تجربتي مع دواء لاميكتال بدأت بوصفة طبية، ثم تطورت إلى الاعتماد والإدمان على الدواء، وهنا قررت أن أقص تجربتي حتى يأخذ البعض حذرهم ولا يقعوا في نفس الفخ عند استخدام هذا الدواء، لأن الجميع يعتقد أن وصف الدواء من الطبيب يجعله آمنًا والتعرض للإدمان عليه مستحيلًا، لكنني أؤكد لكم أن إساءة الاستخدام تسببت لي في تجربة مريرة استمرت أشهرًا طويلة.

تفاصيل بداية تجربتي مع حبوب لاميكتال

أنا سيدة في الثلاثين من عمري بدأت تجربتي مع لاميكتال بزيارة الطبيب حيث وصف لي الدواء كنوع من العلاج لاضطراب ثنائي القطب الذي اكتشفت إصابتي به، في البداية شعرت بتحسن في حالتي النفسية والبدنية واستطعت لأول مرة الالتزام بأداء مهام عملي ومنزلي دون المرور بأي تقلبات مزاجية لفترة طويلة.

كان من المفترض أن أزور الطبيب مرة أخرى للخضوع للتقييم النفسي ومعرفة الجرعات الجديدة ولكن مع شعوري باستقرار الحالة قررت الاستمرار على نفس الجرعة دون الذهاب لاستشارة الطبيب مرة أخرى.

الاعتياد على لاميكتال

بدأت نوبات الاكتئاب تزورني مرة أخرى رغم انتظامي على الدواء لذا قررت زيادة الجرعة حتى أتخلص من ذلك الشعور، وساعدني كثيرًا سعر دواء لاميكتال الذي لا يزيد عن المائة جنيه وكذلك صرفه بالروشتة المكتوبة من الطبيب جعلني أحصل عليه بكل سهولة، ولم أكن أعلم أنني أحتاج إلى تقييم آخر من الطبيب وربما أحتاج إلى أدوية مساعدة مضادة للاكتئاب، واستمريت هكذا حتى أصبت ببعض الأعراض التي تشمل:

  1. العزلة والتقلبات المزاجية الشديدة.
  2. الخوف من انتهاء الدواء.
  3. إهمال نظافتي الشخصية ومظهري.
  4. انخفاض أداء المهام المنزلية ومهام العمل.

وبعد فترة قررت التوقف عن تناول الدواء فشعرت بأعراض غريبة نفسية وجسدية علمت فيما بعد أنها أعراض انسحاب، الجسدية مثل الصداع الشديد وألم العضلات والدوخة وآلام الصدر، والنفسية مثل القلق والتهيج والاكتئاب وصعوبة التركيز كما عانيت نوبات الهلع، لذا عدت مرة أخرى إلى تناول الحبوب بل إن تجربة التوقف عن تناول الدواء جعلتني أصاب بخوف شديد من أعراض الانسحاب فواصلت تناول الدواء وزيادة الجرعات حتى تدهورت حالتي الصحية والنفسية أكثر فقررت مصارحة أحد صديقاتي المقربين بما أعانيه.

أدركت المشكلة وبدأت العلاج

صارحتني صديقتي بأن كل ما أعانيه يدل على إدمان تلك الحبوب وضرورة التوجه إلى طبيب متخصص في علاج الإدمان، وبعد البحث توصلنا إلى أن أفضل مركز متخصص في علاج الحالات المشابهة لحالتي هو مركز دار الهضبة لعلاج الإدمان، فهو يضم نخبة من الأطباء المتخصصين في علاج الإدمان والتأهيل النفسي وبالفعل ذهبت إليه ومن هنا بدأت الرحلة.

حكايتي مع مراحل العلاج في مركز الهضبة 

بدأت رحلة التعافي بمقابلة مع الطبيب المختص حيث أجرى تقييمًا شاملًا لحالتي الصحية والنفسية والتاريخ المرضي ومعرفة أسباب إساءة استخدام لاميكتال، كما أطلعته على تجربتي مع وقف تناول الدواء في المنزل، وأخبرني أن تلك الطريقة خاطئة تمامً.

بدأ الأطباء في سحب جرعات لاميكتال مع استخدام بعض الأدوية التي تعالج أعراض الانسحاب وتشمل:

  1. مضادات الاكتئاب للتحكم في التقلبات المزاجية والاكتئاب والقلق.
  2. المسكنات للتحكم في آلام العضلات والصاع التي تصاحب انسحاب الدواء.

بدأت مرحلة التأهيل النفسي والمتابعة بعد العلاج

بعد انقضاء مدة انسحاب الدواء والتعافي تمامًا من آثار لاميكتال، بدأت مرحلة العلاج والتأهيل النفسي وأهمها العلاج السلوكي المعرفي الذي يتم من خلال جلسات فردية ساعدتني كثيرًا في الشفاء التام والتعرف على خطوات وممارسات أخرى لضبط حالتي النفسية.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أوصى الأطباء بضرورة مواصلة العلاج والتأهيل النفسي لفترة بعد التعافي لضمان عدم الانتكاس، وأوصوني بحضور بعض الجلسات الجماعية التي تضم عدد من المتعافين يحكي كل منهم قصته مع الإدمان للتمسك بالتعافي.

ها أنا الآن أنقل إليكم تجربتي بعد التعافي تمامً من إدمان لاميكتال والمتابعة مع طبيب متخصص لإدارة اضطراب ثنائي القطب الذي أعانيه، وقد تعلمت درسًا قيمًا جعلني لا أفكر في تجاهل المتابعات مع الطبيب في الأوقات المحددة، ولا أقوم بتزويد جرعات الأدوية دون استشارته.

اقرأ المزيد عن: علاج إدمان الأدوية

للكاتبة/ د. غادة هيكل

تجربتي مع دواء لاميكتال بدأت بوصفة طبية وكادت تنتهي نهاية مأساوية لولا دعم أصدقائي وعائلتي ودعم المختصين، لذا عليكم أن تتعلموا منها وألا تستهينوا بأي دواء مهما كان والالتزام بالجرعات كما يصفها الطبيب لتجنب خطر الإدمان، ويمكن لمركز الهضبة مساعدتك في أي مشكلة تخص الإدمان على الأدوية أو المخدرات المختلفة، فقط تواصل معه على هذا الرقم في أي وقت على مدار اليوم 01154333341.