علاج الإدمان على المخدرات يتطلب بروتوكول علاجي شامل متعدد الأبعاد، بحيث يتضمن مجموعة من الأساليب التي تهدف إلى مساعدة المدمن على التوقف عن تعاطي المواد المخدرة وكذلك التخلص من أي آثار سلبية للإدمان، وتشمل خطة العلاج العديد من الخطوات والمراحل والتي تتضمن العلاج الطبي، العلاج النفسي، الدعم الاجتماعي، والرعاية والمتابعة المستمرة بعد العلاج لضمان عدم العودة للإدمان نهائيًا، وفي مقال اليوم سنتعرف على إدمان المخدرات وأسبابه وأعراضه، البرامج المتخصصة للتعافي، وخطوات العلاج في مركز الهضبة، فتابعوا القراءة.

مقدمة عن الإدمان: أسبابه وأعراضه

اضطراب الإدمان هو حالة طبية تتمثل في الإفراط أو الاستمرار في تعاطي العقاقير والمواد المخدرة، التي تسبب تغييرًا في كيمياء المخ وتحدث تغييرات في الدماغ بحيث يسعى الشخص لتعاطي المزيد منها بالرغم من التأثيرات الجسدية والنفسية والسلوكية الخطيرة التي يتعرض لها، لا يقتصر الإدمان على الاعتماد الجسدي فقط لكنه يشمل أيضًا الاعتماد النفسي والسلوكي، مما يجعل  من الصعب على المدمن التوقف عنه بمفرده بدون برنامج علاجي متخصص وتحت الرعاية الطبية.

وهناك بعض العوامل النفسية والاجتماعية التي تدفع الشخص للإدمان ومنها مايلي:

  1. الضغوط النفسية والتعرض للتوتر الزائد.
  2. القلق والاكتئاب حيث يلجأ الشخص لاستخدام المخدرات لتخفيف حدة الاضطرابات الناجمة عنهما.
  3. التعرض لصدمات نفسية وعاطفية مع الافتقار إلى مهارات التعامل مع المشاعر السلبية مثل الغضب، الحزن، الوحدة، فيلجأون لتسكين آلامهم بالمخدرات.
  4. التعرض لتجارب سابقة للإيذاء الجسدي والنفسي، حيث يجد البعض أن المخدرات وسيلة للتكيف مع تلك الصدمات السيئة.
  5. العيش في بيئات ينتشر فيها تعاطي المخدرات.
  6. التعرض لمشاكل أسرية والتفكك الأسري وهو ما قد يساهم في دفع الشخص إلى الإدمان.
  7. إذا كان أحد الأبوين أو أحد أفراد الأسرة يتعاطى المخدرات.
  8. الضغط من الأقران ورفقاء السوء خاصة في فترة المراهقة، ذلك ما يدفعهم لتجربة المخدر بهدف قبولهم اجتماعيًا.
  9. الشعور الزائف بقدرة المخدر على تحسين الأداء، حيث يعتقد البعض أن له تأثير في زيادة النشاط البدني، العقلي، 
  10. أو حتى النشاط الجنسي.

وهناك بعض الأعراض التي تظهر على المدمن وتدل على أنه يعاني من الإدمان مثل:

  1. تقلب المزاج والتغييرات السلوكية.
  2. فقدان الاهتمام والشغف بالأنشطة اليومية.
  3. الانطواء والعزلة عن الآخرين.
  4. صعوبة التركيز وضعف التفكير.
  5. القلق والاكتئاب.
  6. ضعف الشهية وفقدان الوزن.
  7. القيام بتصرفات متهورة.
  8. كثرة الكذب والخداع خاصة في الأمور المادية.
  9. العدوانية والغضب غير المبرر.
  10. ضعف التنسيق الحركي.
  11. الإرهاق المستمر.
  12. مشاكل الجهاز التنفسي.
  13. مشاكل بالنوم.
  14. الشعور بالتعب والإرهاق والخمول والكسل.

البرامج المتخصصة لعلاج الإدمان ومدتها

أنواع برامج علاج ادمان المخدرات

مدة البرنامج

مميزات البرنامج 

العيوب

برنامج الاقامة الكاملة

المدة المعتادة تتراوح بين 30-60 يوم.

وبعض الحالات تتطلب فترة تصل إلى 6 أشهر.

  • إشراف طبي ونفسي متكامل.
  • بيئة آمنة وخالية من المخاطر.
  • العلاج الشامل وهو ما يتضمن العلاج النفسي والاجتماعي والسلوكي وتنمية المهارات والعلاج الجماعي.
  • إدارة الأعراض الانسحابية بشكل آمن.
  • التواصل الاجتماعي خلال فترة العلاج.
  • توفير الاستقرار العاطفي والنفسي للمريض.
  • ارتفاع التكلفة المالية.
  • الانعزال عن الحياة اليومية المعتادة مثل العمل والدراسة والأسرة.
  • طول مدة العلاج.
  • عدم التكيف مع بعض الأنماط العلاجية.

برنامج العلاج الجزئي

من 3-6 أشهر أو حسب استجابة الحالة للعلاج.

  • مرونة الوقت.
  • التكلفة منخفضة إلى حد ما.
  • عدم الحاجة للإقامة في المنشأة العلاجية على مدار 24 ساعة.
  • إتاحة الزيارات والأنشطة اليومية حيث يتطلب حضور المدمن مرات معدودة في الأسبوع.
  • الشعور بالاستقلالية حيث يتمكن المدمن من ممارسة حياته في بيئته الطبيعية.
  • تقديم الدعم المستمر ومتابعة المشاكل النفسية باستمرار. 
  • البيئة المحفزة للإدمان.
  • عدم الخضوع للإشراف الطبي المستمر.
  • ضرورة الالتزام الشخصي لنجاح العلاج.
  • فقدان التواصل مع البيئة العلاجية المكثفة.
  • التعرض لضغوط الحياة اليومية.
  • عدم الخضوع لرعاية نفسية مكثفة وذلك قد يؤدي للعودة للإدمان مرة أخرى.

برنامج العلاج المنزلي

تختلف من حالة لأخرى ولكن بشكل عام تتراوح من 3-6 أشهر.

  • المرونة والراحة حيث يتم العلاج في المنزل.
  • انخفاض التكلفة.
  • الدعم الأسري.
  • الخصوصية والسرية التامة.
  • الحصول على خطة علاجية فردية تناسب ظروف الشخص.
  • عدم الخضوع للإشراف المستمر.
  • التعرض لمحفزات الإدمان.
  • ضعف الالتزام الشخصي بالعلاج من بعض الأشخاص.
  • احتمالية التأثير السلبي على الأسرة.
  • الحاجة إلى مراقبة دقيقة.

برنامج الدعم الاجتماعي

يتراوح بين 3- 6 أشهر. 

  • الدعم العاطفي والشعور بالانتماء.
  • المساعدة في مواجهة التحديات اليومية.
  • تقليل فرص حدوث انتكاسة.
  • تعزيز الجانب الشخصي تجاه المسؤولية.
  • التأثيرات السلبية  إذا كانت الشبكة الاجتماعية سامة.
  • وجود صعوبة في التواصل مع الأفراد الآخرين.
  • اعتماد الشخص على الدعم الاجتماعي دون اتخاذ إجراء علاجي إضافي.
  • عدم وجود إشراف مهني مكثف.

برنامج العلاج الدوائي

يتم على مرحلتين:

  • المرحلة الأولى (سحب السموم) من 2-4 أسابيع.
  • المرحلة الثانية (مرحلة التثبيت) تستمر لعدة أشهر أو أكثر، فبعض الحالات تطلب علاج طويل المدى لمنع حدوث انتكاسة.
  • تخفيف الأعراض الانسحابية.
  • تقليل الرغبة في تعاطي المخدر.
  • دعم استقرار الحالة النفسية.
  • تحسين الجودة الحياتية.
  • يساعد في علاج الإدمان المزمن.
  • ارتفاع تكلفة بعض الأدوية.
  • الاعتماد على بعض الأدوية.
  • الإصابة بالعديد من الآثار الجانبية المحتملة للعقار.
  • الشعور بأعراض انسحابية عند التوقف المفاجىء عن الأدوية.
  • العلاج الدوائي لا يركز بشكل فعال على معالجة الأسباب النفسية.

 

ملحوظة: لا يمكن علاج الإدمان بالتدريج حيث يظل الشخص في حلقة مغلقة من الإدمان، ولكن علاج الإدمان يتطلب التوقف نهائيًا تحت إشراف طبي وليس من تلقاء نفسك، حيث يتم إدارة الحالة الجسدية والنفسية الناتجة عن التوقف المفاجئ وفق بروتوكول علاجي ملائم لحالة المريض، وهو ما يجعل خطة العلاج تسير بالشكل الصحيح وصولًا للتعافي التام. 

اقرأ المزيد عن : نهاية مدمن المخدرات

خطوات علاج الإدمان على المخدرات في مركز الهضبة بسرية

رحلة علاج الإدمان على  المخدرات  تتضمن خطة شاملة ومتكاملة من الخطوات الفعالة للتعافي، ومن أشهر المراكز المتخصصة في علاج الإدمان والتأهيل النفسي مركز الهضبة التخصصي، حيث يتبع برنامج علاجي أثبت نجاحه في علاج الكثير من حالات اضطراب تعاطي المواد المخدرة، وتشمل خطواته ما يلي:

  1. التقييم الطبي وتشخيص الحالة: حيث تبدأ خطة علاج الإدمان بإجراء تقييم طبي شامل للمريض لتحديد نوعية المخدر، مدة التعاطي، والحالة الصحية العامة للمريض، كما يتم إجراء تقييم نفسي له للتأكد من عدم وجود أي أمراض نفسية عند المريض والتي قد تكون مرتبطة بالإدمان، مثل اضطراب القلق والاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة.
  2. مرحلة سحب السموم: وتهدف هذه المرحلة إلى التخلص من سموم وآثار المخدر من الجسم، والذي يكون مصحوبًا ببعض الأعراض الانسحابية التي يتم التحكم بها من خلال بعض الأدوية الخاصة بذلك، حيث يتم وضع البروتوكول العلاجي المناسب الذي يقلل من الرغبة في الحصول على المخدر.
  3. العلاج النفسي والسلوكي: وهو مرحلة أساسية في خطوات العلاج وتنقسم إلى ثلاث محاور رئيسية، وهي:
    - العلاج السلوكي المعرفي: حيث يهدف إلى تغيير الأنماط السلوكية والأفكار التي تدفع الشخص نحو الإدمان.
    - العلاج الجماعي: حيث يتضمن حضور جلسات العلاج الجماعي في مجموعة من المدمنين في بيئة داعمة، بهدف مشاركة التجارب ومساعدة بعضهم البعض.
    - العلاج الأسري: بحيث يتم تدريب أفراد الأسرة على طريقة التعامل مع المدمن خلال وبعد مرحلة العلاج، والعمل على تحسين العلاقات الأسرية التي قد تكون تأثرت بالإدمان.
  4.  العلاج الوقائي والمتابعة والدعم المستمر: حيث يتم التواصل مع الحالة بشكل مستمر بعد التعافي لضمان عدم حدوث انتكاسة، كما يتم إجراء بعض الجلسات الاستشارية الدورية مع استشاري الإدمان المتخصص في متابعة الحالة.

علاج الإدمان في مستشفى الهضبة يتم تحت إشراف طبي مكثف يجمع بين العلاج النفسي والجسدي في بيئة آمنة ورعاية مستمرة تساعد المدمن على التعافي، وتختلف تكلفة علاج الإدمان باختلاف المركز، مدة ونوعية البرنامج العلاجي، كذلك البرنامج الدوائي المتبع مع كل حالة على حدة، الحالة العامة للمريض والتي قد تتطلب بعض الخطوات الإضافية للعلاج، ويمكنكم التواصل مع الرقم الخاص بمركز الهضبة (01154333341) والاستفسار عن كل التساؤلات الخاصة بكم.

اقرأ أيضا عن: تجارب الأعراض الانسحابية

هل يستعيد المدمن حياته السابقة بعد التعافي؟

استعادة المدمن لحياته السابقة ممكنة لكنها تعتمد بشكل أساسي على نسبة التعافي من الإدمان، فإذا تم علاج الحالة وفق برنامج علاجي شامل تحت إشراف طبي متخصص ومكثف، وتم الحصول على العلاج النفسي والدعم الاجتماعي والمتابعة المستمرة، فإن المدمن يتمكن من استعادة حياته السابقة بشكل كبير ويرجع لطبيعته بعد العلاج، وبفضل الدعم والمتابعة المستمرة يكون لديه القدرة على مواجهة التحديات اليومية والبعد عن محفزات الإدمان.

وللأسرة دور رئيسي في علاج إدمان المخدرات بدون انتكاسة، ويتمثل في تقديم الدعم النفسي والعاطفي وتوفير بيئة آمنة خالية من المخاطر ومغريات الإدمان، والمساعدة على حل المشاكل والأسباب النفسية والأسرية المؤدية لهذا الطريق.
وعليك أن تعرف جيدًا أن استعادة حياتك السابقة والعودة لممارسة أنشطتك اليومية هي من أكبر فوائد ترك المخدرات، هذا بالإضافة إلى استعادة صحتك النفسية والجسدية والتخلص من كل السلوكيات والأفكار السلبية التي تُعرض حياتك وحياة المحيطين بك إلى الخطر.

للكاتبة/د. مروة سلامة

فترة علاج الإدمان على المخدرات هي عملية طويلة ومعقدة نسبيًا وتحتاج إلى تكاتف جهود الأسرة مع المؤسسة الطبية والمريض، وعلى الرغم من أن رحلة التعافي تعتبر مليئة بالتحديات إلا أن العودة لحياة خالية من المخدرات تستحق المحاولات للتغلب على كل تلك العقبات والحصول على حياة صحية مليئة بالأمل والاستقرار، ويمكنك التواصل مع مركز الهضبة في أي وقت وعمل الاستشارات عن بعد من خلال هذا الرقم واتساب (01154333341).