علاج إدمان المهدئات يجب أن يتم تحت الإشراف الطبي حيث يتم استخدام أدوية لإزالة السموم للسماح لجسمك بالتعود ببطء على العمل دون المهدئات، يتبع ذلك سلسلة من الجلسات النفسية والسلوكية لتحقيق التعافي الكامل ومنع الانتكاس في المستقبل. وفي مقالنا سنطرح ما يجب أن تعرفه عن إدمان المهدئات وخطوات العلاج بالتفصيل، ومتى يجب إجبار المدمن على العلاج وما هو دور الأسرة والمجتمع في دعم التعافي ومنع الانتكاس، فتابعوا القراءة.

ما يجب أن تعرفه عن إدمان المهدئات

يُعرف إدمان المهدئات بالاستخدام القهري غير المنضبط للأدوية المهدئة مثل البنزوديازيبينات والباربيتورات وأدوية النوم على الرغم من كل الضرر التي تسببها وحدوث التسامح والاعتماد، ويصاحب ذلك تطور تغيرات وظيفية داخل الدماغ مما يؤثر على دوافع الفرد وعمليات التفكير والسلوكيات، وذلك يؤثر سلبًا على كل جانب من جوانب حياته لدرجة أن تعاطي تلك الأدوية يصبح أولوية على كل شيء آخر.

وقد يتم إدمان المهدئات للأسباب التالية:

  1. العوامل النفسية مثل الإجهاد المزمن أو القلق أو الصدمة ومواجهة مشاعر ساحقة أو ظروف حياة صعبة، مما يجعل الأفراد تلجأ إلى المهدئات كوسيلة للتكيف وإيجاد راحة مؤقتة.
  2. التأثيرات الاجتماعية والبيئية بما في ذلك، ضغط الأقران أو التوقعات المجتمعية أو العيش في بيئة يسود فيها إساءة استخدام المهدئات على احتمالية إساءة استخدام الفرد لهذه الأدوية.

وتشمل أعراض ادمان المهدئات ما يلي:

  1. استخدام كمية أكبر من المهدئ أو لفترة أطول من المقصود.
  2. تطوير التسامح والاعتماد الجسدي.
  3. الشعور بأعراض الانسحاب عند التوقف عن استخدام المهدئات أو تقليلها.
  4. الرغبة الشديدة في استخدام المهدئات.
  5. عدم القدرة على تقليل أو التوقف عن استخدام المهدئ.
  6. استخدام المهدئات حتى في الحالات الخطيرة.
  7. الاستمرار في استخدام المهدئات على الرغم من المشاكل العاطفية التي تسببها.
  8. قضاء قدر متزايد من الوقت في الحصول على المهدئات واستخدامها والتعافي منها.
  9. إهمال المسؤوليات في الأسرة والعمل أو الدراسة.
  10. التخلي عن الأشياء التي كنت تستمتع بها أو تريدها بسبب استخدام المهدئات.
  11. الاستمرار في استخدام المهدئات على الرغم من وجود مشاكل صحية عقلية أو جسدية.
  12. الأعراض النفسية مثل الارتباك والقلق وتقلبات المزاج والاكتئاب والانسحاب الاجتماعي والعزلة.
  13. بالإضافة إلى الأعراض الجسدية مثل ضعف الحكم وعدم القدرة على التركيز وضعف الذاكرة والشعور بالدوخة أو الدوار والتنفس البطيء أو الضحل والكلام غير الواضح.

اقرأ المزيد عن : أضرار المهدئات على متعاطيها

الطرق اللازمة للتعافي والمدة المتوقعة 

علاج ادمان الحبوب المهدئة يتضمن الخضوع لبرنامج علاجي متخصص يتضمن الخطوات التالية:

عملية إزالة السموم

يتم فيها منع المريض من تناول المهدئات نهائيًا للسماح للجسم بتطهير نفسه من سموم المهدئات وقم يتم استخدام أدوية مصرح بها تساعد على تنظيف الجسم منها تحت إشراف ودعم طبي مستمر على مدار الساعة في مركز علاج الإدمان، مما ينتج عنه ظهور بعض أعراض الانسحاب مثل القلق والاكتئاب والتهيج واضطرابات الجهاز الهضمي والأرق والتعرق الزائد، وقد تستغرق هذه العملية مدة تتراوح ما بين 7-10 أيام اعتمادً على نوع المهدئ وحالة المريض الجسدية وتاريخه الطبي.

العلاج النفسي

ويتضمن ذلك العلاج السلوكي المعرفي لتغيير سلوكيات المريض والتعرف على مسببات ومحفزات الإدمان وكيفية تجنبها، بالإضافة إلى إدارة الطوارئ لتعلم سلوكيات جديدة والتخلص من السلوكيات القديمة من خلال تقديم مكافآت إيجابية لكل اختبار بول خالٍ من المخدرات، والعلاج بالتعزيز التحفيزي لمساعدة الشخص على حل أي شكوك لديه بشأن التوقف عن التعاطي.

برنامج الرعاية الداخلية

الذي يتم إجراؤه على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع إما في المستشفى أو في مركز سكني، حيث يعيش المريض هناك ويشمل علاج الإدمان عادةً الاستشارة الجماعية والفردية، جلسات العلاج السلوكي، والأنشطة الترفيهية المجدولة، مع الرعاية الطبية الشاملة على مدار الساعة، والمساعدة في علاج الاضطرابات الصحية العقلية المصاحبة والحالات الطبية الأخرى.

برامج الرعاية الخارجية

بما في ذلك برامج الاستشفاء الجزئي وبرامج العيادات الخارجية المكثفة والتي تكون أكثر مرونة حتى يتمكن الشخص من الذهاب إلى العمل أو حضور المدرسة، وتتضمن جلسات العلاج النفسي التربوي للوقاية من الإدمان والانتكاس واستشارات جماعية وفردية يومية أو أسبوعية ومجموعة استشارات متعددة للعائلات.

الرعاية اللاحقة

توفر الرعاية المستمرة مجموعة من الخدمات التي تدعم الشخص بعد انتهاء مرحلة إعادة التأهيل الرسمية وقد تشمل الخدمات مساكن المعيشة الرصينة، الاستشارة الفردية أو الجماعية، وتدريب التعافي مما قد يساعد الفرد في العثور على وظيفة أو اتخاذ خطوات أخرى ضرورية للعودة إلى حياته السابقة قبل الإدمان.

متى نلجأ للقوة الجبرية في علاج المدمن؟

يجب اللجوء للقوة الجبرية مع المدمن للذهاب لبدء جلسات العلاج في المركز إذا كانت حالته سيئة للغاية، وبدأت المضاعفات الصحية والنفسية الخطيرة للمهدئات في الظهور عليه، مما يشكل خطرًا على صحته قد ينهي حياته، ذلك بالإضافة إلى العواقب الاجتماعية والنفسية على من حوله، حينها يمكنك استخدام القوة للحفاظ على حياته، لكن هذا الأسلوب قد ينقلب بالعكس فيما بعد ويجعل المريض يذهب للمخدرات بعد الخروج من المركز أو يسعى بكل الطرق للهروب من هناك، لذا لا تلجأ لهذا الأسلوب إلا بعد محاولات كثيرة لإقناعه بالعلاح.

اقرأ المزيد عن: كيفية اقناع مدمن المخدرات والعلاج

دور الأسرة والدعم الاجتماعي لمنع الانتكاس

يساعد الدعم الاجتماعي في زيادة فعالية المرضى في التعامل مع الضغوط والآثار السلبية للحياة المجهدة، كما يلعب دورًا هامً في الالتزام بالعلاج ضد الإدمان على المهدئات والمخدرات والوقاية من الانتكاس، والتحسن على المدى الطويل، كما تظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يتمتعون بدعم عائلي قوي هم أكثر عرضة للبقاء في العلاج، والتوقف عن إساءة استخدام المواد والحفاظ على الرصانة، وعادة ما تستغرق الجلسة الواحدة من جلسات العلاج الأسري حوالي ساعة ويمكن أن تختلف بناءً على احتياجات الأسرة الفريدة. 

وفيما يلي سنوضح لكم أهم النصائح لتقديم الدعم الأسري المناسب:

  1. الاستماع بصدق وفهم أفكار ومشاعر الفرد لبناء الثقة وتشجيع الانفتاح وتقليل العزلة، مما قد يقلل من الرغبة في استخدام المواد المهدئة.
  2. التعبير عن الأفكار والمشاعر بصراحة وصدق مع احترام حقوق الآخرين لوضع حدود صحية وتحفيز الفرد على تحمل المسؤولية عن أفعاله، مما يعزز المساءلة والتقدم في التعافي.
  3. الانتباه الكامل لما يقوله الشخص الآخر دون مقاطعة أو إصدار أحكام، مما يجعل المتعافي يشعر بأنه مسموع ومُقدَّر، وهو أمر بالغ الأهمية لشفائه العاطفي.
  4. احترام وتقدير آراء ومشاعر الآخرين، حتى وإن كانت تختلف عن آرائك ومشاعرك مما يعزز من احترام الذات والثقة بالنفس لدى الفرد المتعافي، ويشجعه على الالتزام برحلة التعافي.
  5. قراءة الإشارات الاجتماعية والتواصل غير اللفظي، مثل لغة الجسد وتعبيرات الوجه، لفهم السياق الكامل للمحادثات والاستجابة بشكل مناسب لمساعدة المتعافي في تحديد المشاعر والاحتياجات الأساسية، مما يدعم عملية التعافي.
  6. التثقيف الصحي حول اعراض الانتكاس للتعرف عليها في البداية وطلب المساعدة المهنية.

للكاتبة/ د. منار أحمد السعدني.

علاج ادمان المهدئات أمر ضروري لتجنب المضاعفات الصحية والنفسية الخطيرة لهذه الادوية باستخدام مزيج من الأدوية اللازمة والعلاج السلوكي تحت إشراف طبي في مركز علاج الإدمان، لتحديد الأسباب والتعرف على الأعراض واستكشاف خيارات العلاج المتاحة لاتخاذ الخطوات اللازمة نحو التعافي، ويوفر لكم مركز الهضبة خيارات كثيرة حول برامج علاج المهدئات، فإذا كنت تعاني من اضطراب استخدامها أو لديك مشكلة تخص تناول دواء معين، فعليك أن تسرع في التواصل معنا على هذا الرقم 01154333341، نحن في خدمتكم على مدار اليوم.