علاج ادمان المسكنات ضروري لمنع المضاعفات الصحية التي لا تقتصر على الجانب الجسدي فقط، بل تمتد إلى الجانب العاطفي وظهور سلوكيات خطيرة لا يمكن السيطرة عليها، لذلك، يجب الخضوع لبرنامج علاجي طبي متخصص لسحب سموم تلك الادوية من الجسم، وحضور جلسات التأهيل النفسي والسلوكي للحفاظ على التعافي واستعادة حياتك السابقة قبل التعاطي. وفي مقالنا سنعرف ما هو ادمان المسكنات وأعراض الإدمان عليه، كيف يكون الانسحاب وكيفة التخلص منه وهل يرجع الدماغ والجسم لطبيعته، وما هي أهم النصائح للحفاظ على التعافي ومنع الانتكاس، كل ذلك وأكثر نتناوله في السطور التالية فتابعوا القراءة.

فهم ادمان المسكنات والتعرف على مدمنيه

ادمان الادوية المسكنة مصطلح يشير إلى إساءة استخدام المسكنات خاصة الأفيونية التي تصرف بوصفة طبية لمدة أطول أو بجرعات أكبر مما هو موصوف، للحصول على مشاعر شديدة من النشوة والاسترخاء والراحة من الألم الجسدي، وبمرور الوقت تسبب الأدوية أضرارً على الصحة العقلية والجسدية والعاطفية والتي قد يكون من الصعب التغلب عليها بدون مساعدة مهنية، مما يجعل الشخص يتعاطاها رغم علمه الكامل بمخاطرها ويصبح في حلقة مفرغة من إساءة استخدام مسكنات الألم، وتظهر اعراض الادمان عليه بما في ذلك:

  1. استخدام مسكنات الألم حتى بعد زوال الألم.
  2. الكذب أو المبالغة في الألم للحصول على الدواء.
  3. الذهاب إلى أطباء مختلفين في محاولة للحصول على الدواء.
  4. إخفاء الأدوية.
  5. الاقتراض أو السرقة للحصول على الأدوية.
  6. قضاء الكثير من الوقت في التفكير في مسكنات الألم والحصول عليها وتناولها والتعافي منها.
  7. إهمال العائلة والأصدقاء والأنشطة التي كان يستمتع بها في السابق.
  8. إعطاء الأولوية لمسكنات الألم على حساب الأسرة والعمل والمسؤوليات المالية.
  9. الأعراض النفسية مثل القلق والاكتئاب والارتباك والتهيج والهلوسة والأوهام وتقلبات المزاج.
  10. بالإضافة للأعراض الجسدية مثل التعرق المفرط وتغير شكل حدقة العين ومشاكل في التنسيق ومشاكل النوم والحكة وكلام غير واضح، وصعوبة في التركيز وضعف الحكم والدوار والشعور بالانفصال عن الواقع.

الخطوات الأساسية للتعافي وأهمية التدخل المهني

تتضمن خطة علاج ادمان المسكنات العديد من الخطوات المتتابعة والتي سنذكرها في السطور التالية:

  1. الفحص والتقييم
    عندما تظهر على الشخص أعراض الإدمان فيجب الاستعانة بالمساعدة الطبية المهنية لفحص الأعراض وتقييم مدى شدة الإدمان ووضع خطة العلاج المناسبة لاحتياجات الفرد الشخصية، اعتمادً على نوع الدواء الذي يتم تعاطيه ومقدار الجرعة ومدى تكرارها والحالة الصحية والأمراض المصاحبة للإدمان.
  2. سحب السموم تحت إشراف طبي
    يجب تنظيف الجسم من سموم أدوية المسكنات تحت إشراف طبي لتخفيف حدة اعراض الانسحاب بما في ذلك آلام الجسم المبرحة والأرق واضطرابات المزاج والتعرق المفرط واضطرابات الجهاز الهضمي، وتستمر عملية إزالة السموم لمدة 7-10 أيام وقد تستمر حتى 14 يومًا أو أكثر حسب حالة المريض، لتلقي العلاج المكثف والدعم تحت الإشراف الطبي على مدار الساعة واستخدام بعض الأدوية المصرح بها طبيًا بما في ذلك، مضادات القلق والاكتئاب ومضادات القيء ومسكنات الألم للحد من شدة الأعراض ومنع الانتكاس.
  3. العلاج النفسي والسلوكي
    يلي إزالة السموم معالجة الجوانب النفسية والسلوكية للإدمان للتخلص من آثار المسكنات من خلال مناهج علاجية مختلفة بما في ذلك، العلاج السلوكي المعرفي للإدمان والاستشارة النفسية والذي يعد نهجًا علاجيًا فعالًا للغاية.
  4. مجموعات الدعم
    توفر الدعم المستمر للمساعدة في التعافي على المدى الطويل والاتصال بالمجتمع من خلال التعرف على تجارب الآخرين واكتساب آليات جديدة للتعامل مع الضغوط الحياتية في المستقبل.
  5. الرعاية اللاحقة
    يساعد الدعم المستمر والمشورة بعد العلاج على منع الانتكاس ودعم التعافي على المدى الطويل، وقد تستمر الرعاية اللاحقة لمدة 12 شهرًا للمتعافين.

قد تختلف مدة علاج ادمان المسكنات من شخص لآخر، فالبعض يستغرق 30 يومًا، وأخرون 90 يومًا حتى يشعروا بأنهم استعادوا السيطرة على حياتهم، لذلك، لا ينصح الخبراء بعلاج ادمان المسكنات بمفردك في المنزل فقد يتسبب ذلك في حدوث مضاعفات صحية ونفسية خطيرة أو تتسبب حدة اعراض الانسحاب في الانتكاس والعودة مجددًا للتعاطي، مما يجعلك تدور في حلقة مفرغة من الإدمان المستمر، لذا من الضروري طلب المساعدة المهنية للعلاج ويوفر لك مركز الهضبة خدمات طبية مميزة وبرامج علاجية تتناسب مع كل حالة، كما أن فريق العمل متاحً في خدمتك على مدار 24 فلا تتردد في التواصل معه على هذا الرقم 01154333341.

اقرأ المزيد عن : اضرار المسكنات

إمكانية عودة عقل المدمن لتوازنه الطبيعي بعد التعافي

غالبًا ما تعود مستويات الدوبامين والأدرينالين في الدماغ وحساسية المستقبلات لطبيعتها في خلال 4 إلى 8 أسابيع بعد علاج ادمان المسكنات، ويمكن أن تتبدد أعراض القلق والتشنجات والإسهال، وقد تستغرق عملية إعادة كيمياء الدماغ لدى بعض الأشخاص شهرًا، وقد تستغرق لدى آخرين عدة أشهر، فالجهاز العصبي البشري مرن، مما يعني أنه يمكن أن يتغير للأسوأ والأفضل، ويمكن للأدمغة التي تضررت بسبب تعاطي المسكنات أن تتخلص من السلوكيات السلبية وتعود لطبيعتها.

أسرار الحفاظ على التعافي الدائم والوقاية من الانتكاس 

فيما يلي سنوضح أهم النصائح للمتعافين بعد علاج إدمان المسكنات لمنع الانتكاس:

  1. الابتعاد عن الأصدقاء القدامى الذين قد يكونون متورطين في تعاطي المسكنات.
  2. حضور اجتماعات مجموعات الدعم والمشاركة في الأنشطة المنتظمة التي تعزز الرصانة.
  3. بناء شبكة دعم من الأقران والانضمام إليها.
  4. تعلم استراتيجيات التحكم في الرغبة.
  5. التثقيف حول الانتكاس وتحديد علامات التحذير والمحفزات وتجنبها.
  6. إشراك الأسرة والمتابعة.
  7. البقاء مشغولًا قدر الإمكان.

للكاتبة/ د. منار أحمد السعدني

علاج ادمان المسكنات يتضمن الخضوع لبرنامج علاجي متخصص لتنظيف الجسم من السموم وتخفيف حدة أعراض الانسحاب ثم حضور جلسات الاستشارة النفسية والسلوكية للحفاظ على التعافي ومنع الانتكاس، من خلال تعلم المزيد حول آليات الدعم وتجنب المحفزات والمشاركة الأسرية، وإذا كنت ترغب في عمل استشارة عن بعد أو تحجز موعدًا للزيارة في مركز الهضبة، فعليك بالاتصال على هذا الرقم في أي وقت 01154333341.