دائماً ما يوجد ارتباط وثيق بين تفكير مدمن المخدرات والشك في كل ما يدور حوله وخاصة تصرفات الأهل والأصدقاء، والشعور بنظرية المؤامرة، ولكن ما السبب وراء هذا الشعور، والتي قد تدفع به إلى بعض التصرفات الغير محسوبة و المحفوفة بالخطر، وهل يختلف هذا الشعور لدى المدمن والمتعاطي، كل ذلك سنُوضحه بالتفصيل فيما يلي.

العلاقة بين مدمن المخدرات والشعور بالشك

يرتبط الشك ارتباطًا وثيقًا بالإدمان، ويعد أحد  علامات تعاطي المخدرات
بمختلف أنواعها، حيث يتسبب الإدمان في فقدان الثقة بالآخرين والشعور بالشك الغير مبرر أو المنطقي تجاه أي تصرف أو موقف يتعرض له المدمن.

يحدث ذلك نتيجة لما تسببه المخدرات للعقل فهي تُدمر الجهاز العصبي للمتعاطي، بالإضافة إلى حالة الشك المستمرة، تبدأ طريقة تفكير مدمن المخدرات ويُصبح يفكر بطريقة عشوائية.

تصرفات المدمن مقابل المتعاطي ومن ضمنها الشك

المتعاطي هو ذاك الشخص المتقبل والمنجذب لنشوة المخدرات حتى لو بشكل غير منتظم أو على فترات بعيدة، أما المدمن هو الشخص الذي دخل في حالة اللاوعي بخصوص تعاطي المخدرات وتسيطر عليه الأفكار القهرية والرغبة المتزايدة في تناول جرعة المخدرات دون التفات أو إدراك لعواقبها وتأثيرها، وليس كل متعاطي مدمن، ولكن عندما يُصبح المتعاطي غير قادر على السيطرة يتحول مدمن، ومن أبرز تصرفات كل منهما:

البند المتعاطي المدمن
السلوكيات والمزاج تقلبات مزاجية بين البهجة المفرطة والانعزال، استهتار، ضعف التركيز والانتباه، تضخم الشعور بالأنا. انفعال عصبي، عدوانية، تهور، هلوسة، توهم، الشعور بالشك، انفصال عن الواقع، غضب مستمر، يأس واكتئاب، اتخاذ قرارات خطيرة.
التأثير على المحيطين تأثير محدود وقد يكون غير ملحوظ إذا لم تتم الملاحظة الدقيقة. تأثير واضح وخطير يسبب مشكلات وأزمات للمحيطين به، نتيجة سلوكياته العنيفة والاندفاعية.

هل التبعية الكيميائية والإعتماد عند مريض الإدمان سبب في ذلك الشعور؟

التبعية الكيميائية هي تفاعل بيولوجي طبيعي لمادة تسبب الإدمان، حيث تسبب هذه المادة تغييرات في آلية الدماغ، ينتج عنها اعتماد الشخص كميائيًا على هذه المادة، وهي مرحلة سابقة للإدمان على المخدرات، ولا تكون سببًا في شعوره بالشك.

أما الإعتماد نوعان نفسي وجسدي، الثاني يحدث عندما تتكيف الخلايا العصبية مع التعرض المُتكرر للمخدرات وتعمل بشكل طبيعي فقط في وجود الدواء، وإذا حاول التوقف يُعاني من الأعراض الانسحابية.

أما الأول فيحدث عندما يتعاطى الشخص المخدر لتغيير حالته المزاجية وتحسينها، هذا الاعتماد يكون السبب الرئيسي في شعوره بالشك فيمن حوله.

متى يُصبح المدمن خطرًا بسبب شكه؟

عقل المدمن تالف بسبب المخدرات ويمكنه أن يتصرف دون وعي أو إدراك،  فالمخدرات قادرة على إلحاق التشوهات الدائمة بالدماغ خاصة عند الأشخاص غير البالغين إذ يكون نمو الدماغ غير مكتمل، ومع وجود المواد المخدرة يتوقف نمو الدماغ الطبيعي ويتم تدمير الخلايا الموجودة بها، مما يتسبب في فقد المدمن عقله والتصرف بشكل غريب وغير طبيعي، خاصة مع زيادة الشعور بالشك في من حوله.

الشعور بالشك قد يجعل نهاية المدمن محصورة بين أمرين أما السجن بسبب جريمة أو الموت بسبب عدم القدرة على العيش مع هذا الشعور المؤلم، ونصيحة لمن يتعاطى المخدرات توقف الآن فأنت لا تستطيع تحمل عواقبها التي ستكون مؤلمة ومدمرة لك ولمن حوله.

يُمكنك معرفة المزيد عن
علاج الإدمان في 3 خطوات ومواجهة تحديات علاج إدمان المخدرات

العلاقة قوية بين مدمن المخدرات والشك وذلك نتيجة للتبيعة الكيميائية واعتماد المدمن على المخدرات، فقد أصبح العقل مليئًا بالأوهام والهلاوس والشكوك، وأصبح المدمن نتيجة لذلك خطر كبير على نفسهومن حوله، لذلك يجب التوجه لـ العلاج من الإدمان في مركز متخصص والإقلاع التام عن المخدرات