علاج إدمان حبوب الهلوسة يتطلب نهجًا شاملًا من العلاج الدوائي والنفسي والدعم الأسري والاجتماعي، ويستلزم طلب العناية الطبية على وجه السرعة لأن حبوب الهلوسة لها تأثيرات شديدة الخطورة على الدماغ والجسم، لذا من الضروري عدم تجاهل المشكلة وطلب المساعدة الطبية بشكل عاجل من خلال التواصل مع أقرب مركز طوارئ، أو مركز متخصص في علاج حالات اضطراب تعاطي المواد المخدرة.
إدمان حبوب الهلوسة وأهم الأسباب والعلامات المميزة
حبوب الهلوسة هي مجموعة من المواد المخدرة التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي والدماغ، مما ينتج عنها تغيرات غير طبيعية في الوعي والإدراك والحواس والتفكير والمشاعر، وتتسبب هذه الحبوب في رؤية وسماع أشياء غير حقيقة والشعور بها رغم أنه لا وجود لها وتُعرف بإسم الهلاوس.
ويحدث إدمان حبوب الهلوسة عند الاعتماد النفسي والجسدي عليها للحصول على تأثيرات عاطفية وعقلية، وتسبب المهلوسات إدمانً نفسيًا قويًا حيث يشعر الشخص برغبة ملحة في تعاطي الدواء للهروب من حياته الواقعية.
ومن أهم أسباب إدمان حبوب الهلوسة مايلي:
- الفضول لاكتشاف وتجربة أشياء جديدة خاصة بين الشباب والمراهقين.
- الرغبة في الشعور بالانفصال عن الواقع.
- الهروب من ضغوط الحياة اليومية ومن المشاكل الأسرية والمجتمعية.
- التخلص من التوتر والقلق والحصول على راحة مؤقتة.
- البحث عن وسيلة لتخفيف الألم النفسي والعاطفي.
- الشعور الزائف بأن حبوب الهلوسة تعزز من الابداع والإدراك الروحي.
- سهولة الحصول على بعض المهلوسات.
- عدم الوعي بخطورة حبوب الهلوسة وتأثيراتها السلبية على الصحة.
- تكرار استخدام الحبوب وهو ما يؤدي لزيادة التحمل وطلب الجسم للمزيد منها والدخول في دائرة الإدمان عليها.
ومن أهم أعراض الإدمان على حبوب الهلوسة ما يلي:
- نوبات ذعر وقلق عند محاولة التوقف عن الحبوب.
- صعوبة التفريق بين الواقع والهلاوس وهي من أهم أعراض استخدام حبوب الهلوسة.
- تغييرات في النشاط العصبي مثل حدوث رعشة وتسارع نبضات القلب وهي من أعراض تعاطي حبوب الهلوسة.
- صداع ودوخة متكررة.
- اضطرابات النوم.
- الانعزال عن الأهل والأصدقاء.
- التصرف بشكل غير عقلاني واتخاذ قرارات خطيرة وهي من أبرز علامات متعاطي حبوب الهلوسة.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية
خطوات فعالة نحو علاج إدمان المهلوسات والمدة المتوقعة
علاج تعاطي حبوب الهلوسة يتم من خلال عدة مراحل يخضع لها المريض والتي تشمل ما يلي:
- التقييم الطبي والنفسي: حيث يتم إجراء العديد من الفحوصات الطبية والنفسية الشاملة للتحقق من مدى تأثير المخدر على العقل والجسم، ويتم تحديد الخطة العلاجية المناسبة لحالة المريض النفسية والجسدية.
- مرحلة سحب السموم من الجسم (Detoxification): تهدف هذه المرحلة إلى التخلص من أي آثار للمخدر بالجسم، حيث يتم ذلك في بيئة طبية آمنة لضمان عدم حدوث أي مضاعفات أثناء التعامل مع أعراض انسحاب حبوب الهلوسة، التي غالبًا ما تكون بعض الأعراض النفسية هي الأكثر شيوعًا خلال هذه المرحلة من علاج حبوب الهلوسة، مثل القلق والاكتئاب ونوبات الذعر.
- العلاج النفسي والسلوكي: والذي يشمل عدة أنماط من العلاج مثل:
- العلاج السلوكي المعرفي: وهو ما يساعد المريض على فهم الأسباب المؤدية للإدمان وتغيير الأنماط السلبية للتفكير.
- العلاج الجماعي: وهو ما يساهم بشكل كبير في تعزيز الشعور بالانتماء والدعم المجتمعي من خلال دمج المريض في مجموعات لها نفس التجارب.
- العلاج الفردي: حيث يخضع المريض لجلسات علاج فردية مع طبيب نفسي لمعرفة المشاكل النفسية والأسرية والعاطفية المؤدية للإدمان.
- العلاج الأسري: حيث يصبح أفراد الأسرة جزء من خطة العلاج عن طريق تكوين بيئة أسرية داعمة وتحسين العلاقات وتقوية الرابط الأسري، وهو ما يساهم في نجاح خطة العلاج بشكل كبير. - مرحلة إعادة التأهيل النفسي: والهدف منها هو مساعدة المريض على بدء حياة جديدة بدون الاعتماد على المخدرات، حيث يتم ذلك من خلال الإقامة في مراكز إعادة التأهيل لتوفير بيئة صحية آمنة وخالية من محفزات الإدمان، ومساعدة المريض لتعلم مهارات حياتية جديدة وتطوير بعض الأنشطة الإيجابية التي تساعده في الاستمرار نحو التعافي التام.
- الوقاية من الانتكاس: ويتم تنفيذ ذلك عن طريق وضع خطط واستراتيجيات للقدرة على التعامل مع محفزات الإدمان، مثل الابتعاد عن الأشخاص والأماكن التي تجعل المريض يتذكر الإدمان ويفكر في العودة إليه، وتعلم استراتيجيات جديدة لمقاومة بعض التحديات والضغوط اليومية والقدرة على مواجهة القلق والتوتر بدون الحاجة إلى أي حبوب هلوسة.
- المتابعة والدعم المستمر: ويتم ذلك من خلال المتابعة بشكل منتظم مع معالج نفسي أو استشاري متخصص في الإدمان لضمان عدم حدوث أي انتكاسة، ومتابعة الحالة النفسية للشخص بعد التعافي التام.
ملحوظة: مدة علاج ادمان حبوب الهلوسة تختلف من شخص لآخر باختلاف عدة عوامل مثل نوع المادة المستخدمة، الحالة الصحية العامة، الحالة النفسية للمريض، وكذلك مدة الإدمان على الحبوب، ولكن يمكن تقسيم خطوات العلاج إلى عدة مراحل ولكل منها مدة متوقعة حيث تستغرق مرحلة إزالة السموم من أسبوع إلى أسبوعين، ومرحلة العلاج النفسي والسلوكي من 3 إلى 6 أشهر، ومرحلة إعادة التأهيل من شهر إلى 6 أشهر، أما عن مدة المتابعة والدعم المستمر فتكون من 6 أشهر إلى أكثر من ذلك وقد تظل إلى سنوات في حالات الإدمان المزمن.
اقرأ المزيد عن: علاج إدمان الأدوية… طريقك الآمن نحو التعافي الكامل
هل يمكن فرض العلاج على مدمن المهلوسات ويتعافى؟
فرض العلاج على مدمن حبوب الهلوسة قد يكون ضروريًا في بعض الحالات، خاصة إذا كان الإدمان يشكل خطرًا على حياة المريض وحياة المحيطين به، ولكن بشكل عام استعداد الشخص للعلاج هو ما يضمن فاعلية ونجاح الخطة الموضوعة والوصول للتعافي التام، ولكن العلاج القسري يزيد من خطر حدوث انتكاسة بعد التعافي التام، فإذا لم يكن الشخص مقتنعًا بأهمية العلاج فقد يعود للإدمان بعد الخروج من المركز، لذا من الضروري التحدث مع المدمن بطريقة هادئة وحكيمة حول مدى تأثير المخدر على حياته، ويمكن الاستعانة بخبراء نفسيين أو استشاري الإدمان للحصول على نصائح فعالة حول كيفية إقناعه بالعلاج بشكل ودي.
اقرأ المزيد عن: كيفية التعامل مع المدمن فترة العلاج وبعد التعافي
للكاتبة/ د. مروة سلامة
الوقاية من الانتكاسة والتغييرات الإيجابية في نمط الحياة هما أساس نجاح علاج ادمان حبوب الهلوسة والوصول إلى التعافي المستدام، لذلك على الأسرة والمجتمع التنويه عن مخاطر وسلبيات الإدمان وتكوين شبكة داعمة مليئة بالتشجيع والأمل خاصة مع الشباب والمراهقين، وتعزيز الروابط الأسرية والعلاقات بين أفراد الأسرة، وإذا كنت تحتاج إلى استشارة طبية أو ترغب في الإقلاع عن إدمان أي دواء مخدر، فعليك أن تسرع في التواصل معنا في مركز الهضبة لمساعدتك على حل المشكلة بأبسط الطرق، فقط قم بالاتصال على هذا الرقم 01154333341.
أكتب تعليقا