ببعض أعراض تعاطي حبوب الاكستازي بعد مرور عدة أيام، وذلك مثل:

  1. الغثيان.
  2. فقدان الشهية وفقدان الوزن.
  3. عدم الاهتمام بالمظهر الخارجي.
  4. العدوانية والعنف.
  5. الاكتئاب.
  6. فقدان الذاكرة.
  7. فقدان الرغبة الجنسية.
  8. الضعف الجنسي.
  9. الأرق والتوتر والقلق.

وبعد ذلك بدأت أدرك حقيقة إدماني عندما ظهرت علي أعراض إدمان تلك الحبوب والتي كانت كالتالي:

  1. الشعور برغبة ملحة في تناول الدواء من حين لآخر.
  2. عدم القدرة على ترك الحبوب أو التأخر عن تناول الجرعة.
  3. الشعور بأعراض نفسية وجسدية سيئة عند التوقف عن تلك الحبوب، مثل الاكتئاب والصداع.

رحلتي في التعافي من إدمان حبوب السعادة

كانت أسرتي هي السبب وراء السعي نحو طريق العلاج والتعافي، فقد كنت حقًا شابً غير مثالي ولكنني لم أكن قط مدمنًا في يوم من الأيام، لقد أصبحت أعاني من أعراض التعاطي وشعورها السئ بالرغم من لذة الشعور في باديء الأمر، وقد لاحظت أسرتي أنني لست على مايرام وبدأ يراودهم الشك في أمري، وبعد محاولات عديدة منهم لمعرفة الحقيقة ولماذا أصبحت بهذه الحالة التي يرثى لها، فانهرت وأوضحت لهم حقيقة الأمر.

وبعدها أجبرني والدي على الخضوع لتحليل الكشف عن المخدرات للتأكد من حقيقة ما أقوله، وكانت تجربتي مع تحليل الاكستازي ايجابية بالفعل، حيث تبين وجود آثارً للمادة الفعالة الموجودة في الدواء MDMA، ومن هنا بدأت رحلتي نحو التعافي التي كانت أسرتي السبب فيها.

لقد ذهبت إلى مركز الهضبة المتخصص في علاج اضطراب تعاطي المواد المخدرة، وهناك مريت بمرحلة الفحص والتقييم الشامل، حيث تحدثت إلى الطبيب عن سبب تناول المخدر والجرعة، وخضعت للتخليل في المركز أيضًا، ومن ثم تم تشخيص حالتي ووضع البروتوكول العلاجي المناسب، والذي يمر بعدة مراحل كالتالي:

  1. مرحلة سحب السموم: وفي هذه المرحلة يتم سحب المخدر من الجسم عن طريق التوقف نهائيًا عنه، ويتم التحكم في أعراض الانسحاب التي تظهر من خلال الرعاية الطبية والأدوية اللازمة.
  2. مرحلة العلاج السلوكي المعرفي: حيث يتم علاج الاضطراب السلوكي والنفسي المؤدي لاضطراب تعاطي المخدرات.
  3. مرحلة إعادة التأهيل: حيث تم إعادة تأهيلي نفسيًا وسلوكيًا واجتماعيًا بعد التعافي واكتسبت مهارات مكنتني من التعامل في الحياة من جديد.
  4. المتابعة المستمرة بعد التعافي: حيث يتم التواصل معي باستمرار حتى الآن، وإذا واجهتني أي مشكلة أو عوائق نفسية يقوم فريق المتابعة بمساعدتي على حلها لضمان عدم حدوث انتكاسة.

اقرأ المزيد عن : طريقة المثلى لعلاج الإدمان من الاكستازي

لقد تعافيت تمامًا من الإدمان وأصبحت شخصًا جديدًا أنظر للحياة بشكل مختلف بعد التعافي، ومن خلال تجربتي مع حبوب السعادة أنصح جميع الشباب والمراهقين بعدم السير وراء تأثير هذه الحبوب الخادعة، والتي تنظر لها على أنها قطعة لذيذة من الحلوى ثم تعاني من مرارتها فيما بعد، وأنصح أي شاب وقع في فخ الإدمان أن يسرع في بدء العلاج في مركز الهضبة، حيث تتم المتابعة والعلاج تحت إشراف أطباء مختصين، وهو ما يضمن لك الوصول للتعافي في أسرع وقت بالشكل الصحيح وعدم حدوث انتكاسة. للكاتبة/ د. مروة سلامة.